الثالث: القراءة عن أهمية السنة:
وهذا يكون بالقراءة عن أخبار السلف في تعظيمهم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم واجتهادهم في خدمته، والأخبار والقصص في هذا المجال كثيرة مشهورة، وكتب السنة والتراجم قد حفلت بالكثير من الأخبار والنماذج الحية التي تبعث في نفس المسلم الهمة لتعظيم السنة والنشاط في كتابتها وحفظها والعمل بها ونشرها والدعوة إليها، ومن الكتب المهمة في هذا المجال كتاب: (سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي)، وكتاب: (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي)، وكتاب ( الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي) وكتاب: (جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر)، فينبغي على كل ناصح لنفسه ألا ينقطع عن القراءة في هذا الجانب لئلا يضعف تعظيمه للسنة ، وتضعف قيمتها في قلبه فيزهد فيها ويهجرها، فالقراءة عن أهمية الشئ مفتاح الاهتام به والحرص عليه.(1 )
إن نصوص سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لو كانت عند أهل حضارة أخرى لكتبوها في المحافل والمجامع والميادين العامة، ولتغنوا بذكرها ونقشوها في بيوتهم بل في قلوبهم، إننا نراهم يتغنون بنصوص وحكم مفكريهم التي لا تعد شيئا بالنسبة لحكمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فيا لله العجب ما أغفلنا عن هذه الطاقة التي منحنا الله إياها فنتركها ونذهب لدراسة طرق وأساليب توليد الطاقة المعنوية عند الشرق أو الغرب فصدق علينا قول الله تعالى:
﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [(61) سورة البقرة ]
إن حب السنة ليس دعوى تقال باللسان ويصرح بها في الخطب والكلمات، وتسطر بها صفحات الصحف وموجات الأثير، بل هي حقيقة لها علامات ومقاييس وموازين، من جاء بها صُدق قوله وأقر على دعواه، ومن هذه العلامات:
1- كثرة قراءتها ومطالعة كتبها.
2- محاولة حفظها والحزن والأسف على فوات ذلك.
3- الفرح بمجالسها ومنتدياتها ولقاءاتها.
4- الشوق إليها إذا طالت الغيبة عنها.
5- تطبيقها في جميع جوانب الحياة.المراجعوهذا الكتاب (مفاتح تدبر السنة) قدد تضمن نصوصا مهمة تكرار قراءتها تحقق حب السنة