منتدى تعليمي إبتدائي - إعدادي - ثانوي - للمعلم والطالب
 
الأحداثالرئيسيةالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

المواضيع الأخيرة
» أدعية الامتحانات
المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Icon_minitimeالسبت يناير 27, 2024 10:42 pm من طرف faridaahmed

» 9 نصائح مهمة تساعدك في عمل بروفايل للشركة الخاصة بك
المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 05, 2023 10:14 am من طرف منة اجادة

» خصومات لا تعوض على عمل بروفايل شركة من "سايت أب"
المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 05, 2023 9:50 am من طرف منة اجادة

» هل تحتاج إلى مساعدة في تصميم بروفايل شركتك؟
المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 05, 2023 9:19 am من طرف منة اجادة

» ماذا توفر لك "سايت أب " أفضل شركة لكتابة محتوى تعبئة المواقع ؟
المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 05, 2023 8:55 am من طرف منة اجادة

» خدمة أفضل شركة كتابة بروفايل جذاب وإبداعي مع ’’سايت أب’’
المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 29, 2023 2:22 pm من طرف منة اجادة

» أفضل تصميم متجر إلكتروني : نافذتك لزيادة عملائك
المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 29, 2023 1:51 pm من طرف منة اجادة

» أفضل تصميم متجر إلكتروني : نافذتك لزيادة عملائك
المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 29, 2023 1:28 pm من طرف منة اجادة

» "إجادة" أقرب مكتب ترجمة معتمد لترجمة أوراقك
المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 29, 2023 11:25 am من طرف منة اجادة

» "إجادة" أفضل مكتب ترجمة الصور في السعودية
المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 28, 2023 1:35 pm من طرف منة اجادة

» خصومات من أفضل مكتب ترجمة عقود الزواج انتهزها الآن
المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 28, 2023 1:13 pm من طرف منة اجادة

» "إجادة" أقرب مكتب ترجمة معتمد لترجمة أوراقك
المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 28, 2023 12:58 pm من طرف منة اجادة

» أهمية تصميمات الجرافيك من" سايت أب " أفضل شركة تصميم جرافيك
المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 28, 2023 12:39 pm من طرف منة اجادة

» ارفع موقعك على الإنترنت مع خدمات استضافة المواقع من "سايت أب"
المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 28, 2023 11:42 am من طرف منة اجادة

» 7 فوائد توفرها أفضل شركة سيو بقطر
المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 28, 2023 11:21 am من طرف منة اجادة


شاطر
 

 المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
berber
المشرف
المشرف
berber

عدد المساهمات : 5768
نقاط : 16205
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 12/08/2014

المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Empty
مُساهمةموضوع: المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟   المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟ Icon_minitimeالخميس نوفمبر 02, 2017 9:40 am

