نتائج الحركة الخاصة بإسناد منصب حارس عام ومنصب رئيس الأشغال بمؤسسات التربية والتعليم العمومي لس
كثير من الآباء والأمهات , نتيجة ما يرونه حاصلا في المجتمعات من تراجع أخلاقي وسلوكي ,
يعمدون إلى تعليم ابنائهم صفات سلبية , يظنونها هي الطريقة المثلى لحماية أبنائهم من الفاسدين ,
فيعلمونهم القسوة , والجفوة , وسوء الظن , والحدة , والنفعية , والوحشية
وغيرها من الصفات التي اسمحوا لي أن أطلق عليها " الصفات الذئبية "
أدرك بوضوح أن دوافع الوالدين في ذلك هو حماية الأبناء من توحش المجتمع ,
وحتى لايكونوا فريسة سهلة للفاسدين والمنحرفين فيه ,
وليستطيعوا أن يقفوا على أقدامهم في مجتمعات يطحن فيها الضعيف ويستهان به ..
هكذا رؤيتهم وهكذا دوافعهم , وأنا أرفض تلك الرؤية , وأخطىء تلك النظرة تخطيئا .
إننا لو قبلنا ذلك النوع من التربية , سنكون داعين إلى سبب جديد لانتشار الانحراف المجتمعي ,
وزيادته , وقد يكون هذه المرة بشكل مقنن ! ..
فقد أتوقع أن يدعو البعض إلى مؤسسة تعلم الأبناء كيفية التوحش والقسوة والجفوة والحدة وغيرها ,
وقد يتطور الأمر إلى أن نرى استنكارا مجتمعيا لأصحاب الأخلاق الحسنة والرقيقة والنقية والهادئة والمهذبة ..الخ !
أؤكد لكم أيها الآباء والأمهات أنكم بذلك تربون في بيوتكم ذئابا , لا ابناء ,
وأن هذا الذئب الذي تربيه ببيتك , عما قليل سيكبر , وستكون أنت أول من يعاني من ذئبيته !
كما أنه سيحمل بين جنبيه قلبا قاسبا يبعد به عن الصالحات , ويهون عليه آلام الناس ,
ويصير نفعيا بغيضا , وقد يكون أنانيا متكبرا مكروها , مهما بدا ناجحا على المستوى المادي الدنيوي .
في تربية الأبناء يجب ان نؤكد لهم على ما عندهم في نفوسهم من نقاوة الفطرة ,
وشفافية المشاعر , وحسن الأخلاق تجاه الناس , وبياض النفس , وتمنى الخير للغير ..
يجب أن نعلمهم الرفق , والصبر , والحلم , والأناة ,