بسم الله الرحمان الرحيم
سقطت في غابة الأحزان ,و قلبها ممزق بالجراح ,وحيدة ,تواسي نفسها بتكرار اه ,اه ,النجدة يا الله ,و فجأة !برز فارس طويل
يلبس سترة طبيب ,تقدم نحوها بخطى ثابتة, و عيون لمعت حنانا أشرق كالشمس ,باعثا لها دفئا من نوع غريب. جعلها
تتنهد استعذابا لذاك الإحساس الحلو ,و تطمئن بعد فزعها ,ثم فاجأها برفع رأسها ووضعه فوق ركبتيه ,و لما فتحت عيناها
الذابلتان من كثرة الدموع المالحة ,عرفته :اه ,هو .و بدأ يمرر يديه اللتان جمعتا بين خشونة الرجولة ,و عطف الحبيب ,على
جروح قلبها, فيدمل كل جرح تلمسه ,كأنه لم يكن يوما .ثم ابتسمت ابتسامة عريضة ,مجيبة ابتسامته و نظراته الولهانة
بها ,فحضنها مغامرا و متحديا أي عاقبة قد تصدر منها ,لكن باغتته بهمسة في أذنه :قبلني. فطار فرحا: أخيرا تحقق حلمه
سيذوق ذاك الإحساس, لكنه في نفس الان ذهل و تساءل :أليست هذه هي الملاك الطاهر التي أحببتها ?تلك التي
عذبتني بخلقها الرفيع ?!و بدورها قرأ ذكاءها حروف مقلتيه ,ففسرت له بلطف :حبيبي ,لنفعل ما نشاء ,سنلهو ,سنحلق
السماء معا أنا و أنت وحدنا ,سنغوص في البحار ,سنعلن فوق قمم الجبال عن حبنا الملتهب ,سنجن عسانا نهدئ
على الأقل نار حبنا ,و أشواقنا ,فنظر لها بعيون منومة حبيا :ما السر?!! فردت منفعلة :لأننا حيث لا قوانين ?و لا ضوابط ,
و لا شرع ,و لا عقل يحكم ,ثم بلهجة حزينة جدا :و لا عادات جاحفة, تفرض عليك مهرا ليس بوسعك ,يا هواء أستنشقه,
و هوى أسترقه ,و فعلا لبا كل رغباتهما التي حرما منها في الأرض الأخرى, و استمتعا بطعم السعادة .ثم فتحت
عينيها و قد تساقطت منها دمعتان على جثة شهوتها, التي ذبحتها قربانا لله ,و لمحته و قد صار بعيدا يلوح لها ,و
صوتها لازال يردد في أذنيه :سمعت في صباي اية ,تمنيت أن أكون ممن تنطبق عليهن ,(و لا متخذات أخدان )و إن
كنا مقدرين لبعضنا البعض, فسيقول الله سبحانه كن فيكون.