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقالة الخامسة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟
تتأثر أفعالنا اتجاه المشكلات التيتعترضنا بمكتسبات تجاربنا السابقة وليس انقطاع الإدراك في الحاضر معناه زوال الصورالذهنية المدركة ،بل إن الإنسان يتميز بقدرته على اختزان تلك الصور مما يجعله يعيشالحاضر والماضي معا وهذا ما يسمى بالذاكرة وهي القدرة على استعادة حالة شعورية ماضية، فإذا كان الشعور خاصية جوهرية للذاكرة ،فالأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة من وظائف الدماغ تبدو باطلة.لكن ما هي مبررات إبطالها؟
عرض الأطروحة:
ربط الذاكرة بخلايا الدماغ. إنملاحظات ريبو على حالات معينة مقترنة بضعف الذاكرة أو بفقدانها كحالة [ الفتاة التيأصيبت برصاصة في المنطقة اليسرى من الدماغ فوجد أنها فقدت قدرة التعرف عل المشطالذي كانت تضعه في يدها اليمنى إلا أنها بقيت تستطيع الإحساس به فتأكد له أن إتلافبعض الخلايا في الجملة العصبية نتيجة حادث ما يؤدي مباشرة إلى فقدان جزئي أوكليللذاكرة وجعلته يستنتج أن الذاكرة هي وظيفة عامة للجهاز العصبي أساسها الخاصيةالتي تمتلكها العناصر المادية في الاحتفاظ بالتغيرات الواردة عليها كالثنية فيالورقة لقد تأثرت النظرية المادية بالفكرة الديكارتية القائلة بأن الذاكرة تكمن فيثنايا الجسم وأن الذكريات تترك أثرا في المخ ... وكأن المخ وعاء يستقبل ويختزن مختلف الذكريات ، لذا يرى ريبو أن الذكرياتمسجلة في خلايا القشرة الدماغية نتيجة الآثار التي تتركها المدركات في هذه الخـــلاياو الذكريات الراسخة هي تلك التي استفادت من تكرار طويل لذا فلا عجب إذا بدأتلاشيها من الذكريات الحديثة إلى القديمة بل ومن العقلية إلى الحركية بحيث أنناننسى الألقاب ثم الأوصاف فالأفعال والحركات ، ولقد استطاع ريبو أن يحدد مناطق معينةلكل نوع من الذكريات بل ويعد 600مليون خلية متخصصة لتسجيل كل الانطباعات التيتأتينا من الخارج مستفيدا مما أثبتته بعض تجارب بروكا من أن نزيفا دمويا في قاعدةالتلفيف من ناحية الجهة الشمالية يولد مرض الحبسة وأن فساد التلفيف الثاني من يسارالناحية الجدارية يولد العمى النفسي وغيرها.
نقد أنصار الأطروحة:
تعرّضتهذهالنظريةلانتقادات "برغسون" لأنهاتخلطبين الظواهرالنفسيةوالظواهر الفيزيولوجيةوتعتبّر الفكرمجردوظيفةللدّماغموضحاأنالمادةعاجزةعن تفسيرالذاكرةإذيقول : " لوصحّأنتكونالذكرىشيئاما محتفظةفيالدماغ،لماأمكننيأنأحتفظلشيءمن الأشياءبذكرىواحدةبلبألافالذكريات،ذلكأنالشيءمهمابدا بسيطاوثابتافإنأعراضهتتغيربتغيرالنظرةإليه،هذا إذاتعلقالأمربالشيءالبسيط،فما بالكإذاكانإنسانايتغيّر منحيثالهيئةوالجسموالملابس".أمامنحيثفقدانالذكرياتفهويقول : "إذاكانفقدان الذكرياتينتجعنخللفيالخلاياالدماغيةفكيفنفسر عودةبعضالذكريات؟خاصّةبعدحدوثتنبيهقويللمريض بفقدانالذاكرةوهذايعنيأنالإنسانإذاأصيببمرض "الأفازيا" فالذكرياتتبقىموجودة،ولكنالإنسانيصبحعاجزاعن استحضارهاوقتالحاجة. ،إنالذاكرةليستظاهرةبيولوجية،وإنماهي ظاهرةنفسيةروحية.
التأكيد على إبطال الأطروحة:
إننا نجد أن هناك الكثير من حالاتفقدان الذاكرة تسببه صدمة نفسية وليس له علاقة بإتلاف خلايا الدماغ وأن الذكرياتالتي فقدت سرعان ما تعود بعد التعافي من تلك الصدمة كما أنه لو كان الأمر كما يرىريبو وأن الدماغ هو مكان تسجيل الذكريات لترتب على ذلك أن جميع المدركات والمؤثراتالتي يستقبلها يجب أن تحفظ في الدماغ و لوجب تذكر كل شيء. كما أن النظرية المادية قد قامت على بعض التجارب و نحن نعرف الصعوبات التي تواجه التجريب على الظواهر الإنسانية.
الخاتمة حل المشكلة:
بناء على ما سبق يتبين لنا أنه ليس هناك دليلا قاطعا على أن الذاكرة وظيفة من وظائف الدماغ و عليه فهذه الأطروحة باطلة و لا يمكن الدفاع عنها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقالة السادسة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال: هل الإبداع تتحكم فيه شروط اجتماعية فقط؟
طرح المشكلة :
إن كان الإبداع في اصطلاح الفلاسفة يعنى تاليف شىء جديد من عناصر موجودة سابقا مثلما هو الحال فى الفن والعلم فانه مما لا شك فيه أن الإبداع تتحكم فيهشروط وعوامل. و من هنا التساؤل هلالمبدع هو ابن بيئتهأم أن الإبداع ظاهرة فردية تتحكم فيها استعدادات المبدع ؟
محاولة حل المشكلة:
تحليل الأطروحة : يذهب بعض الفلاسفة وعلماء الاجتماع إلى أن الإبداع ظاهرة اجتماعية كون المبدع يستمد مادة إبداعه من المجتمع.
تدعيم الأطروحة بحجج:
الدليل على ذلك أن الحاجة الاجتماعية ومتطلباتها هى التى تدفع الانسان الى الابداع وقد قيل إن الحاجة أم الاختراع أو الاختراع وليد الحاجة ، إضافة إلى دلك فالمبدع سواء كان فنانا او عالما لا يبدع لنفسه وانما يبدع وفق ما يحتاج إليه المجتمع وحسب ما يسمح به هدا الأخير.
نقد الأطروحة: لو كان الأمر كما اعتقد أنصار هذه الأطروحة لكان جل أفراد المجتمع مبدعين.إضافة إلى ذلك فالمجتمع كثيرا ما قاوم جرأة المبدع و عطل أفكاره.. غاليلي و فكرة أن الأرض تدور.
تحليل نقيض الأطروحة: يذهب الكثير من علماء النفس إلى أن الإبداع ظاهرة نفسية تتحكم فيها استعدادات المبدع و ما لديه من قدرات يتفوق بها عن غيره.
تدعيم الأطروحة بحجج:
خصائص كثيرة يذكرها باحثو الإبداع، و التي يتميز بها المبدع، غير أن من أهمها ما يلي:
1 - الخصائص العقلية:
أ - الحساسية في تلمس المشكلات: يمتاز المبدع بأنه يدرك المشكلات في المواقف المختلفة أكثر من غيره، فقد يتلمس أكثر من مشكلة تلح على بحث عن حل لها، في حين يرى الآخرون أن (كل شيء على ما يرام)!!،. فالرسام يلاحظ ما لا يلاحظه الإنسان العادي.
ب - الطلاقة: وتتمثل في القدرة على استدعاء أكبر عدد ممكن من الأفكار في فترة زمنية قصيرة نسبيا وهذا يعتمد على قوة الذاكرةً. وبازدياد تلك القدرة يزداد الإبداع وتنمو شجرته. وهذه الطلاقة تنتظم في:
