التقسيم الطبقي و الصراع الطبقي:
يعرف ماركس الطبقة الاجتماعية بأنها " تجمع من الأشخاص يؤدون نفس الوظيفة في عملية تنظيم الإنتاج "
و تتميز هذه الطبقات إحداها عن الأخرى باختلاف الوضع الذي تشغله تاريخيا في عملية الإنتاج الاجتماعي، و تعتبر الطريقة التي يتعاون بها الأفراد مع الآخرين في إشباع حاجاتهم الأساسية من طعام و ملبس و مأوى هي المحدد الأساسي للطبقة و قد قرر ماركس أنه لا يمكن التعرف على الطبقة على أساس مصدر الدخل أو على أساس الوضع الوظيفي للأفراد في عملية تقسيم العمل ، فهذه المحكات سوف تؤدي إلى تقسيم الناس إلى عدد هائل من الطبقات مثل الأطباء والفلاحين و غيرهم ممن لا يرتبطون في إنتاجهم الاقتصادي بطبقة البرجوازيين. كما يرى ماركس أن الفلاحين و الحرفيين ليسوا ثوريين حتى النهاية ، لأنهم لا يحتلون طبقة مستقلة في المجتمع و أنه مع تطور الرأسمالية فسينضم هؤلاء إلى طبقة البروليتاريا و نسبة قليلة منهم يمكن أن تنضم إلى الطبقة الرأسمالية (أحمد ،1977م،ص172 و محمد علي، 1997م،ص 127ــ128)
و يناقش ماركس تطور البورجوازية و البروليتاريا و يوضح الوسيلة التي تصور بها ظهور الطبقة الاجتماعية، حيث يرى بأن هناك ظروفاً عديدة تعتبر ظروفاً جوهرية لظهور الطبقة الاجتماعية هي: الصراع على الامتيازات الاقتصادية ، و التركز الطبيعي لجماهير الناس، و الاتصال السهل بينهم و وجود تنظيم يعبر عن تضامنهم من أجل تحقيق أهدافهم المشتركة ، و يضيف ماركس إلى هذه الظروف عاملاً يتمثل في الآثار الإنسانية المترتبة على الإنتاج الآلي في ظل الرأسمالية ، فالعلاقات الاجتماعية التي تفرضها الصناعة الرأسمالية تحرم الطبقة العاملة من فرص إشباع حاجاتهم النفسية في العمل و قد أطلق ماركس على ذلك " اغتراب العمل الإنساني " .( محمد علي ، 1997م ، ص129 )