التنمر في المدارس
مع اقتراب العام الدراسي وتنوع المشاكل والأسباب لدى أطفالنا لتأففهم من الذهاب إلى مدارسهم خصوصا في الفترة الأولى من العام الدراسي بسبب تغير الأجواء والأصدقاء تظهر مشكلة التنمر المدرسي لدى البعض وهي ظاهرة سلبية ظهرت في الغرب وانتقلت الى العالم العربي مع العولمة بل وتعتبر مشكلة التنمر هي أكثر المشاكل شيوعا في المدارس الآن وتعني بلطجة البعض على البعض الآخر وتعنيفهم بالتعدي عليهم لفظيا أو نفسيا أو جسديا بشكل مستمر شبه يومي ومتكرر وطوال الوقت مما يؤثر على الطفل المتنمر عليه فلا يرغب بالذهاب إلى المدرسة، وفي الغالب يتعرض للتنمر الأطفال الأضعف في الشخصية أو الأجمل في المنظر والهندام أو الأكثر تفوق في التحصيل العلمي وفي كثير من الأحيان يكون المتنمر قد تعرض للتنمر سابقا مما جعله يمارس هذا العنف على غيره ممن هم أضعف أو أصغر سنا.
أول خطوة لعلاج هذه المشكلة هو الاعتراف بوجودها ، تليها مرحلة التشخيص للوقوف على حجم هذه الظاهرة في مدارسنا و تحديد المستويات الدراسية التي تنتشر فيها أكثر من غيرها ، و معرفة الأسباب التي تؤدي إلى انتشار التنمر عندئذ يمكننا أن نعمل على إيجاد حلول لهذه المشكلة، وتأثير الإعلام الذي غيّر كثيراً من سلوكيات الأطفال والمراهقين وامتد تأثيره ليشمل حتى سلوكيات البالغين وتتعدد خطوات العلاج لتشمل العلاج الاسري والعلاج المدرسي حتى تنجح خطة العلاج وتعطي نتائج ايجابية
العلاج الأسري: تعتبر الأسرة البيئة الأولى التي تؤثر في سلوك الطفل و ليكون التدخل الأسري فعالا لابد من التروي و عدم العجلة في الحكم على سلوك الطفل ووصفه بالمتنمر قبل أن تتضح الرؤية و تتم دراسة المشكلة من جميع الجوانب ، بما في ذلك بحث الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الطفل في المدرسة فيما يخص التحصيل الدراسي ، و التي يمكن أن تكون وراء سلوكه العدواني، وفي حالة ثبوت تنمر الطفل يجب مناقشته بهدوء و تعقل و الاستفسار حول الأسباب التي تجعله يسلك هذا المنحى تجاه أقرانه وتوضيح مدى خطورة هذا السلوك و آثاره المدمرة على الضحية و في جميع الأحوال يجب تفادي وصف الطفل بالمعتدي أو المتنمر أمام زملائه ، لأن ذلك يمكن أن يأتي بنتائج عكسية كما يجب على الآباء عدم اختلاق الأعذار للطفل والتبرير لأفعاله وبخاصة أمام المعلمين و الزملاء، و من جهة أخرى ينبغي التحكم فيما يشاهده الطفل في التلفاز و تذكير الأطفال بوجوب احترام مشاعر الآخرين و عموما ، ينبغي على الوالدين التعامل مع الموضوع بجدية لأن الأطفال الذين يتنمرون على الآخرين عادة ما يواجهون مشاكل خطيرة في حياتهم المستقبلية ، وقد يواجهون اتهامات جنائية ، وقد تستمر المشاكل في علاقاتهم مع الآخرين . أما في حالة كان الابن ضحية للتنمر فيجب على الوالدين إبلاغ الإدارة بكل حزم وجدية وعدم الاستهتار بمشاعر الطفل والشروع في تعليم الطفل مهارات تأكيد الذات والدفاع عن النفس ومساعدته على تقدير ذاته من خلال تقدير مساهماته و إنجازاته.
العلاج المدرسي: إن التعامل الأمثل مع التنمر المدرسي يتم من خلال تطوير برنامج مدرسي واسع بالتعاون مع الادارة التربيوية والطلبة والمعلمين وأولياء الأمور والمجتمع المدني ، بحيث يكون هدف هذا البرنامج هو تغيير ثقافة المدرسة وتأكيد الاحترام المتبادل والقضاء على التنمر ومنع ظهوره، وعلى المدرسة التعاون مع أهل الطقل الضحية واستدعاء أولياء أمر الطفل المعتدي المتنر والحزم معهم وعدم تقبل أي دفاع عن الجهة المعتدية.
ومن الجدير بالذكر أن كلا من المتنمر والمتنمر عليه يتعرضان لمشاكل نفسية لذلك من الخطأ السكوت عن هذه الظاهرة بحجة أنها (لعب عيال) أو مشاكل أطفال يمكن أن تمر مرور الكرام.