** الطلاقة الفكرية: سرعة إنتاج وبلورة عدد كبير من الأفكار.
** طلاقة الكلمات: سرعة إنتاج الكلمات والوحدات التعبيرية واستحضارها بصورة تدعم التفكير.
** طلاقة التعبير: سهولة التعبير عن الأفكار وصياغتها في قالب مفهوم.
ج - المرونة: وتعني القدرة على تغيير زوايا التفكير (من الأعلى إلى الأسفل والعكس، ومن اليمين إلى اليسار والعكس، ومن الداخل إلى الخارج والعكس، وهكذا) من أجل توليد الأفكار، عبر التخلص من (القيود الذهنية المتوهمة) (المرونة التلقائية)، أو من خلال إعادة بناء أجزاء المشكلة (المرونة التَكيّفية).
د - الأصالة: وتعني القدرة على إنتاج الأفكار الجديدة ـ على منتجها ـ، بشرط كونها مفيدة وعملية.
هذه الخصائص الأربع حددها جلفورد.
هـ ـ الذكاء: أثبتت العديد من الدراسات أن الذكاء شرط للإبداع.
2 - الخصائص النفسية: يمتاز المبدع نفسياً بما يلي:
أ - الثقة بالنفس والاعتداد بقدراتها. ب ـ قوة العزيمة ومضاء الإرادة وحب المغامرة.
ج - القدرة العالية على تحمل المسؤوليات. د ـ تعدد الميول والاهتمامات. هـ ـ عدم التعصب.
و ـ القدرة على نقد الذات والتعرف على عيوبها.
خصائص متفرقة:
أ - حب الاستكشاف والاستطلاع بالقراءة والملاحظة والتأمل.
ب ـ الميل إلى النقاش الهادئ.
ج - الإيمان غالباً بأنه في (الإمكان أبدع مما كان).
د - دائم التغلب على (العائق الوحيد). (العائق الذي يتجدد ويتلون لصرفك عن الإنتاج والعطاء).
هـ ـ البذل بإخلاص وتفان، وعدم التطلع إلى الوجاهة والنفوذ؛ بمعنى أن تأثره بالدافع الداخلي (كالرغبة في الإسهام والعطاء، تحقق الذات، لذة الاكتشاف، والانجذاب المعرفي ونحوها) أكثر من الدافع الخارجي (المال، الشهرة، المنصب ونحوها).
و- إن الانفعالات تنشط السلوك وتوجهه , وتنشط الخيال وتفجر الإبداع . وهيأيضاً تعتبر من دعائم تكوين الاتجاهات المختلفة .. وهي عموماً تؤثر علىعمليات الإدراك والتذكر والتفكير والعمليات العقلية الأخرى تأثيراً إيجابياً .. كما ذهب إلى ذلك هنري برغسون.
نقد الأطروحة: رغم أنه لا يمكن إنكار دور العوامل النفسية ،إلاّ أن عملية الإبداع ،تشترط محيطاً اجتماعياً محدداً (فالإبداع لا يمكن أن يحدث في فراغ وإنما في بيئة ما). المبدع يتأثر بالمحيط الاجتماعي وهذا يعني أنه لا إبداع من العدم مما يدل على حاجة المبدع الى الشروط الاجتماعية الملائمة
التركيب: إذاً فالرأي الأول يعتني بالشروط الاجتماعية، والثاني بالشروط الفردية العقلية منها و النفسية ،. ومن هنا فلعله من الواضح أن كل رأي منهما يعجز عن تفسير ظاهرة الإبداع، ذلك أنه يعالج جانبا واحداً من العملية ، ومن ثم فالرأي السديد ـ في نظري ـ يتمثل في الأخذ بالرأيين معا. لأنه لا يكمن الفصل بين ما هو اجتماعي و ما هو نفسي أو فردي في عملية الإبداع.
حل المشكلة:
من خلال ما سبق نستنتج ان الابداع هو محصلة تفاعل شروط اجتماعية و أخرى نفسية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقالة السابعة
ـــــــــــــــــــــــــــ
السؤال : هل ترجع عملية الإبداع إلى شروط نفسية فقط ؟ منقول
الطريقة : جدلية
i - طرح المشكلة : إن الإبداع هو إيجاد شيء جديد ، وذلك ما يكشف عن اختلافه عن ما هو مألوف ومتعارف عليه ، وعن تحرره من التقليد ومحكاة الواقع . ومن جهة أخرى ، فإن عدد المبدين – في جميع المجالات – قليل جدا مقارنة بغير المبدعين ، وهو ما يوحي أن تلك القلة المبدعة تتوافر فيها صفات وشروط خاصة تنعدم عند غيرهم ، فهل معنى ذلك أن الإبداع يتوقف على شروط ذاتية خاصة بالمبدع ؟
ii – محاولة حل المشكلة :
1- أ – عرض الأطروحة : يرى بعض العلماء ، أن الإبداع يعود أصلا إلى شروط نفسية تتعلق بذات المبدع وتميزه عن غيره من غير المبدعين كالذكاء وقوة الذاكرة وسعة الخيال والاهتمام والإرادة والشجاعة الأدبية والجرأة والصبر والرغبة في التجديد .. إضافة إلى الانفعالات من عواطف وهيجانات مختلفة . ومن يذهب إلى هذه الوجهة من النظر الفيلسوف الفرنسي ( هنري برغسون ) والعالم النفساني ( سيغموند فرويد ) الذي يزعم أن الإبداع يكشف عن فاعلية اللاشعور وتعبير غير مباشر عن الرغبات المكبوتة .
1- ب – الحجة : ويؤكد ذلك ، أن استقراء حياة المبدعين – في مختلف ميادين الإبداع – يكشف أن هؤلاء المبدعين إنما يمتازون بخصائص نفسية وقدرات عقلية هيأتهم لوعي المشاكل القائمة وإيجاد الحلول لها .
فالمبدع يتصف بدرجة عالية من الذكاء والعبقرية ، فإذا كان الذكاء – في احد تعاريفه – قدرة على حل المشكلات ، فإنه يساعد المبدع على طرح المشاكل طرحا صحيحا وإيجاد الحلول الجديدة لها . ثم أن المبدع في تركيبه لأجزاء وعناصر سابقة لإبداع جديد إنما يكشف في الحقيقة عن علاقة بين هذه الأجزاء أو العناصر ، والذكاء – كما يعرف أيضا – هو إدراك العلاقات بين الأشياء آو الأفكار .
واصل كل إبداع التخيل المبدع ، والتخيل – أصلا – هو تمثل الصور مع تركيبها تركيبا حرا وجديدا ، لذلك فالإبداع يقتضي مخيلة قوية وخيالا واسعا خصبا ، فكلما كانت قدرة الإنسان على التخيل أوسع كلما استطاع تصور صور خصبة وجديدة ، وفي المقابل كلما كانت هذه القدرة ضيقة كان رهينة الحاضر ومعطيات الواقع .
ويشترط الإبداع ذاكرة قوية ، فالعقل لا يبدع من العدم بل استنادا إلى معلومات وخبرات سابقة التي تقتضي تذكرها ، لذلك فالذاكرة تمثل المادة الخام والعناصر الأولية للإبداع .
هذا ، واستقراء حياة المبدعين وتتبع أقوالهم وهم يصفون حالاتهم قبل الإبداع أو إثنائه ، يؤكد دور الإرادة والاهتمام في عملية الإبداع ، فمن كثرة اهتمام العالم الرياضي الفرنسي ( بوانكاريه ) بإيجاد الحلول الجديدة للمعادلات الرياضية المعقدة ، غالبا ما كان يجد تلك الحلول وهو يضع قدميه على درج الحافلة ، وهذا ( ابن سينا ) قبله من شدة اهتمامه بمواضيع بحثه كثيرا ما كان يجد الحلول للمشكلات التي استعصت عليه أثناء النوم . والعالم ( نيوتن ) لم يكتشف قانون الجاذبية لمجرد سقوط التفاحة ، وإنما كان يفكر باهتمام بالغ وتركيز قوي في ظاهرة سقوط الأجسام ، وما سقوط التفاحة إلا مناسبة لاكتشاف القانون .
