عدد المساهمات : 24470 نقاط : 64474 السٌّمعَة : 8 تاريخ التسجيل : 18/12/2012
موضوع: كايرو دار تفتش فى فلكلور الشارع المصرى.. الخميس مايو 08, 2014 8:11 pm
كايرو دار تفتش فى فلكلور الشارع المصرى.. "يا خراشى" استغاثة بأول شيخ للأزهر الشريف.. و"ابن بارم ديله" إله الشر عند الفراعنة.. والهاربون من تذاكر القطار "عاملين فيها من بنها".. و"توتة توتة" أصلها قبطى الخميس، 8 مايو 2014 - 19:49 حارة شعبية – أرشيفية كتبت مريم كشك وسارة الباز وهدير الصادق ودينا بدر
كثيرون هم من يتحدثون الفصحى ويجيدون نحت ألفاظها بدقة يحسدون عليها، وأكثر منهم من يضربون الأمثال بالعامية، مستخدمين عبارات فلكلورية، دون أن يدركوا أن لهذه العبارات أصولًا وحكايات لا يعلما إلا من رحم ربى. الشارع المصرى، على مر التاريخ رصد الكثير من الحكايات، وشهد ولادة عبارات بعينها لا تزال متداولة على ألسنة الجميع، قبل أن يسألوا متى ولماذا قيلت.. فما زلنا نذكر ألعاب الاستغماية والكوتشينة والسيجة وكيلو بامية ونفرح كثيرا عندما نرى أطفالنا يمارسونها حتى اليوم، ولكن تعالى معى نستعيد بعض عباراتنا، لنعرف معًا أصولها. اعمل نفسك من بنها: من العبارات الشائعة التى يرددها المصريون باستمرار "اعمل نفسك من بنها"، فهل فكرت عن أصل الجملة التى ظهرت مؤخرًا للتعبير عن أولئك الذين لا يقيمون وزنًا للأمور، ولا يظهرون اهتمامهم لما جد منها؟ الرواية الأقرب لتفسير هذه العبارة الشهيرة، أن بنها تعتبر أول محطة يقف عندها القطار بعد القاهرة، ومعظم القطارات المتجهة للوجه البحرى تمر بـ"بنها"، وكان أغلب الركاب المتوجهين إلى بنها، قد تعودوا إذا أرادوا ركوب القطار دون حجز تذكرة، يستأذنون من الموجودين، فيجلسون أماكنهم، لأنها ــ حسب رؤيتهم هم فقط ــ دقائق وينزلون من القطار. فأصبح من يريد الجلوس دون حجز "يعمل نفسه من بنها"، كما أنها أيضًا محطة تقابل خطوط قطارات أخرى، فالقطار حين يصل عندها ينزل معظم الركاب، ولا يلاحظ أحد أهل بنها الحقيقيين الذين نزلوا بالفعل من القطار، من غيرهم الذين "عملوا نفسهم من بنها".
توتة توتة خلصت الحدوتة من أكثر العبارات التى نستخدمها، وتقترب من قلب الصغار والكبار، عبارة "توتة توتة خلصت الحدوتة حلوة ولا ملتوتة" فهذه العبارة يحن إليها الجميع وتذكرهم بحواديت الجدة وأيام الطفولة حين تقص عليهم حكاية قبل النوم، مختتمة الحدوتة بالعبارة التى تتردد مع كل قصة "توتة توتة.. خلصت الحدوتة". وأصل الحكاية، أن كلمة "توتة" كانت تستخدم فى اللغة القبطية بمعنى (نهاية أو حافة)، وهى مأخوذة من كلمة مصرية قديمة بمعنى (صنع أو اكتمل) فكان قائل هذه العبارة يكرر ما يقوله بالهيروغليفية "توتة" بالعربية "خلصت"، أما "ملتوتة" فتحمل نفس المعنى بإضافة "ما" التى تدل على عدم النهاية، أى رغبة الطفل فى سرد قصة أخرى. مقولة "ابن بارم ديله" سمعنا جميعا من قبل عبارة: "ابن بارم ديله" ولكن لم نكن نعلم من يكون "بارم ديله"، وما المقصود بها؟، وبالرغم من أننا بدأنا نستوعب أنها تعنى بالعامية "عامل فيها ابن باشوات" فمن الواضح أن العامة استبدلوا شنب الباشا المبروم بالذيل للاستهزاء. ووجد فى اللغة المصرية القديمة حيوان به هذه الشروط؛ وهو الإله "ستغ" وكتبوها مؤخرًا "ست" والمعروف بإله الشر، احتار علماء المصريات فى ماهية هذا الحيوان، هل هو كلب أم ذئب أم حيوان آخر أم هو خليط بين أكثر من حيوان؟ وهو ما لم يعرفه أحد. هذا الحيوان له ذيل مرفوع لأعلى ومفرع فى نهايته، وكأنه مبروم حتى نهاية الطَرَف، وكأنه بارم ديله، وبالبحث عن أى دليل أو فعل يخص هذا الحيوان قديما تجد كلمة "سوه" بمعنى (يتباهى، ويتفاخر)، ومع الكلمة الفرعونية، ونفس الحيوان ذى الذيل الواقف لأعلى، وبالتالى فإنه يرتبط بالتفاخر والتباهى، فليس ببعيد أن يكون "بارم ديله" هو نفسه "ست" إله الشر، و(ابن بارم ديله) هو كل من ينتمى لسلوكه النرجسى. يا خراشى: لفظة اعتراض وهلع يرددها المصريون باستمرار، فهل فكرت فى أصل هذه الكلمة، خاصة أن هذا النداء يعرفه كل المصريين، دون الاهتمام بالبحث عن أصله ومناسبته، النداء الشهير هو استغاثة من قبل المصريين للشيخ محمد بن عبد الله الخراشى، أول إمام للجامع الأزهر الشريف وأحد كبار العلماء المسلمين من قبل 100 عام. وأصبحت هذه الكلمة هى النداء الشعبى، فإذا ظلمهم أحد يقولون: يا خراشى، وإذا ظلمهم حاكم البلاد قالوا يا خراشى، وإذا اختلف الناس قالوا يا خراشى حتى عندما تصيبهم مصيبة يقولون يا خراشى!! الجدير بالذكر، أنه سمى بالخراشى نسبة إلى قريته التى ولد بها، وقرية أبو خراش، تابعة لمركز شبراخيت، بمحافظة البحيرة.