الدكتور سالم عبد الجليل ينفى تورطه فى إصدار فتوى قتل المتظاهرين.. ويؤكد: كلامى تم اجتزاؤه وأبرأ إلى الله من الدم.. المعتدون على أكمنة الجيش والشرطة ليسوا متظاهرين وهؤلاء من شملهم حديثى
الثلاثاء، 27 أغسطس 2013 - 01:03
الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة السابق
كتب إسلام جمال
نفى الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة السابق، تحريضه على قتل المتظاهرين السلميين، من خلال مقطع الفيديو، الذى تداوله النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، بأنه فتوى لعبد الجليل، لجنود الجيش والشرطة بقتل المتظاهرين، مشيراً إلى أن كلامه تم اجتزاؤه، وأنه يبرأ إلى الله عز وجل، من أن يكون قد أفتى بقتل المتظاهرين، مشدداً على حرمة الدم المصرى.
وقال عبد الجليل فى بيان له نشره عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"،: "لقد أزعجنى كثيرًا عدد من مكالمات الأصدقاء والأحبة الذين يتعجبون من مقطع فيديو أقل من دقيقتين نشر على اليوتيوب يفهم منه أنى أحل دم المؤيدين للدكتور مرسى والمتظاهرين ضد ما قامت به الدولة بعد ٣٠ / ٦ لعلمهم أنى لا يمكن أن أحل دم إنسان كائنًا من كان".
وأضاف عبد الجليل قائلاً: "المتابع لكل خطبى ودروسى ولقاءاتى التليفزيونية يدرك بوضوح أنى لا أقبل أبدا إراقة الدماء وإزهاق الأرواح، ومن يراجع ما قلته على قناة الجزيرة مباشر مصر وقد استضافتنى أنا والأخ الدكتور عبد الرحمن البر قبيل ٣٠ / ٦ وقلت بوضوح إن الخروج فى مظاهرات ضد الدكتور مرسى وما ستقوم به حركة تمرد (حرام)، وتعجب الدكتور عبد الرحمن والمذيع من قولى، فقلت لهما حرام لما سيترتب عليها من سفك للدماء وإزهاق للأرواح، وقلت له البديل أن يستجيب الدكتور مرسى للاستفتاء".
وواصل وكيل وزارة الأوقاف السابق قائلاً: "فلما لم يستجب الدكتور مرسى وخرجت المظاهرات إلى الشوارع والميادين بهذا الكم الهائل، كان لا بد للقوات المسلحة- وهى المؤسسة الوحيدة القادرة على الحفاظ على هذا الوطن- كان لا بد من أن تتخذ إجراءً مناسبًا، فلما أعلنت عن إجراءاتها كنت مع من أيد هذه الإجراءات ولم أعتبر ذلك انقلاباً عسكريًا، محترمًا ومقدرًا رأى المخالف، دون أن أصفهم بالخوارج أو أبيح قتلهم".
واستطرد قائلاً: "العجيب أن ما تكلمت به حول هذا الموضوع يزيد على خمسين ساعة ما بين خطب جمعة، ولقاءات على التليفزيون وحوارات فى صحف، ولو أعاد أحدكم النظر والتأمل فيما قلته لن يجد فيه أبدا جملة واحدة تشير إلى استحلال الدم، لقد رفضت الخطاب المتشدد من بعض المشايخ الذين يصفون أبناء التيار الإسلامى بالخوارج، ودعوتهم إلى تخفيف حدة النقد وأن يفتحوا بابًا للتصالح، وأن يقبل بعضنا بعضًا على ما نحن عليه، والحلقة الأخيرة فى الفضائية المصرية من برنامج الدين والحياة الخميس الماضى، كانت عن التصالح إلا من ثبت يقينًا فى حقه الإجرام فيحاسب بالقانون، وهو ما قلته بالأمس على قناة القاهرة والناس".
وأوضح قائلاً: "لقد طلبت منى إدارة الشئون المعنوية (فرع التوعية) تسجيل حوالى ١٥ دقيقة حول الأحداث الجارية ودور القوات المسلحة فى رد اعتداء المعتدين على المنشآت العسكرية والمعتدين على أكمنتها وقتل رجالها، فماذا سيكون الجواب؟. هل نبرر ونبيح الاعتداء على أكمنة الجيش أو الشرطة وقتل الضباط أو الجنود؟. أليس من الطبيعى أن نجرم هذا، وان نصف من فعل هذا بأنه لا يستحق أن يكون مصريًا، أو أنه باغٍ ويجب ردعه، ولو أدى ذلك إلى قتله بعد أن نستنفد جهودنا فى دفعه؟.