وما يثبت دور الحالات الوجدانية الانفعالية في عملية الإبداع أن التاريخ يثبت – على حد قول برغسون – أن « كبار العلماء والفانين يبدعون وهم في حالة انفعال قوي » . ذلك أن معطيات علم النفس كشفت أن الانفعالات والعواطف القوية تنشط المخيلة التي هي المسؤولية عن عملية الابتداع . وبالفعل ، فأروع الإبداعات الفنية والفكرية تعبر عن حالات وجدانية ملتهبة ، فلقد اجتمعت عواطف المحبة الأخوية والحزن عند ( الخنساء ) فأبدعت في الرثاء .
ولما كان الإبداع هو إيجاد شيء جديد ، فما هو جديد – في جميع المجالات – يقابل برفض المجتمع لتحكم العادة ، فمثلا أفكار( سقراط ) و ( غاليلي ) قوبلت بالرفض والاستنكار ، ودفعا حياتهما ثمنا لأفكارهما الجديدة ، وعليه فالمبدع إذا لم يتصف بالشجاعة الفكرية والأدبية والروح النقدية والميل إلى التحرر .. فإنه لن يبدع خشية مقاومة المجتمع له .
1- جـ - النقد : ولكن الشروط النفسية المتعلقة بذات المبدع وحدها ليست كافية لحصول الإبداع ، إذ معنى ذلك وجود إبداع من العدم . والحقيقة انه مهما طالت حياة المبدع فانه من المحال أن يجد بمفرده أجزاء الإبداع ثم يركبها من العدم . ومن جهة أخرى ، فالذكاء – الذي يساهم في عملية الإبداع – وان كان في أصله وراثيا ، فإنه يبقى مجرد استعدادات فطرية كامنة لا تؤدي إلى الإبداع ما لم تقم البيئة الاجتماعية بتنميتها وإبرازها . كما يستحيل الحديث عن ذاكرة فردية محضة بمعزل عن المجتمع . وأخيرا ، إن هذه الشروط حتى وان توفرت فهي لا تؤدي إلى الإبداع ما لم تكن هناك بيئة اجتماعية ملائمة تساعد على ذلك . وهذا يعني أن للمجتمع نصيب في عملية الإبداع .
2- أ – عرض نقيض الأطروحة : وعلى هذا الأساس ، يذهب الاجتماعيون إلى أن الإبداع ظاهرة اجتماعية بالدرجة الأولى ، تقوم على ما يوفره المجتمع من شروط مادية أو معنوية ، تلك الشروط التي تهيئ الفرد وتسح بالإبداع . وهو ما يذهب إليه أنصار النزعة الاجتماعية ومنهم ( دوركايم ) الذي يؤكد على ارتباط صور الإبداع المختلفة بالأطر الاجتماعية .
2- ب – الحجة : وما يثبت ذلك ، أن الإبداع مظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية إما لجلب منفعة آو دفع ضرر ، فالحاجة هي التي تدفع إلى الإبداع وهي ام الاختراع ، وتظهر الحاجة في شكل مشكلة اجتماعية ملحة تتطلب حلا ، فإبـداع ( ماركس ) لفكرة " الاشتراكية " إنما هو حل لمشكلة طبقة اجتماعية مهضومة الحقوق ، و اكتشاف ( تورشيلي ) لقانون الضغط جاء كحل لمشكلة اجتماعية طرحها السقاؤون عند تعذر ارتفاع الماء إلى أكثر من 10.33م .
كما أن التنافس بين المجتمعات وسعي كل مجتمع إلى إثبات الوجود ما يجعل المجتمع يحفز أفراده على الإبداع ويوفر لهم شروط ذلك ؛ فاليابان – مثلا – لم تكن شيئا يذكر بعد الحرب العالمية الثانية ، لكن تنافسها الاقتصادي مع أمريكا وأوروبا الغربية جعل منها قوة خلاقة مبدعة . كما أن التنافس العسكري بين أمريكا والاتحاد السوفيتي سابقا أدى الإبداع في مجال التسلح .
كما ترتبط ظاهرة الإبداع بحالة العلم والثقافة القائمة ؛ وما يثبت ذلك مثلا انه من المحال أن يكتشف المصباح الكهربائي في القرن السابع ، لأنه كإبداع يقوم على نظريات علمية رياضية فيزيائية لم تكن متوفرة وقتذاك . ولم يكن ممكنا اكتشاف الهندسة التحليلية قبل عصر ( ديكارت ) ، لأن الجبر والهندسة لم يبلغا من التطور ما يسمح بالتركيب بينهما . ولم يبدع شعراء كبار مثل ( المتنبي ، أبو تمام .. ) الشعر المسرحي في عصرهم ، لأن الأدب المسرحي لم يكن معروفا حينذاك . وتعذر على ( عباس بن فرناس ) الطيران ، لأن ذلك يقوم على نظريات علمية لم تكتشف في ذلك العصر .
ويرتبط الإبداع – أيضا - بمختلف الظروف السياسية ؛ حيث يكثر الإبداع اليوم في الدول التي تخصص ميزانية ضخمة للبحث العلمي وتهيئ كل الظروف التي تساعد على الإبداع . ولقد عرفت الحضارة الإسلامية ازهي عصور الإبداع ، لما كان المبدع يأخذ مقابل إبداعه ذهبا وتشريفا .
2- جـ - النقد : غير أن التسليم بأن الشروط الاجتماعية وحدها كافية لحصول الإبداع يلزم عنه التسليم أيضا أن كل أفراد المجتمع الواحد مبدعين عند توفر تلك الشروط وهذا غير واقع . كما أن الاعتقاد أن الحاجة أم الاختراع غير صحيح ، فليس من المعقول أن يحصل اختراع أو إبداع كلما احتاج المجتمع إلى ذلك مهما وفره من شروط ووسائل . وما يقلل من أهمية الشروط الاجتماعية هو أن المجتمع ذاته كثيرا ما يقف عائقا أمام الإبداع ويعمل على عرقلته ، كما كان الحال في أوروبا إبّـان سيطرة الكنيسة في العصور الوسطى .
3 – التركيب : إن الإبداع كعملية لا تحصل إلا إذا توفرت لها شروط ذلك ، فهي تتطلب أولا قدرات خاصة لعلها لا تتوفر عند الكثير ، مما يعني أن تلك القلة المبدعة لم تكن لتبدع لولا توفرها على تلك الشروط ، غير انه ينبغي التسليم أن تلك الشروط وحدها لا تكفي ، فقد تتوفر كل الصفات لكن صاحبها لا يبدع ، ما لم يجد مناخ اجتماعي مناسب يساعده على ذلك ، مما يعني أن المجتمع يساهم بدرجة كبيرة في عملية الإبداع بما يوفره من شروط مادية ومعنوية ، مما يؤدي بنا إلى القول أن الإبداع لا يكون إلا بتوفر الشروط النفسية والاجتماعية معا .
iii – حل المشكلة : وهكذا يتضح أن عملية الإبداع لا ترجع إلى شروط نفسية فقط ، بل وتتطلب بالإضافة إلى ذلك جملة من الشروط الاجتماعية فالشروط الأولى عديمة الجدوى بدون الثانية ، الأمر الذي يدعونا أن نقول مع ( ريبو ) : « مهما كان الإبداع فرديا ، فإنه يحتوي على نصيب اجتماعي » .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقالة الثامنة
ـــــــــــــــــــــــــ
إذا كنت أمام موقفين ، يصف أولهما " العادة " بالآلية و يعتبرها متحجرة تعيق التكيف ، وعلى النقيض من ذلك يصفها ثانيهما بالحيوية و يعتبرها عاملا إيجابيا في التكيف "، ويدفعك القرار إلى أن تفصل في الأمر ، فما عساك أن تفعل ؟

