شعيب بن الحسن الأندلسي التلمساني، أبو مدين. صوفي، من مشاهيرهم.
أصله من الأندلس. أقام بفاس، وسكن "بجاية" وكثر أتباعه حتى خافه السلطان يعقوب المنصور
. وتوفي بتلمسان، وقد قارب الثمانين أو تجاوزها.
له (مفاتيح الغيب لإزالة الريب وستر العيب- خ) 92 ورقة، في شستربتي (الرقم 3259).
متى يا عريب الحي عيني تراكم
مَتَى يَا عُرَيْبَ الْحَيٍّ عَيْنِي تَرَاكُمُ = وَأَسْمَعُ مِنْ تِلْكَ الدِّيَارِ نِدَاكُمُ
وَيَجْمَعُنَا الدَّهْرُ الَّذِي حَالَ بَيْنَنَا = وَيَحْظَى بِكُمْ قَلْبِي وَعَيْنِي تَرَاكُمُ
أَمُرُّ عَلَى الأَبْوَابِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ = لَعَلِّي أَرَاكُمْ أَوْ أَرَى مَنْ يَرَاكُمُ
سَقَانِي الْهَوَى كَأْسًا مِنَ الْحُبِّ صَافِيًا = فَيَالَيْتَهُ لَمَّا سَقَانِي سَقَاكُمُ
فَيَالَيْتَ قَاضِيَ الْحُبِّ يَحْكُمُ بَيْنَنَا = وَدَاعِيَ الْهَوَى لَمَّا دَعَانِي دَعَاكُمُ
أَنَا عَبْدُكُمُ بَلْ عَبْدُ عَبْدٍ لِعَبْدِكُمْ = وَمَمْلُوكُمْ مِنْ بَيْعِكُمْ وَشِرَاكُمُ
كَتَبْتُ لَكُمْ نَفْسِي وَمَا مَلَكَتْ يَدِي = وَإِنْ قََلَّتِ الأَمْوَالُ رُوحِي فِدَاكُمُ
لِسَانِي بِمَجْدِكُمْ وَقَلْبِي بِحُبِّكُمْ = وَمَا نَظَرَتْ عَيْنِي مَلِيحاً سِوَاكُمُ
وَمَا شَرَّفَ الأَكْوَانَ إِلاَّ جَمَالُكُمْ = وَمَا يَقْصِدُ العُشَّاقُ إِلاَّ سَنَاكُمُ
وَإِنْ قِيلَ لِي مَاذَا عَلَى اللهِ تَشْتَهِي = أَقُولُ رِضَى الرَّحْمَنِ ثُمَّ رِضَاكُمُ
وَلِي مُقْلَةٌ بِالدَّمْعِ تَجْرِي صَبِيبَةً = حَرَامٌ عَلَيْهَا النَّوْمُ حَتَّى تَرَاكُمُ
خُذُونِي عِظَاماً مُحْمَلاً أَيْنَ سِرْتُمْ = وَحَيْثُ حَلَلْتُمْ فَادْفِنُونِي حِذَاكُمُ
وَدُورُوا عَلَى قَبْرِي بِطَرْفِ نِعَالِكُمْ = فََتَحْيَا عِظَامِي حَيْثُ أَصْغَى نِدَاكُمُ
وَقُولُوا رَعَاكَ اللهُ يَا مَيِّتَ الهَوَى = وَأَسْكَنَكَ الفِرْدَوْسَ قُرْبَ حِمَاكُمُ