التكوين الاقتصادي الاجتماعي:
تتمثل أهمية مفهوم التكوين الاقتصادي ــ الاجتماعي في أنه يوضح الوحدة العضوية بين مختلف الظاهرات الاجتماعية و الترابط بينها، كما أنه يبين لنا أنه لا يمكن الحديث بشكل مجرد عن المجتمع بوجه عام، و لكن يجب دائماً الحديث عن مجتمع ذي طابع خاص مميز، فلكل تكوين اقتصادي اجتماعي قواه الإنتاجية الخاصة به و نمط محدد من علاقات الإنتاج و حياة روحية تميزه، و هكذا فإن كل تكوين يخضع لقوانين تاريخية عامة.
و يرى ماركس أنه لا يمكن فهم العلاقات الاجتماعية بدون إرجاعها إلى علاقات الإنتاج و ربط علاقات الإنتاج بالقوى الإنتاجية .
و على أساس فهم التكوين الاقتصادي ــ الاجتماعي أمكن لماركس تقسيم تطور المجتمعات إلى المراحل الست التالية :
1ــ المرحلة الجماعية البدائية و لا طبقية فيها حيث لا ملكية .
2 ــ مرحلة العبودية و يسيطر فيها السادة ضد العبيد .
3ــ مرحلة الإقطاع و يسيطر فيها الإقطاعيون ضد الفلاحين .
4 ــ مرحلة الرأسمالية ، تسيطر فيها طبقة البورجوازية ضد مصالح طبقة البروليتاريا .
5 ــ المرحلة الاشتراكية و يؤخذ فيها من كل حسب جهده .
6 ــ المرحلة الشيوعية و يؤخذ فيها من كل حسب جهده إلى كل حسب حاجته .
و التطور أو التغير الكيفي من تكوين اجتماعي اقتصادي لآخر لا يتم فجأة و إنما يحدث نتيجة تغيرات كمية تدريجية داخل كل تكوين تتراكم حتى يحدث التغير الكيفي . (أحمد ،1977م، 168ــ 169)
و يدعو ماركس من خلال نظريته إلى التحول إلى الاشتراكية و التي هي مرحلة سابقة للشيوعية الهدف الأسمى لدى ماركس و الذي من خلاله يتم القضاء على مشاكل الطبقية ، و يرى أن الرأسمالية في سبيلها للتحول إلى اشتراكية حيث تحمل بذور فنائها في فكرها .