المقدمة تمهيد لطرح المشكلة:
يوجد بين البيئة والكائن الحي احتكاك وتفاعل مستمر، ولتحقيق ذلك يتعلم الإنسان جملة من الخبرات يكتسبها من خلال هذا التفاعل والاحتكاك المستمر ببيئته، وسرعان ما تتحول هذه الخبرات إلى عادات.فالعادة هي سلوك مكتسب آلي يتم بتكرار الفعل، ولا تخلو أفعال الإنسان من العادة، فهي تؤثر في سلوك الفرد على الدوام. لكن ما طبيعة تأثيرها في الإرادة الإنسانية ؟ هل العادة عائق أم تكيف ؟
الأطروحة الأولى: السلطة التي تفرضها قوة العادة على الفرد تؤثر سلبا على سلوكه، مما يجعلنا نحكم أن العادة كلها سلبيات و بالتالي ، نصف " العادة " بالآلية ونعتبرها متحجرة تعيق التكيف.
الحجج:
- إن الآلية المجسدة في العادة تشل حركة التفكير وتقضي على الإرادة وروح الخلق والإبداع. كما أنها تعطل في الإنسان حركة البحث لأن الفرد وفي دائما لما تعلمه واعتاد عليه. إن الطبيعة البشرية تميل إلى الفعل السهل وتتجنب الأفعال الصعبة خوفا من جهد الإبداع وخطر التقدم.
-العادة تقتل الروح النقدية: إن العادة تقف في وجه المعرفة كعقبة ابستمولوجية، إن التاريخ يذكر أن كوبرنيك أحرق لأنه جاء بفكرة مخالفة لما تعوده الناس آنذاك من أن الأرض هي مركز الكون و غاليلي هدد بالموت إن لم يتراجع عن فكرته من أن الأرض تدور.
للعادة خطر في المجال الاجتماعي: ذلك أنها تمنع كل تحرر من الأفكار و العادات البالية إنها تقف ضد كل تقدم اجتماعي و ما صراع الأجيال سوى مظهر لتأثير العادة في النفــــوس و العقول...إلخ.
- في المجال الأخلاقي: نجد الطابع الآلي للعادة يقضي على بعض الصفات الإنسانية الرفيعة مثل أخلاق الشفقة، الرحمة ... فالمجرم المحترف لهذا الفعل لا يكترث لعواقب إجرامه وما تلحقه من أضرار نفسية ومادية بضحاياه.
- و قال الشاعر الفرنسي سولي برودوم "الجميع الذين تستولي عليهم قوة العادة يصبحون بوجوههم بشرا و بحركاتهم آلات".
-في المجال الحيوي: إن العادة قد تسبب تشوهات جسمانية بفعل التعود على استعمال عضو دون آخر، أو التعود على تناول مادة معينة كالتدخين مثلا أو المخدرات ... لأن العادة بعد تكونها تصبح طبيعة ثانية - كما يقول أرسطو – مما يجعل إزالتها أمرا صعبا.
- في المجال الاجتماعي: قد ترسخ العادات الاجتماعية وتسيطر على سلوك الإنسان ، ومن هنا يصعب تغيير العادات البالية حتى ولو ثبت بطلانها بالحجة والدليل مثل محاربة الخرافات والأساطير. هذه السلبيات وغيرها توحي بأن العادة فعل يحافظ على الماضي من أفعال وأفكار، وتقف في كثير من الأحيان أمام التقدم والتطور وهو ما جعل J. J. Rousseau يدعو صراحة إلى تجنب اكتساب أي عادة كانت أصلا حيث قال: " خير عادة يتعلمها الطفل هي أن لا يعتاد شيئا ".
المناقشة :إن هذه الأدلة تبرز الجوانب السلبية للعادة فقط، إذ يمكن أن تكون لها إيجابيات أيضا. إن حياة الفرد بدون عادة تعد ضربا من المحال.
فالعادات التي وصفت بهذه السلبية هي تلك التي لا تقع تحت طائلة العقل و الفكر والإرادة.
نقيض الأطروحة: للعادة آثار إيجابية على سلوك الفرد.
الحجة:
إن العادة فعل إيجابي يوفر للإنسان الجهد الفكري والعضلي فيؤدي إلى السرعة في الإنجاز والدقة مع الإتقان في العمل.
إن العادة قد تمكننا من إنجاز أكثر من عمل في وقت واحد.
-العادة تؤدي إلى الدقة و الإتقان في العمل و نتبينذلك بشكل جلي عند الضارب على آلات الراقنة أو في الصناعات التقليدية ، و العادة تمكننا من التكيف مع المواقف الجديدة، وتساعد على اكتساب عادات شبيهة ... كما أنها تحرر الانتباه و الفكــر و تجعله مهيئا لتعلمأشياء جديدة و بذا تكون العادة دافعا للتطور.
- في المجال النفسي والاجتماعي: يمكن التعود على سلوكات إيجابية مثل ضبط النفس، وكظم الغيظ ... و مما سبق نستنتج أن العادة ليست مجرد سلوك يقتصر على تكرار حركات روتينية رتيبة دائما لأن العادة تقدم لنا ما لم تقدمه الطبيعة فهي تنوب مناب السلوك الغريزي و تجعل المرء أكثر استعدادا لمواجهة المواقف الجديدة. لذا قيل: "لو لا العادة لكنا نقضي اليوم كاملا للقيام بأعمالتافهة".
المناقشة: إن هذه الأدلة تبرز الجوانب الإيجابية للعادة فقط، إذ يمكن أن تكون لها سلبيات أيضا و منه فلا ينبغي أن نجعل العادة غاية بل هيمجرد وسيلة.
التركيب: للعادة سلبيات وإيجابيات. ولكن إيجابياتها كثيرة إذا ما استحضر في تكوينها الوعي، قال شوفاليي "إن العادة هي أداة الحياة أو الموت حسب استخدام الفكر لها". إذن المسألة ليست مسألة عادة بقدر ما هي مسألة الشخص الذي يتبنى هذه العادة أو تلك.
الخاتمة: للعادة سلبيات وإيجابيات، وإن تغلبت الواحدة منها على الأخرى، فإن ذلك يتوقف على إرادة الإنسان نفسه في رسم مستقبله..
هـل يقـاس الفعل الأخـلاقي بنتائجه أم بمـبادئه ؟
أسـاس القيمة الأخـلاقية:
إن أفعال الإنسان الإرادية يمكن الحكم عليها بأنها أخلاقية أو غير أخلاقية وفق قيم و مبادئنعتبرها ثابتة لا تتغير بتغير الزمان و المكان و الظروف، فالصدق و الوفــاء و الأمانــة و الإخلاص قيم عرفت في كل المجتمعات. و كانت هذه القيم غايات يسعى كل إنسان إلى تجسيدها في سلوكه و من هذا التصور هناك من أعتبر القيم الأخلاقية مبادئ ثابتة، غير أن هذه الأطروحة لا تتفق و مجال ما يعرف بالأخلاق العملية أين تتغير الأخلاق بتغير الظروف و المصالح و المنافع. و من هنا التساؤل ما هو المعيار الذي يغدو الفعل بموجبه أخلاقيا؟ هل القيمة الخلقية لفعل ما تكمن في النتائج أم في المبدأ الذي يصدر عنه؟