وقال عبد الجليل: "السؤال الذى يجب طرحه: هل المتظاهرون الذين يتهمنا البعض بأننا نبيح قتلهم، هم هؤلاء الذين يعتدون على أكمنة الجيش والشرطة والمنشآت العسكرية والشرطية؟. بالقطع لا، إذن لم يشملهم الحديث ولم يكن الكلام عنهم بالأساس".
وعاد متسائلاً: "لكن ماذا نصنع إذا كان هناك خبثاء يريدون أن يدمروا كل ما هو جميل فى هذا الوطن، ماذا نصنع إذا كان هناك من يحاول أن يفقد الشعب ثقته فى كل أحد، هل يعلم الإخوة أصحاب الفضل الذين يروجون لهذا الفيديو أن الكلام لم يكن على المتظاهرين أصل".
.
وقال عبد الجليل: "هل يعلمون أنى تركت قناة أزهرى (وهى مصدر رزقى والمنبر الذى كنت أطل منه على الناس خمس مرات أسبوعيا) تركتها لأنها خرجت عن خطها الدينى التعليمى واتجهت إلى السياسة وأخذت تسىء بشكل واضح إلى التيار الدينى، وأنا كتبت منشورًا على الصفحة فى حينها وأوضحت ذلك.
وتابع قوله: "على كلٍ أنا لا أكتب هذا المنشور استرضاء لأحد، فما يهمنى هو رضا ربى عنى، ولله الحمد فأنا وإن كنت معترفًا بتقصيرى نحو خالقى إلا إننى مطمئن غاية الطمأنينة أننى والحمد لله لست من هؤلاء الذين يتاجرون بالدين، أو يشترون بفتواهم عرضًا من الدنيا، وأنى برىء كل البراءة من كل قطرة دم سالت من عسكرى أو شرطى أو مدنى متظاهر أو معتصم، فلست ممن يتساهلون فى الدماء" .
وواصل قائلاً: "لا أدل على هذا من خطاب وجهته للفريق أول السيسى عبر الفضائية المصرية فور طلبه التفويض بمحاربة الإرهاب، وكنت فى طريقى للتليفزيون لعمل حلقة فى برنامج الدين للحياة، وأخبرتنى زوجتى الفاضلة (المنتقبة) أم أولادى الثلاثة الذين كانوا يترددون على اعتصام رابعة، والكثيرون يعرفون ذلك ولم أمنعهم، أخبرتنى وهى تجهش بالبكاء عن طلب التفويض لمحاربة الإرهاب، فطلبت على الهواء مباشرة من الفريق أول السيسى أن يحدد ماذا يقصد بمصطلح الإرهاب، حتى لا يطلق على كل معارض إرهابى، وأكدت على هذا فى عدة لقاءات.
وتابع قائلاً: "إن علاقتى بالقوات المسلحة هى الإشراف على الدعوة الإسلامية والوعظ والإرشاد بالقوات المسلحة من خلال إدارة الشئون المعنوية فرع الدعوة، ولا علاقة لى إطلاقًا بالقرارات العسكرية ولا ألتقى بقادة الجيش اللهم إلا فى المناسبات الدينية إذا دعيت إليها، وقد طلبت إلى زوجتى وأبنائى ترك هذا العمل، (الإشراف على الدعوة والخطاب الدينى بالقوات المسلحة) لكنى أقوم به متقربًا إلى ربى وأعتبره دربًا من دروب الجهاد ولن أترك بابًا من أبواب الدعوة والتعليم ونشر وسطية الإسلام.
واختتم قائلاً: "فقد كتبت هذا اعتذاراً إلى الله تعالى، حتى لا يخوض أحد فى عرضى بعدما بينت هذه الحقائق.. وأكرر أنى لم أسأل قتل المتظاهرين لعلمهم أنى لا أجيزه أبدًا، ولكن السؤال كان عن قتل الإرهابيين الذين يعتدون على أكمنة الجيش والشرطة ولا يمكن دفع شرهم إلا بالقتل، فحرف القول وخرج عن سياقه.. والله الموعد، واعتذر لكل إنسان سببت له أذى وبالذات زوجتى وأولادى (محمد ومحمود وأحمد )، بسبب هذا الفيديو اللعين ولن أسامح من قام بتلفيقه ونشره على هذا النحو السيئ، والله تعالى حسبى ووكيلى.