[size=32][size=32]دخلت ظاهرة الغش خلال الامتحانات المحلية الجهوية والوطنية لنيل شهادة الدروس الابتدائية أو الإعدادية أو البكالوريا، منعطفا خطيرا، بتواطؤ مع بعض المدرسين، وتزكية من بعض المسؤولين محليا وجهويا ووطنيا، وبدأت عدوى الظاهرة تنخر عقول الممتحنين، نتيجة للصمت القاتل الذي تمارسه الجهات المسؤولة بمختلف درجاتها والتوافق اللاشعوري الذي تساهم فيه فعاليات المجتمع المدني، لتصبح الظاهرة حقا مشروعا ينادي به التلاميذ المتعثرين دراسيا بتزكية من بعض آباء وأولياء أمورهم.
ولم تعد الظاهرة حكرا على مؤسسة تعليمية أو مدينة أو قرية دون أخرى، فشعار الغش في الامتحانات أصبح من الأولويات التي يعد لها مجموعة من التلاميذ العدة اللازمة بمساندة أولياء أمورهم. فبسبب الممارسات اللاتربوية التي تسلكها قلة من المدرسين أو الإداريين في إطار المساندة العائلية أو العلاقات الزبونية و المصلحية، أو في إطار تلميع صورة بعض المؤسسات على مستوى الحصيلة الدراسية، ازداد عدد التلاميذ المعتمدين على الغش، واختلفوا بين من يكشر عن أنيابه مهددا المراقبين، أو المتسولين الذي يقضون فترة الاختبار في التوسل والسعي وراء الظفر بجواب ما، دون الانتباه للزمن المدرسي الذي يضيعونه في الالتفات يمينا ويسارا.
وتجرأ البعض الآخر على طلب مساعدة الأساتذة في إيجاد أجوبة الامتحانات، بل إن داء الغش تسلل إلى عقول العديد من التلاميذ النجباء، بسبب ما يعيشونه أثناء الامتحانات من تناقضات.
وقال حميد أحد المرشحين السابقين لنيل شهادة البكالوريا شعبة الفيزياء والكيمياء في تصريح للصباح إن كل تلاميذ فصله كانوا معبئين من أجل الغش، وإنهم تمكنوا فعلا من تبادل الأجوبة في عدة مناسبات سابقة، أمام الحراسة الضعيفة التي ينهجها المراقبون (عين ميكة ). وأضاف أنه وجد نفسه مشاركا في العملية لكي لا ينعته زملائه بكلام قبيح مثل (معقد ، سقرام ...).
ولم يستبعد حميد الذي فشل في الحصول على شهادة البكالوريا أن يعاود الكرة، موضحا أنه انتقى أساليب جديدة ومتطورة وأن المراقبين (الأساتذة ظريفين الله يعمرها دار).
حتى تلاميذ الابتدائي أدمنوا على "النقلة"
كم من مرة خرج العديد من تلاميذ المستوى السادس ابتدائي، بعد اجتيازهم للامتحان الإقليمي الموحد ، يهللون ( وراونا ، ذاك الشي ساهل، شكلوا لينا القطعة، حسبوا لينا الرياضيات بالكاكلتريس ...)، بل منهم من كان يكتب أجوبة صحيحة، وغيرها ليكتب أجوبة المراقبين، وتأكد لهم فيما بعد أنها خاطئة... ليتضح جليا على أن هناك بعض المدرسين يلقنون التلاميذ فن الغش منذ صغرهم، ويحثونهم على نهج هذا الأسلوب الذي يضعف تكوينهم، ويشل مسارهم التربوي والتنموي.
إبداعات سنوية في فن الغش
وإذا كان تلاميذ الأمس يمارسون الغش بأساليب متخفية و محتشمة، خوفا من اكتشاف الأستاذ المراقب لأفعالهم، فإن الممدرسين حاليا رفعوا شعار الغش و أقروا مشروعيته. و إذا كانت بعض المؤسسات التعليمية تعر[/size][/size]