علم النفس | مرحلة المراهقة

علم النفس | مرحلة المراهقة





يخلط البعض بين كلمة (المراهقة) وكلمة (البلوغ) .. ولكن هناك اختلاف:

◄الـمراهقة:ترجع للفعل (رهق) بمعنى اقترب من الشيء بالتدريج.

◄البلــــــوغ:فيعني نضج الأعضاء الجنسية واكتمال وظائفها عند الذكر والأنثى، كما يأتي البلوغ قبل المراهقة.

◄تعريف الـمراهقة:وهي الفترة من البلوغ وحتى اكتمال النضج، والتي تصل إليها البنات في 12 سنة بينما الذكور 13 عاماً.



◄هل توجد علاقة بين نضج المراهق والعوامل البيئية ؟
نعم (كالتغذية والمناخ).

1- فأطفال المناطق الحارة يصلون للمراهقة في سن مبكرة قبل أطفال المناطق الباردة.

2- كما يرجع الفرق إلى نوع السلالة التي ينتمي إليها الفرد.

3- حالات المرض الطويل أو الضعف العام يؤدي إلى تأخر النضج الجنسي.

◄مما يعني أن المراهقة محصلة لكل من العوامل (البيولوجية والاقتصادية).



الخصائص العامة للمراهقة:

(1) إذا كان من السهل تحديد بداية المراهقة ، فمن الصعب تحديد نهايتها.

(2) إذا كانت البداية تتمثل في (البلوغ) فإن النهاية تتمثل في النضج العقلي والانفعالي والاجتماعي.. وهي ليست لها علامات محددة، وإنما تظهر من خلال سلوك الفرد.

(3) نهاية المراهقة هي المدخل إلى مرحلة (الرشد) ، لأن الفرد يصل فيها إلى النضج الشامل في جميع الجوانب.

(4) يعتمد طول فترة المراهقة أو قصرها على ظروف المجتمع، لأنه إذا كان من علامات انتهاء المراهقة وصول الفرد إلى درجة النضج، فمن علامات انتهائها أيضاً وصوله إلى مرحلة (الاستقلال الاقتصادي) ، لذلك تقصر في المجتمعات الريفية، وتطول في المجتمعات الحديثة والمدنية.

(5) يصف العلماء مرحلة المراهقة بأنها (مرحلة الصراعات الداخلية) والتي تتمثل في:


أ ) الصراع الذي ينتج عن رغبة المراهق في (الاستقلال عن والديه).

ب) والصراع الذي يحدث بين دوافعه الجنسية التي يتطلب إشباعها، في الوقت نفسه التي تمنعه الأنا الأعلى أو الضمير من ذلك.

ج) والصراع الذي يتمثل في "محاولة المراهق التحرر والانطلاق وبين ضرورة خضوعه للمجتمع وتقاليده".

د ) ومما يزيد درجة الصراع لدى المراهق أنه مُطالب باتخاذ قرارات مصيرية وهامة مثل (نوع التعليم / المهنة / الزوجة) الذي سيتم اختيارهم.

هـ) كما أن مرحلة المراهقة هي (مرحلة صدام مع السلطة) فهو يصطدم (بوالديه ومدرسيه) حيث إن إحساسه أن الكبار يريدون تقييد حريته في الوقت الذي يرى أنه يعرف مصلحته، ويستطيع أن يفكر لنفسه أفضل من الكبار.




علم النفس | مرحلة المراهقة


◄أهمية الـمراهقـة:

1- يقاس تقدم أي مجتمع بما يمتلكه من (ثروات بشرية) ، والتي تتمثل في الشباب في سن المراهقة.

2- كما يتعلم فيها المهارات (الفنية اللازمة لإتقان مهنة).

3- تتبلور فيها الاتجاهات (العقلية والخُلُقية والاجتماعية) المرتبطة بالعمل والإنتاج.. ومن هنا تظهر أهمية المرحلة للفرد والمجتمع.




◄أهمية المراهقة بالنسبة للفرد:

1) تعد أخطر فترة عمرية في حياة الإنسان لأنه (يحدد فيها مستقبله).

2) يمر فيها بكثير من الصعوبات من (صراع وقلق).

3) المراهقة أشبه "بعنق الزجاجة" في الحياة النفسية للفرد.. فمن يمر منها بسلام يضمن حياة مستقرة غالباً.


◄أهمية المراهقة بالنسبة للمجتمع:

1) هي الفترة التي يُعدّ فيها الفرد ليبدأ (العطاء للمجتمع).

2) لذا فهي (أفضل ثروات المجتمع التي يجب استثمارها).

3) فالإنسان هو صانع التقدم، وليس الثروات المادية وحدها.

4) كما أن عدم استثمار (طاقة الشباب) يحولها إلى طاقة (مدمرة) لنفسها ولمجتمعها.



