ن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
فواصل رائعة لتزيين المواضيع 2014 30.gif
قال بن عبد البر في الإستيعاب
لبيد بن ربيعة العامري
الشاعر. أبو عقيل، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سنة وفد قومه بنو جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، فأسلم وحسن إسلامه، وهو لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. روى عبد الملك ابن عمير عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أصدق كلمةٍ قالها الشاعر كلمة لبيدٍ: " ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطل "(متفق عليه) وهو شعر حسن. وفي هذه القصيدة ما يدل على أنه قالها في الإسلام. والله أعلم، وذلك قوله:
وكل امرىءٍ يوماً سيعلم سعيه ... إذا كشفت عند الإله المحاصل
وقد قال أكثر أهل الأخبار: إن لبيداً لم يقل شعراً منذ أسلم. وقال بعضهم: لم يقل في الإسلام إلا قوله:
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى اكتسيت من الإسلام سربالا
وقد قيل: إن هذا البيت لقردة بن نفاثة السلولي، وهو أصح عندي، وسيأتي في موضعه من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى. وقال غيره: بل البيت الذي قاله في الإسلام قوله:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه القرين الصالح
فواصل لتزيين المواضيع
وذكر المبرد وغيره أن لبيد بن ربيعة العامري الشاعر كان شريفاً في الجاهلية والإسلام وكان قد نذر ألا تهب الصبا إلا نحر وأطعم، ثم نزل الكوفة، فكان المغيرة بن شعبة إذا هبت الصبا يقول: أعينوا أبا عقيل على مروءته، وليس هذا في خبر المبرد. وفي خبر المبرد أن الصبا هبت يوماً وهو بالكوفة مقتر مملق. فعلم بذلك الوليد بن عقبة بن أبي معيط وكان أميراً عليها لعثمان فخطب الناس، فقال: إنكم قد عرفتم نذر أبي عقيل، وما وكد على نفسه فأعينوا أخاكم. ثم نزل. فبعث إليه بمائة ناقة، وبعث إليه الناس فقضى نذره.
وقالت عائشة: رحم الله لبيداً حيث يقول:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلفٍ كجلد الأجرب
لا ينفعون ولا يرجى خيرهم ... ويعاب قائلهم وإن لم يطرب
ويروى: وإن لم يشغب. قلت: فكيف لو أدرك زماننا هذا.
فواصل لتزيين المواضيع
ولبيد بن ربيعة وعلقمة بن علاثة العامريان، من المؤلفة قلوبهم، وهو معدود في فحول الشعراء المجودين المطبوعين. ومما يستجاد من شعره قوله في قصيدته التي يرثي بها أخاه أربد:
أعاذل ما يدريك