-مذهب اللذة و المنفعة: القيمة الخلقية لفعل ما تكمن في النتائج التي تترتب عنه. يعد هذا المذهب من أقدم المذاهب الفلسفيةإذ تعود جذوره الأولى إلى الفكر اليوناني إذ يذهب "أرستيب" إلى تأكيد أن اللذة هيمقياس الفعل، بل هي الخير الأعظم، هذا ما يلائم الطبيعة البشرية التي تنجذب بصورةتلقائية وعفوية إزاء ما يحقق لها متعة الحياة وتنفر في المقابل من كل ما يهدد أويقلل من هذه المتعة هذا هو صوت الطبيعة ، فلا خجل ولا حياء ، أن اللذة المقصودةعنده هي لذة الجسد وأقواها إطلاقا لذة البطن ويلزم على ذلك أن كل القوى تتجه نحوتأكيد وتمجيد هذا المقياس.لكن أتباع هذا المذهب عدلوا من هذا الطرح لأنه يتضمنصراحة الإساءة إلى حياة إنسانية يفترض فيها التميّز عن حياة حيوانية هذاما يؤكدهابيقور والابيقوريون. الذين ميزوا بين لذات يعقبها ألم وأخرى نقية لا يعقبها ألمالأولى ليست مقياسا للفعل الأخلاقي هي لذات حسية ، بينما الثانية هي أساسهوانتهى ابيقور 341-270ق م إلى أن اللذات التي تتوافق أكثر مع طبيعة الإنسان هي اللذاتالروحية من قبيل الصداقة وتحصيل الحكمة ، وهي لذات تستلزم الاعتدال في السلوك،بينما رفع الرواقيوناللذة إلى مستوى روحي أعلى ومقياس اللذة عندهم كلما يحقق السعادة، ولا تتحقق السعادة إلا إذا عاش الفرد على وفاق مع الطبيعة .أما الفلاسفة المحدثون الذين يعد فكرهم امتدادا لمذهب اللذة فقد جعلوا منالمنفعة أساسا للفعل الأخلاقي ويظل الاختلاف بين النفعيين في أي المنافع يصلح مقياسا للفعلفقد حرص جريمي بنتام على وضع مقاييس للمنفعة، كالشدة والدوام واليقين والقربوالخصوبة والصفاء أو النقاء والسعة أو الامتداد ، ومع ذلك لم يخرج بنتام عنالأنانية السائدة في تصوره لمذهب المنفعة فهو يشترط في نقاء اللذة أن تنطوي علىتضحية من جانب الشخص للآخرين وهذا ما رفضه جون استورت مل الذي اثر المنفعة العامةعن المنفعة الخاصة . وهو ما سبقه إليه جون لوك 1704-1632 الذي يذهب إلى أنالغاية من الأخلاق اجتماعية.
-النقد : يتميز هذا المذهب بنظرته الواقعية للأخلاق إذ لاأحد يتصرف ضد مصالحه ومنافعه وهذا ليس أمرا سيئا , لكن السيئ في الموقف هو الاكتفاءباللذة و المنفعة موجها للفعل و إلا ترتب على ذلك تضاربا في القيم نتيجة لتضاربالمصالح، إن اعتبار اللذة معيارا للأخلاق هو نزول بها إلى مستوى الغرائز لذلك فاللذة في حاجة لمعيار أسمى منها، و من هنا فالقيمة الخلقية لا تكمن في نتائج الفعل لأن في ذلك حط من قيمة الأخلاق و جعلها غير ملزمة...
-المذهب العقلي: يذهب العقلانيون إجمالا إلى اتخاذ العقل مقياسا للفعل الأخلاقي فالقيمة الخلقية للفعل تكمن في مبادئه فقدقرن سقراط الفضيلة بالمعرفة بقوله:" العلم فضيلة و الجهل رذيلة" و أعتبر أفلاطون القيم الخلقية مطلقة و يجسدها الخير المطلق الموجود في عالم المثل, يقول :"الخير فوق الوجود قوة و شرفا". كما اعتبر "كانط" العقل مصدرا للقيم الخلقية، عندما أكد أن الفعل الأخلاقي هو القيام بالواجب من أجل الواجب، فالصدقة و التعاون بهدف المساعدة أو تحقيق منفعة هو فعل لا أخلاقي، لكونه مشروطا و غير منزه، و يتنافى مع ما تقره الإرادة الخيرة كما يتنافى مع شروط و قواعد الواجب الأخلاقي .و بهذا ميز بين نوعين من الأوامر: أوامر شرطية مقيدة بنتائج الفعل و هي لا أخلاقية. و أخرى قطعية مطلقة و هي التي تكون أخلاقية و تتحدد من خلال القواعد التالية: قاعدة الكلية: " اعمل دائما بحيث تستطيع أن تجعل منقاعدة فعلك قانونا كليا شبيها بقانون الطبيعة".قاعدة التنزيه: اعمل دائمابحيث تعامل الإنسانية في شخصك وفي أشخاص الآخرين دائما كغاية لا كوسيلة".قاعدة الحرية أو الإرادة: "اعمل دائما بحيث تستطيع أن تجعل من إرادتك الإرادة الكليةالمشرعة للقانون الأخلاقي."بهذه القواعد يكون عمل الإرادة الخيرة بدافع الواجب لا طبقا للواجب.لأن هناك أعمال يمكن أن تتم طبقا للواجب لكن بدافع المنفعة لا بدافع الواجب.
النقد: رغم أن أنصار الأخلاق العقلية كان طموحهم هو تأسيس أخلاق ثابتة و عامة إلا أنهم واجهوا جملة من الانتقادات ،بالنسبة لربط الأخلاق بالمعرفة يمكن القول إن هناك من يعلم الشر و مع ذلك يقوم به كما يمكن أن نعلم الخير و لا نعمل به. وبالنسبة لكانط فقد سعى إلى تأسيس أخلاق ثابتة و مطلقة و ذلك بجعلهامتعالية منزهة ومع ذلك كانت هذه الأخلاق عرضة لانتقادات شديدة وخاصة من قبل الفيلسوف الألمانيفريدريك نيتشة الذي لم ير في مساواة الناس جميعا في واجب مطلق يختفي وراءه هؤلاءالضعفاء في الوقت الذي يفترض فيه أخلاق القوة (أخلاق السادة) تلك التي تعبر عنإرادة الحياة .كما أن أخلاق كانط مثاليـة و لا يمكن ممارستها على أرض الواقع باعتبار أن الإنسان تتجاذبه أهواء و رغبات. يقول ج/بياجي:" يدا كانط نقيتان و لكنه لا يملك يدين". كما يرى دوركايم أن الواجب عند كانط هو واجب أجوف و ليس هناك ما يلزمني للقيام به.
التركيب: إن التعارض بين النفعيين و العقليين ليس له ما يبرره على مستوى الواقع، إذ أنه ليس هناك تعارضا بين العقل و الطبيعة البشرة التي تتميز بالأنانية و السعي إلى تحقيق المنافع و المصالح. لذلك نجد أن الإسلام في مسألة الأخلاق قد راعى ثنائية الإنسان، العقـل و الطبيعة البشرية . و عليه فالإسلام و إن كان قد رفع الأخلاق فإنه لم يؤسسها على مبدأ واحد اللذة أو العقل أو المجتمع بل حاول التوفيق بين كل هذه الجوانب تماشيا مع طبيعة الإنسان المركبة.
