وحدة التربية العقلية والمنهجية
العلم والإيمان
النصوص الانطلاق:
قال الله تعالى:
﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ©يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾.
(سورة المائدة، الآيتان 15 - 16).
قال الله تعالى:
﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾.
(سورة فصلت، الآية 53).
وضعية الانطلاق:
الشرح اللغوي والاصطلاحي:
o نور: محمد صلى الله عليه وسلم.
o سبل السلام: طريق تحقيق السلام مع النفس والغير.
o الآفاق: المخلوقات التي تحيط بالإنسان، الكون.
توثيق النصوص:
التعريف بسورة المائدة:
سورة المائدة مدنية من السور الطول، عدد آياتها 120 آية، وهي السورة الخامسة من حيث الترتيب في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة "الفتح"، تبدأ السورة بأحد أساليب النداء "يا أيها الذين آمنوا"، سميت بسورة المائدة وهي إحدى معجزات سيدنا عيسى عليه السلام إلى قومه عندما طلبوا منه أن ينزل الله عليهم مائدة من السماء يأكلون منها وتطمئن قلوبهم، سورة المائدة من السور المدنية الطويلة وقد تناولت كسائر السور المدنية جانب التشريع بإسهاب مثل سورة البقرة والنساء والأنفال إلى جانب موضوع العقيدة وقصص أهل الكتاب، سورة المائدة من أخر ما نزل من القرآن الكريم ليس فيها منسوخ وفيها ثماني عشرة فريضة.
التعريف بالإمام فصلت:
سورة فصلت مكية من المثاني، عدد آياتها 54 آية، ترتيبها الحادية والأربعون في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة "غافر"، السورة بدأت بحروف مقطعة "حم"، يوجد في السورة سجدة في الآية رقم 38 ذكر اسم الله الرحمن الرحيم في الآية الأولى، سميت بهذا الاسم لأن الله تعالى فصل فيها الآيات ووضح فيها الدلائل على قدرته ووحدانيته وأقام البراهين القاطعة على وجوده وعظمته وخلقه لهذا الكون البديع الذي ينطق بجلال الله وعظيم سلطانه، هذه السورة الكريمة مكية وهي تتناول جوانب العقيدة الإسلامية الوحدانية والرسالة والبعث والجزاء وهي الأهداف الأساسية لسائر السور المكية التي تهتم بأركان الإيمان.
مضامين النصوص:
ü إنزال القران على محمد صلى الله عليه وسلم ليهدي به الناس إلى طريق الخير ويخرجهم من الظلمات إلى النور.
ü إخباره عز وجل أنه سيظهر الأدلة المؤكدة على صدق رسالة القرآن من خلال الكون والنفس الإنسانية.
التحليل والإيضاح:
مفهوم العلم:
العلم هو معرفة الشيء وإدراكه على حقيقته، وهو ضد الجهل، يكتسبه الإنسان عن طريق العقل باكتشاف أسرار الكون و العالم المليء بالخبايا والمعجزات.
حكم العلم:
هو من الضروريات الشرعية في الإسلام، تبثث فرضيته بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أهمية العلم للإنسان:
تتجلى اهمية العلم بالنسبة للإنسان في:
ü محاربة الجهل.
ü معرفة أمور الدين.
ü عمارة الأرض.
ü احترام المسلم لحقوقه وحقوق الآخرين.
ü الالتزام بواجباته الدينية والدنيوية...الخ.
علاقة العلم بالإيمان:
العلم النافع يهدي إلى الإيمان ويرسخه، وهو السبيل إلى إتباع النهج القويم، والالتزام بالعقيدة الإسلامية الصحيحة وأركانها، والإيمان يدعو إلى طلب العلم ويحفظه كي لا يضل عن الغايات النبيلة، ولذلك ينبه دائما إلى تعلم كل من العلوم الدينية والدنيوية.
مصادر اكتساب العلم:
ü الوحي بنوعيه (القرآن الكريم والسنة النبوية)، فالوحي هو المصدر الأول للعلم, فقد تضمن مجموعة من الحقائق التي لا تتناقض مع المشاهد في الكون.
ü الكون: فالكون وما فيه ينطق بجلال القدرة الإلهية، والإنسان يكتسب العلم من خلال البحث والتأمل.
العلوم التي دعا الإسلام إلى تعلمها:
لم تقتصر دعوة الإسلام على تعلم العلوم الشرعية لوحدها فقط، بل دعا إلى تعلم مختلف العلوم النافعة التي تهدف إلى خدمة الإنسان والتعرف على الخالق كعلم الفلك والجيولوجيا والطب.... وغيرها من العلوم.