وحدة التربية الاقتصادية والمالية
التوكل والتواكل
النصوص الانطلاق:
قال الله تعالى:
﴿قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.
(سورة المائدة، الآية 23).
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرُزِقْتُمْ كَمَا تُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا».
(أخرجه الإمام الترمذي).
وضعية الانطلاق:
التعريف بسورة المائدة:
سورة المائدة مدنية من السور الطول، عدد آياتها 120 آية، وهي السور الخامسة من حيث الترتيب في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة الفتح، وتبدأ السورة بأحد أساليب النداء "يا أيها الذين آمنوا"، سميت بسورة المائدة وهي إحدى معجزات سيدنا عيسى عليه السلام إلى قومه عندما طلبوا منه أن ينزل الله عليهم مائدة من السماء يأكلون منها وتطمئن قلوبهم، سورة المائدة من السور المدنية الطويلة وقد تناولت كسائر السور المدنية جانب التشريع بإسهاب مثل سورة البقرة والنساء والأنفال إلى جانب موضوع العقيدة وقصص أهل الكتاب، وسورة المائدة من أخر ما نزل من القرآن الكريم ليس فيها منسوخ وفيها ثماني عشرة فريضة.
مضامين النصوص:
ü الآية الكريمة يدعوا الله عز وجل عباده المؤمنين إلى التوكل عليه إن كانوا حقا يؤمنون به.
ü الاعتماد على الله والأخذ بالأسباب يجلب للإنسان الرزق.
التحليل والإيضاح:
مفهوم التوكل:
التوكل لغة هو الاعتماد والتفويض، والوكيل هو من فوض له الأمر، واصطلاحا هو اعتماد المؤمن على الله تعالى وتسليم سائر أموره إليه، مع الأخذ بالأسباب، وهو مظهر من مظاهر لغة القلوب وتعلقها به سبحانه وتعالى، و ثمرة من ثمار الإيمان ولازمة من لوازمه، فلا يتصور أن يعتمد المؤمن على غير الله عز وجل، أو يترك التوكل عليه في أي أمر من أمور حياته.
مظاهر التوكل:
تتجلى مظاهر التوكل في:
ü الاجتهاد في طلب الرزق: وذلك بالسعي إلى كسب القوت بعرق الجبين اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والرسل الذين كانوا حريصين على كسب قوتهم من عمل أيديهم.
ü الأخذ بالأسباب المشروعة الموصلة للمراد: المسلم ملزم بالسعي والاجتهاد في مجال عمله وتخصصه، فالتلميذ مثلا مطالب بالجد والاجتهاد والمثابرة كي ينجح، غير انه لا يظن أن ذلك وحده من يضمن له النجاح، وينسى المسبب الحقيقي وهو الله تعالى.
ü طلب المعونة والتوفيق من الله تعالى.
ü التحلي بالصبر وقوة التحمل: فالتوكل على الله يقتضي الصبر على المكاره والشدائد وتحمل الأذى لقوله تعالى: "الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون".
ü أثار التوكل على الفرد:
ü جلب محبة الله تعالى محبة الله تعالى للمتوكلين وحسن الظن بالله تعالى أي أنه تعالى معين وناصر لهم.
ü كفاية الله للمتوكلين وزيادة ثقتهم بأنفسهم
ü كما أن التوكل يحفظ لهم كرامتهم ويجعلهم ينفعون أمتهم وأنفسهم.
مفهوم التواكل:
هو اعتماد الإنسان على الغير دون عمل أو سبب للحصول على الكسب والمال وعدم الأخذ بالأسباب وهو قرين العجز والكسل، وهو نتيجة لسببين اثنينهما:
ü الجهل بالدين.
ü التقليد الأعمى.
من مظاهر التواكل:
ü العجز: كالمريض الذي يريد أن يشفى دون تناول الدواء.
ü الكسل: كالتلميذ الذي يسعى إلى النجاح دون أن يجتهد.
ü الخمول: كترك الفلاح أرضه دون حرث أو زراعة وانتظاره المحصول.
من آثار التواكل:
ü يحرم المتواكل أهله من مصدر الرزق.
ü يصبح عالة على غيره.
ü يفقد المتواكل عزته وكرامته.
ü يعطل طاقاته العقلية والجسدية.
ü يورثه الفقر.
عواقب التواكل على المجتمع:
يشكل المتواكلون خطورة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وبذلك يساهمون في تأخر مجتمعهم وانحطاطه.
جزاء المتواكل:
ü الفشل في الحياة.
ü ذمه الإسلام لتنافيه مع الدعوة إلى العمل.
ü انحطاط قدره في الدنيا والآخرة.