الخاتمة: و كمخرج من الإشكالية يمكن القول مع شبنهاور :" إنه من السهل الدعوة إلى الأخلاق لكن من الصعب التأسيس لها". وعليه فلا يمكن تحديد أساس واحد، ثابت و مطلق للأخلاق. فاللذة و المنفعة لا تكفي كمعيار للأخلاق فهي في حاجة إلى معيار العقل ليوجهـها و يكيّفها حسب مقتضيات الواقع وأوامر الدين و نواهيه و المصلحة العامة و هنا يكمن التوفيق بينهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحليل نص
ــــــــــــــــــــــــــ
تحليل نص : حامد خليل كتاب نصوص فلسفية نفي مطلقية القيم الخلقية
مقدمة: طرح المشكلة:إن مسألة الأخلاق من أقدم المسائل الفلسفية وأكثرها إثارة للجدل، التي تطرقت إليها الفلسفة وتناولتها بالبحث والتنقيب، إلا أنه بالرغم من هذا المجهود الذي بذله الفلاسفة في هذا الاتجاه لم يتوصلوا إلى إجابة شافية لهذه المسألة ، منذ ميلاد الفلسفة إبان العصور الإغريقية الأولى وحتى يومنا هذا. و المسألة ذاتها يتناولها صاحب النص، و هي: هل الحقيقة الأخلاقية هي نسبيه أم مطلقة؟ هل قضايا القيم هي جامدة على صورة واحدة مهما اختلفت الظروف من حولنا أم أنها تختلف في طريقة تطبيقها باختلاف الظروف القائمة؟
مرحلة التحليل:موقف صاحب النص: يؤكـد صاحب النص على أن القيــم الأخلاقية نسبية و موضوعية، و ينفي بشكل قاطع أن تكون مطلقة.
الحجج: و بنى حامد خليل تصوره كما يلي:أبان في بداية النص، أن القيم الخلقية على مستوى الواقع، تتميز بالنسبية أي أنها متطورة باستمرار، و ليست ثابتة.و من جهة أخرى فهي موضوعية تعكس العلاقات التي تربط بين الأفراد في عصر من العصور.مبينا بذلك تناقض الأطروحة القائلة بمطلقية القيم، لكون القيم من صنع الإنسان ، و هذا الأخير لا يولد كاملا ، و إنما يتكون عبر التاريخ.
ليعود صاحب النص بعد ذلك ليثبت أن القيم من صنع الإنسان، لأن القول بمطلقيتها يجعلها سابقة، من حيث التكوّن على وجود الإنسان، و إذا كان الإنسان زمانيا يتكوّن عبر التاريخ، فالقول بعدم زمانية القيم، يعني أنها تتنافى مع طبيعته،و ليست من صنعه.
و من الناحية الثانية، فالقول بمطلقية القيم يعني تمسك البشر بمجموعة من القيم التي هي من صنع غيرهم ،و اعتبارها مثلا أعلى و ثابت ينبغي إسناد سلوكاتهم إليه، و السعي إلى تجسيده في واقعهم.و هذه دعوة صريحة لتعطيل العقل و الحكم عليه بالعجز و القصور، و هذا يتنافي مع الطبيعة البشرية التي تتميز بالإبداع و التطور. لينتهي في آخر النص إلى عدم تأسيس المعاني المطلقة، مثل الحق المطلق، و الخير المطلــق و يعتبرها مجرد ألفاظ جوفاء ، ليس لها معنى في ذاتها بل تكتسي تلك المعاني من خلال ما يضفيه عليها الإنسان بحكم ظـروف و أوضاع معينة.
صياغة الحجة في قياس المنطقي: إما أن تكون القيم الأخلاقية مطلقة أو نسبية. لكن القيم الأخلاقية ليست مطلقة. إذن فهي نسبية. و يذهب نيتشه إلى نفس الاتجاه عندما أكد على النظر إلى الإنسان باعتباره خالق القيم، وبالتالي نسبية القيم، والنظر إلى القيم الخلقية نظرة محايدة بمعزل عن الخير والشر.
إن ربط الأخلاق بالواقع، و القول بنسبيتها أمر، يرفضه العقليون ، و كذا علماء الدين.فالقيم الأخلاقية عندهم مبادئ متعالية، و مقدسة. فكانط يعارض نسبية القيم الخلقية و يؤكد على أن السلوك الأخلاقي هو السلوك الذي يخضع للمبدأ الكوني المتمثل في الأمر المطلق، والذي يلزمنا بأن نتصرف في ظروف معينة بنفس الطريقة التي يجب أن يتصرف بها كل فرد في نفس الظروف. إن التصرف وفقا للمصلحة الخاصة أو الأهداف الخاصة لا يمت إلى الأخلاق بصلة. فإن كنت تعتقد، مثلا، بأن الالتزام بقول الحقيقة دائما هو سلوك جيد، لأن قول الحقيقة يبعث في نفسك مشاعر الارتياح والسعادة، فإن سلوكك هذا لا يعتبر أخلاقيا في نظر كانط ما دام الباعث عليه هو الدافع السيكولوجي المتمثل في الرغبة في تحقيق نوع من السعادة أو الرضا عن النفس؛ ولا يمكن اعتباره سلوكا أخلاقيا ما لم يكن الباعث هو مبدأ الواجب الأخلاقي. إن قول الصدق إرضاء للنفس لا يكتسي أية دلالة أخلاقية. وخلاصة القول: إن السلوك الأخلاقي في نظر "كانط" هو السلوك الذي يمليه مبدأ الواجبالمتعالي عن ظروف الزمان والمكان ولا يتأثر بها، وليس مبدأ الرغبة مهما كانت خَيِّرَةََ. كما يذهب الأشاعرة إلى أن القيم الخلقية مقدسة، مصدرها الـوحي لأن الله خالـق البشر ومنطقي أن يخلق قانون البشر وعليه، فالشرع أساس القيم. فالحسن ما حسنه الشــرع و القبيح ما قبحه الشرع. لقد سعى كانط إلى تأسيس أخلاق ثابتة و مطلقة، و ذلك بجعلها متعالية منزهة ومع ذلك كانت هذه الأخلاق عرضة لانتقادات شديدة وخاصة، من قبل الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشة الذي لم ير في مساواة الناس جميعا في واجب مطلق يختفي وراءه هؤلاء الضعفاء في الوقت الذي يفترض فيه أخلاق القوة ،(أخلاق السادة)، تلك التي تعبر عن إرادة الحياة. كما أن أخلاق كانط مثاليـة و لا يمكن ممارستها على أرض الواقع باعتبار أن الإنسان تتجاذبه أهـــواء و رغبات. يقول ج/بياجي:" يدا كانط نقيتان و لكنه لا يملك يدين". كما يرى دوركايم أن الواجب عند كانط هو واجب أجوف، و ليس هناك ما يلزمني للقيام به. كما أن القول بأن الدين هو مصدر القيم الخلقية لا ينفي دور العقل في تكييفها حسب مقتضيات الواقع، و هو ما نجده في الاجتهاد.