◄مظاهر النمو الجسمي في المراهقة:

(1) نمو الغدد الجنسية عند الذكر والأنثى، وظهور أعراض البلوغ لدى الجنسين.

(2) تحدث طفرة في النمو (وهي الثانية) عند البنات من (10 – 14 عاماً) فهي قبل البنين الذي يبدأ وينتهي (من 12 – 15).

(3) تبلغ ذروة النمو الجسمي عن البنات (12 سنة) أي قبل البلوغ.

(4) بينما عند البنين (14 سنة) أي في فترة البلوغ نفسها.

(4) الوزن :
• الولد أثقل وزناً من البنت حتى 11 سنة.

• تنقلب الآية، ويزداد وزن الفتاة عن وزن الولد (من 11 حتى 14 عاماً).

• ثم يعود الفتى أثقل وزناً مرة أخرى.

◄الخجل:يشعر المراهق بالخجل، نتيجة سرعة النمو الجسمي ، خاصة أن النمو يكون في البداية (غير متناسق) ، ويتعمد المراهق إخفاء ما يعتقد أنه يسيء إلى مظهره، مثل طول قامته ، خاصة إذا كان أطول من أقرانه بكثير.
(5) حركة المراهق: حيث تكون في أول المرحلة (غير دقيقة) حيث يصطدم أثناء سيره بقطع الأثاث، وسرعان ما يشعر بالإجهاد لأقل مجهود والسبب يرجع إلى (التغيرات العضوية) ، ولكن في النهاية يصل إلى (الاستقرار والتآزر الحركي) في نهاية المرحلة.



◄الذات الجسمية:
1- يحرص المراهق على أن يبدو (بمظهر جسمي جذاب).

2- بعد أن يمر (بفترة الدهشة) من جسمه في بداية المرحلة، يبدأ في تقبل جسمه بشرط أن يكون متناسق بين (الطول والوزن) حتى لا تسبب له سخرية من الآخرين.

3- ومن هنا تكون فكرته عن جسمه مستمدة من فكرة الآخرين عنه (من خلال تعبيراتهم).

4- ليتكون عن جسمه تصور خاص به يكون له (رمز نفسي) لديه وهي ما يسمى (بالذات الجسمية).

5- التي تكون (ذاتاً إيجابيّة) عندما يكون هناك تناسق بين أجزاء الجسم.

6- ولكن تكون (مفهوم الذات الجسمية سلبية) إذا كان هناك عدم تناسق جسمي ، ويظهر من خلال تعبيرات الآخرين عنه، مما يجعله ينسحب من الحياة الاجتماعية مهموماً حزيناً، كما تظهر لديه نزعات عدوانية نحو الآخرين.




◄مظاهر النمو والارتقاء العقلي في المراهقة

◄وتتمثل في القدرة على القيام بالعمليات العقلية الآتية:

التفكير - الانتباه - التذكر - التخيل

أولاً:التفكير:

1) يستطيع المراهق القيام بعمليات الاستدلال العقلي، مثل:

أ ) الاستنباط: استنباط قضايا جديدة من قضايا مطروحة.

ب) الاستقراء: التوصل من الظواهر الفردية إلى قاعدة عامة.

2) نتيجة النضج (العقلي اللغوي) تتحسن القدرة على التفكير المجرد، حيث يتمكن من فهم (المصطلحات المجردة) مثل (الفضيلة / العدالة/ الديمقراطية).

3) لذا يطلق (بياجيه) على هذه المرحلة (العمليات الصورية).

4) كما يظهر القدرة على (التفكير النقدي) حيث لا يقبل ما يسمع أو يقرأ دون تمحيص وفحص، مهما كان المصدر الذي يسمع منه، فهو لديه القدرة على اكتشاف جوانب الصحة والخطأ فيما يعرض عليه.




ثانياً: الانتباه:
- تزيد قدرة المراهق على الانتباه سواء في (المدة أو المدى) حيث يستطيع أن يركز انتباهه على أي موضوع مدة طويلة، كما أن مدى الانتباه يتسع ليشمل أكثر من موضوع.

ثالثًا: التذكر:
1) تنمو قدرة المراهق على التذكر.

2) كما أن الاختلاف بين الطفل والمراهق في الذاكرة اختلافاً في (الكيف) أكثر منه في (الكم).

مثال:فإذا كان تذكر الطفل من النوع القصير المدى، فإن تذكر المراهق من النوع طويل المدى بالمقارنة بالطفل، وإذا كان تذكر الطفل من النوع الآلي، فإن تذكر المراهق يقوم على الفهم.



رابعًا:التخيــــل:

1) تتسع قدرة المراهق على التخيل، ويظهر ذلك في عمق كتاباته.

2) يتميز بالخيال الخصب الذي يتصل (بالتفكير الابتكاري).

3) كما أن خياله الخصب يؤدي به إلى (الانغمار في أحلام اليقظة) بدرجة كبيرة، ويجد لذة فيها، ولكنها سلاح ذو حدين:

◄تكون نافعة إذا كانت (حافزاً) على العمل والاستذكار (دافع إيجابي).

◄أو ضارة .. إذا استخدمها كهروب من الواقع، مثل تخيل الطالب أنه الأول على المدرسة دون أن يذاكر، وليس لديه استعداد للمذاكرة أو العمل.



◄مظاهر النمو الانفعالى والاجتماعى..

1) تتسم انفعالات المراهقة في البداية (بالشدة والعنف) ، فعندما يثور تكون ثورته عارمة.. ويظهر العنف في عدم تناسب (حجم الانفعال مع سببه) فهو كالطفل يغضب بسرعة، ويفرح بسرعة، فانفعالاته "سطحية".

2) انفعالات المراهق (متقلبة) فهو سرعان ما ينتقل من حالة الفرح إلى حالة الحزن؛ إذا تصور أن سبب الفرح قد زال.

3) العوامل الذاتية: مؤثرة في كل الحالات التي تبدو أنها لا تستحق هذا القدر من الانفعال، لأن ذات المراهق هي التي تعطي الأمور أكبر من حجمها.

4) يتذبذب المراهق في سلوكه، فلا تستطيع أن تصفه بأنه "اجتماعي أو انطوائي – متدين أو ملحد – محب لزملائه أو كاره لهم – مطيع أو معاند لأهله" فهو يتصرف حسب ما تمليه عليه حالته الانفعالية الراهنة.

5) المراهق يأخذ موقفاً سلبيّاً من المجتمع، فهو تمرد على كل صور السلطة من (أسرة/ مدرسة ... الخ).

6) العناد والرفض (للآباء والمعلمين) اعتقاداً منه أن تدخلهم يجعله كما لو كان صغيراً لا يعرف شيئاً.

7) بداية المرحلة شعور "بالخجل والانطواء والذنب" نتيجة التغيرات الجسمية المفاجئة.

◄عوامل عدم الثبات الانفعالي في الـمراهقة..

(1) الصراع الذي ينشأ في نفس المراهق، والذي يتمثل في رغبته في أن يُعامل معاملة الشخص الكبير في الوقت الذي يعامله الكبار كما لو كان طفلاً.

(2) الصراع الذي ينشأ والذي يتمثل في دوافعه الجنسية، وبين موانع التقاليد والقوانين.

(3) الصراع الذي ينشأ بين رغبته في الاستقلال عن والديه وبين ميله إلى الاعتماد عليهما.

(4) رغبته في تحقيق ذاته، ويقابلها قصور في إمكانياته العقلية أو الجسمية أو الاجتماعية.. الخ، فقد يود المراهق أن يتفوق دراسيّاً ولكنه لا يستطيع ، أو يتفوق رياضيّاً ولا يستطيع.

(5) ولكن المُناخ الأسري الآمن يساعد المراهق على تجاوز المرحلة خاصة إذا كان فيه حب وتقبل بين أفراد الأسرة، مما يؤدي إلى الاتزان الوجداني في نهاية المرحلة.



أهم العوامل التي تساعد على التحول إلى الاتزان الانفعالي..

بمرور الأيام يتحول المراهق نحو مزيد من الاتزان الانفعالي.. ومن العوامل التي تساعد على هذا التحول:

1- تعزيز ثقة المراهق في نفسه من الحساسية الشديدة التي يعانيها – عن طريق تشجيعه على الاشتراك في كل أوجه النشاط، والإيحاء له أنه يستطيع أن يثبت نفسه وتفوقه.

2- مساعدة المراهق على التخلص من الاستغراق الزائد في الخيال، وأحلام اليقظة كلما واجهته صعوبة.

3- مساعدة المراهق على أن يحقق الاستقلال النفسي بأن نشجعه في الاعتماد على نفسه وألاّ نحاسبه بعنف إذا أخطأ – وأن نسند إليه ما يستطيع أن يتحمله من مسئوليات – ونعطي له الفرصة مرة ومرة حتى لا يفقد ثقته بنفسه.

4- معاملة المراهق خاصة في النصف الثاني من المرحلة معاملة الشخص الكبير ونأخذ رأيه في بعض المسائل – أي مشاركته في حوارات الأسرة.

◄ملحوظة:
- يتحقق الاتزان الاجتماعي للمراهق في نهاية مرحلة المراهقة، حيث تقل نسبة العدوانية والتهور، ويبتعد عن الأعمال الصبيانية.

◄لتحميل الدرس بصيغة PDF اضغط هنا.