بالصور.."مدرسة العريش الفندقية" صرح تعليمى سياحى مهمل منذ ربع قرن..مبنى متهالك مخصص للتعليم التجارى وسط حوارى ضيقة..البيروقراطية أضاعت فرص التعليم الجيد للمتميزين..والطلاب يقدمون خدمات تطوعية
الأحد، 1 ديسمبر 2013 - 13:08
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مدرسة العريش الفندقية
العريش- محمد حسين
يعيش الطلبة والمعلمون بمدرسة "العريش الفنية المتقدمة للشئون الفندقية والخدمات السياحية" هموما متراكمة أصبحت تهدد مصير مئات الدارسين بها، فضلا عن ضياع الاستفادة من أكبر صرح تعليمى فى مجال تعليم الفندقة والسياحة بالمحافظة.
تقع المدرسة بين منازل أهلية تطبق عليها من كل جانب بمنطقة سكنية جنوب حى المساعيد غرب العريش، والوصول إلى المدرسة يكون بعد عناء شديد، فلا يربط الشارع الرئيسى المار بمنطقة المساعيد والذى يقع على بعد نحو 300 متر منها، سوى ممرات ملتوية بين المنازل وغير مرصوفة.
وقال جهنى إبراهيم، مدير المدرسة، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن عمر المدرسة من السنوات وصل إلى 24 عاما، وهى تضم أقساما دراسية فى مجالات: المطاعم، والمطابخ، والإشراف الداخلى، والخدمات السياحية؛ وعلى مدار هذه السنوات والدراسة فى المبنى الذى صمم للمدارس التجارية وليس الفندقية التى لها تصميم خاص يراعى تخصصاتها غير التقليدية، وهو ما يفتقده المبنى الحالى تماما، كما لم يتم عمل أى صيانة لهذا المبنى حتى هذه اللحظة.
وأضاف مدير المدرسة، "كانت المدرسة تعمل بنظام الفندقية المتقدمة 5 سنوات، إلى أن تقرر قبل عامين أن تعمل بنظام السنوات الثلاث فقط، وبعد أن كانت الدراسة بكامل المبنى المكون من ثلاثة طوابق تم اختصارها على طابقين، وتخصيص الأخير لوزارة التعليم العالى كمقر للمعهد الفنى التجارى.
واعتبر الجهنى، أن كل هذه تراكمات من المشاكل أضاعت حق الطلاب فى تعليم مناسب، لافتا إلى أن المدرسة قيمة سياحية فى المحافظة ولكنها مهدرة، فلا يتم الاستفادة منها، كما أن وضعها الحالى لا يساعد إطلاقا على تعليم جيد للطلاب والطالبات الدراسين فيها، موضحا أنه فى المحافظات الأخرى المدارس الفندقية عبارة عن فنادق تعليمية متكاملة، يتعلم فيها الطالب وتصبح مصدر دخل ومنارة تعليمية ومعلم سياحى، والعكس تماما فى شمال سيناء.
وطالب مدير المدرسة بسرعة تحرك المسئولين فى المحافظة، وتخصيص موقع ومبنى للمدرسة قريبا من شاطئ العريش، تتوفر به كافة المتطلبات، وتحويله الى مقر فندقى سياحى تعليمى.
وفى جولة لـ"اليوم السابع" فى أروقة المدرسة، كان من الواضح أن المعاناة أصبحت ظاهرة، وليست مجرد شكوى عابرة؛ فالمعلمون يحاولون أثناء الدراسة تدريب الطلبة على التأقلم مع أوضاع المدرسة المنسية ونقص متطلباتها المفترضة، ففى قسم المطبخ الذى يعتبر أساسيا بها فالأدوات المخصصة للتعليم والتدريب عبارة عن بوتجازات وأوان تقليدية متراصىة فى غرفة متهالكة، ويقول القائمون على القسم إنها ليست أدوات تدريب بل أدوات عادية قديمة.
ولفت أحد المعلمين إلى العقم البيروقراطى الذى تدفع ثمنه المدرسة لتعليم الطلبة، مشيرا الى أن المدرسة تتوفر بها مغسلتان للتدريب ولا تعملان على مدار 10 سنوات، بسبب انتظار وصول المجفف لها وسبب التأخير هو خلافات بين المورد والجهات المسئولة لم ينتهِ طوال هذه السنوات.
أما فناء المدرسة المخصص للأنشطة، فقد تم اقتسامه بين المدرسة الفندقية والمعهد التجارى، وبه يمارس الطلبة والطالبات فى هذه المرحلة السنية الحرجة أنشطتهم الرياضية بينما يترقبهم من الدور الثالث طلبة المعهد التجارى، وسط فوضى تامة فى السيطرة على مجريات الدراسة، وهو ما يثير قلق المعلمين وأولياء الأمور الذين يقولون: "إن طلبة المدارس الفندقية يعتبرون نشئا يتم تدريبه للعمل مستقبلا فى مجال السياحة فكيف يسمح لطلبة آخرين بمرحلة جامعية بالتواجد معهم فى مبنى واحد؟، ولماذ يتم تخصيص فصول لمعهد تجارى فى مقر يفترض أنه لمدرسة فندقية ثانوية؟" .
وسور المدرسة الخارجى كان إجماع القائمين على العملية التعليمية أنه أصبح خطرا على الجميع، فهو بطول 70 سم فقط ومن السهل خروج الطلبة منه.
مصير طلبة العريش الفندقية بعد تخرجهم غامض، بعد أن تجاهلت الجهات الحكومية تعيينهم فى وظائف أسوة بزملائهم، وهو ما يعتبره الطلبة والخريجون نقطة سوداء فى مستقبلهم.
وقال إسلام عروج، أحد خريجى المدرسة، ويعمل معلما بها، إنه يطالب بأن تساعد الدولة الخريجين بهذه المدرسة، وهم دفعات متتالية منذ عام 1990، بأن تسمح لهم بعمل مشروعات سياحية مثل المطاعم والصالات وغيرها، وتستغل فى ذلك الأماكن العامة والحدائق، ومنحهم مساحات بتيسيرات مناسبة ستعود عليهم، وعلى المحافظة بعائد مناسب، كما أنها ستستهلك طاقة شباب بدلا من اقتصار تلك المشروعات على رجال الأعمال والمسئولين الذين يستفيدون منها فى ظل مناخ الفوضى والفساد السائد.
وأضاف الطالب أحمد فاروق، أمين اتحاد طلاب المدرسة، أن مشكلتهم ليست فى إدارة المدرسة بقدر ما هى فى نقص الاحتياجات بها، فلا توجد أجهزة متخصصة للتدريب الفندقى المقررة والمفترضة، وميزانية التدريب لكل طالب لا تتجاوز جنيهات قليلة لا تفى بالغرض، كما أن المدرسة بها عجز فى المعلمين بمختلف الأقسام، ومع ذلك يحاولون التأقلم مع الوضع القائم رغم ما يشغلهم فى المستقبل لأن زملاء لهم سبق وتخرجوا وأصبحوا عاطلين لا يجدون فرص عمل.
وأجمع أولياء الأمور بدورهم على ضرورة تعديل أوضاع هذا الصرح التعليمى، وتعجيل الاستفادة منه وحل كل مشاكله المتراكمة.
كل هذه المشاكل الموجودة فى المدرسة، وسط معاناة المعلمين والطلبة ومخاوف أولياء الأمور وإهمال المسئولين، لم تبعد الطلبة عن الدور المجتمعى، فبرزت أنشطة الطلاب واضحة فى التطوع وتقديم الخدمات الفندقية فى الحفلات والمؤتمرات بعدة مؤسسات حكومية، بينها ديوان عام المحافظة، ومستشفى العريش العام، وهو عمل تطوعى يقوم الطلاب خلاله باستقبال الضيوف وتقديم الضيافة لهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]