الخاتمة: يتبين مما تقدم، أن الأخلاق كمبادئ فهي مطلقة نعتبرها ثابتة لا تتغير بتغير الزمـان و المكان و الظروف، فالصدق و الوفــاء و الأمانــة و الإخلاص قيم عرفت في كل المجتمعات. لكن على مستوى الممارسة، فهي نسبية لتدخل عوامل ذاتية و ظروف اجتماعية.إذن فالقول بنسبية القيم الأخلاقية على مستوى الواقع، لا يتنافي والتسليم بمطلقيتها كمبادئ يسعى كل إنسان إلى تجسيدها في سلوكه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقالة التاسعة
ــــــــــــــــــــــــــ
الموضوع الأول : هل يمكن تحقيق المساواة، في ظل اللامساواة ؟
الطريقة جدلية .
المقدمة :
إن العدل فضيلة أخلاقية ، ومطمح كل إنسان . فكل الشعوب تسعى إلى تحقيقها بشتى الوسائل. وإذا كان الأمر كذلك. فهل يمكن تحقيقها في الواقع ؟ و ما الأساس الذي تبنى عليه ؟ و بعبارة أخرى هل تتحققالعدالة على أساس المساواة؟ أم باحترام التفاوت الموجود بينهم ؟
التحليل :
عرض الأطروحة: يرى أنصار المساواة أن العدالة لا تتحقـق إلا بالمسـاواة بين الأفـراد. و الدليل على ذلك أن الناس ولدوا متساوون في العقل و الحواس و القـدرة على الاكتسـاب. و هذا ما عبر عنه الخطيب الروماني " شيشرون " في قوله : " إن الناس سواء ، و ليس هناك شيء أشبه من الإنسان بالإنسان لنا جميعا عقول و حواس ، و إن اختلفنا في العلم ، فنحن متساوون في القدرة على التعلم " وقال " عمر بن الخطاب " : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " .لا مفر من وجود الفروق الجسمية، العقلية و الأخلاقيـة بين النـاس، و لا يمكن للمجتمع أو الإنسان الحد منها لكن الناس يتساوون في الحقوق .
يقول كانط "إن العدل هو احترام إنسانية الإنسان و كرامته" ، و يدعو إلى اعتبار الإنسان كغاية في حد ذاته.كما اعتبر الاشتراكيون أن العدل يتحقق بالمساواة بين الأفراد لهذا اعتمدوا مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم ، العمل ، العلاج ، و السكن، باعتبار أن التفاوت يؤدي دائما إلى الاستغلال .
نقد الأطروحة : إن المساواة المطلقة في حد ذاتها ظلم ، ثم إنها تؤدي إلى قتل روح المبادرة و الإبداع، فما جدوى بذل جهد إذا كانت النتيجة واحدة ؟
عرض نقيض الأطروحة : يرى أصحاب التفاوت أن العدل لا يتحقق ، إلا باحترام التفاوت الموجود بين الأفراد. وحجتهم في ذلك ، وجود فوارق طبيعية ،أي تفاوت من حيث الاستعدادات الوراثية العقلية ، و الجسمية. فمنهم الذكي و متوسط الذكاء و الغبي، و القـوي و الضعيـف، و هل يعقل أن يحتل الغبي و الذكي مركزا اجتماعيا واحدا ؟ فليس من العدل أن نسوي بينهم بل العدل يكمن في التمييز بينهم وعلى هذا الأساس قام المجتمع اليوناني القديم حيث أن " أفلاطون " : في جمهوريته الفاضلة يميز بين ثلاثة أصناف من الناس. العبيد بقدرات عقلية محدودة وأوكل لهم العمل اليدوي، الجنود و يتميزون بالشجاعة و أوكل لهم الدفاع عن المدينة، والأسياد يملكون القدرات العقلية الهائلة أوكل إليهم العمل الفكري كالاشتغال بالفلسفة.
كما يرى" أرسطو " أن التفاوت قانون الطبيعة و الاسترقاق بالنسبة إليه ضرورة طبيعية . وكذلك اتجه " ألكسيس كاريل " Alexis Karel "( عالم فيزيولوجي وجراح فرنسي) في قوله : " بدلا من أن نحاول تحقيق المساواة بين اللامساواة العضوية و العقلية. يجب أن نوسع دائرة هذه الاختلافات و ننشئ رجالا عظماء ". إن " ألكسيس كاريل " يدعو إلى ضرورة مساعدة الذين يملكون أفضل العقول و الأعضاء للارتقاء اجتماعيا، فكل فرد يجب أن يحصل على مكانه الطبيعي. لقد قسمت الحركة النازية الجنس البشري إلى طبقات أرقاها الجنس الآري، ولم تر في ذلك أي نوع من أنواع الظلـم. فوجود الفوارق الاجتماعية و الطبيعية بين الناس يكون حافزا للسعي والنشاط مما يؤدي إلى العمل و الابتكار، و هو ما ذهب إليه الرأسماليون من خلال تقديسهم للملكية الفردية.
نقد نقيض الأطروحة: إن التفاوت مبدأ طبيعي و الناس حقيقة متفاوتون ذهنيا و جسديا، لكن قد يتخذ هذا التفاوت الطبيعي ذريعة لإقامة التفاوت الاجتماعي المصطنع من قبل طبقات اجتماعية مسيطرة ويصبح مبررا للاستغلال .
التركيب : إن العدل كمساواة لا يتنافى مع التفاوت ، فهناك أمور تعقل فيها المساواة و تكون عدلا ، كالعدل في التوزيع ، و التبادل و القصاص، و هناك مجالات لا تعقـل فيها المسـاواة. و هذه الصورة هي التي رسمها المفكر" زكي نجيب محمود"، في تقسيمه لمجالات الحياة.
الخاتمة : لا يمكن تحقيق المساواة المطلقة بين الناس لأنهم متفاوتون في القدرات الجسمية، والعقلية ولا يمكن محو ظاهرة التفاوت من حياة الناس لأنها طبيعة فيهم , وعليه فالعدل مسألة نسبية، و لا يمكن تحقيق عدالة مطلقة على مستوى الواقع. و لهذا نجد أن الشارع و بالإضافة إلى القانون دعا إلى التكافل الاجتماعي، و الإحسان ،و الصدقة ..إلخ و الغاية من ذلك تقليص الفوارق بين الناس على مستوى الحياة الاجتماعية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المقالة الخامسة ـــــــــــــــــــــــــــــ أبطل الأطروحة القائلة بأن الذاكرة وظيفة دماغية؟
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نص السؤال : قيلإن الحتمية أساس الحرية أثبت بالبرهان صحة هذه الأطروحة؟
» عرف المقالة العربية في العصر الحديث
» كيف بدأت الأطروحة في مراكز الأبحاث في الإمارات؟
» المقالة هي فن من فنون الأدب،
» المقالة الجدلية الرابعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات هنا جلال التعليمية :: مناهج الدول العربية :: مناهج دولة الجزائر :: تحضير بكالوريا - ثانوي عام-
انتقل الى: