أسرار قنبلة فيديوهات السيسى التى انفجرت فى وجه قيادات الإخوان قبل احتفالات 6 أكتوبر.. فيديوهات شبكة رصد التى يمولها خيرت الشاطر تكشف حقيقة تهديدات الشاطر ومرسى للمعارضة بتسجيلات تضعهم فى السجن
السبت، 5 أكتوبر 2013 - 11:34
محمد مرسى
تقرير يكتبه: محمد الدسوقى رشدى
من جموع الشعب ورجال جيش مصر الوطنى إلى قيادات الإخوان وشبابهم... نشكركم على حسن تعاونكم، وحلاوة غباؤكم.
الرسالة السابقة مسجلة، أو واجبة التسجيل والاستخدام الفورى، نظرا لحالة الكرم الإخوانية فى منح الجيش والشعب والسلطة الحاكمة حاليا خدمة إثبات أن ما حدث فى 30 يونيو لم يكن مجرد ثورة شعبية غاضبة، بل ملحمة شعبية يتأكد للجميع فى الداخل والخارج ضرورتها لإنقاذ مصر من غباء جماعة كادت أن تدمر الوطن بتاريخه ومستقبله.
الإزاحة عن السلطة أذهبت عن الإخوان عقولهم، والقيادات المريضة نفسيا والأتباع المجانين الذين صدقوا أن مرسى صلى بمحمد صلى الله عليه وسلم وجميع الأنبياء فى رابعة العدوية، هم أنفسهم الذين ينشرون فيديوهات الفريق السيسى مع الضباط ويروجون لها أسفل عناوين وشعارات ضخمة من نوعية فيديوهات مسربة تكشف حقيقة مؤامرة الجيش الانقلابى، والفيديوهات التى تكشف حقيقة فساد الجيش، والفيديوهات التى تكشف تجارة الجيش بالنساء ومؤامرة تعيين أحمد على لفتنة النساء.
الفيديوهات التى نشرتها شبكة رصد، وقامت بتزييف محتواها بعد التفريغ وتعمدت التلاعب فى العناوين المصحوبة بها لكى تشوه سمعة الجيش أو تضرب قيادات الجيش فى مقتل أو تكشف ترنح السيسى كما يقول الغائب عن الوعى وائل قنديل فى قناة الجزيرة، ارتدت إلى صدور الإخوان وفى نحورهم لأن أى مشاهدة سريعة أو حتى متمهلة لكلمات السيسى فى الفيديوهات أو أسئلة الضباط تقبلها الجمهور بدلالات مختلفة، كلها تصب فى صالح الجيش المصرى، وتكشف كذب وتزييف وسائل الإعلام الإخوانية.
شبكة رصدت الإخوانية وصفت الفيديو الذى ظهر به الفريق السيسى فى حوار ودى مع ضباط الجيش بأنه فضيحة، وأكدت أن السيسى قال فى الفيديو إن العقيد أحمد على نجح فى مهمة جذب السيدات ونساء مصر والتأثير عليهم من خلال المؤتمرات واللقاءات الإعلامية، وأن الجيش له أذرع تستعد للسيطرة على الإعلام والبرلمان.
الغريب أن ما أوردته شبكة رصد الإخوانية على أنه نص كلام الفريق السيسى مخالف تماما لما ورد لفظا وسياقا.. الفيديو المسرب يحتوى على حوار بين الفريق السيسى وأحد الضباط الذى يدعى عمر فى لقاء خاص، الضابط عمر ينقل مخاوفه حول تعامل الإعلام مع الجيش، وقال وفقا لتقديراته إنه يخشى من طبيعة المانشيتات والعناوين التى تخرج للحديث عن وجود تذمر فى الجيش إلى آخره من عناوين وبرامج تناولت شؤون الجيش الخاصة والداخلية خلال الفترة الماضية، وطالب الضابط بضرورة التحرك بالترغيب أو الترهيب للتعامل مع هذه الأخبار مثلما كان يحدث فى السابق، وأكد على ضرورة تشكيل لجنة من الجيش للحوار مع أصحاب الفضائيات والصحف.
أنصت السيسى لضابطه باهتمام ثم رد عليه بالتأكيد على أن الوضع فى مصر بعد الثورة أصبح مختلفا، وأنه – أى الفريق السيسى – مقتنع بأن كل شىء فى الدولة تفكك بعد الثورة ولم يعد كما كان، وقال لا أتصور أن فى حاجة هترجع تانى زى اللى فات.. وفى حاجات تانية لازم هنضطر ونستعد نتعامل معاها زى استجوابات البرلمان، ولابد من وجود قانون للتعامل مع كل الأمور دى، مشيرا إلى ضرورة التواصل مع الإعلام، وأن يكون للجيش أذرع فى هذا المجال، ثم قال أما بخصوص العقيد أحمد على فهو يشكل فردا من ضمن مجموعة يتم تجديدها كل فترة، ثم انتقل من مرحلة الجد إلى الهزار ومداعبة الضابط قائلا: وبعدين يا عمر أحمد على بيجذب الستات وبقى محبوب.
الإخوان يتكلمون عن فيديو آخر إذن، لأن الفيديو الذى سربته شبكة رصد وتدعى أنه يكشف مؤامرة خطيرة على لسان الضابط والفريق السيسى يكشف عدة أمور أخرى كلها تصب فى صالح الجيش.. أول هذه الأمور يتعلق بكلام الضابط عمر وهى شكوى طبيعية من ضابط متخوف من طريقة الإعلام فى التعامل مع الجيش بعد ثورة 25 يناير ومن الكثير من الشائعات والعناوين التى روجها الإخوان عن انشقاق الجيش بعد ثورة 30 يونيو، وتخوف الضابط عمر هنا مشروع ويعبر عن شعور وطنى وحالة نفسية لم تستوعب بعد طبيعة التغيير الذى حدث فى مصر بالنسبة لضابط ينتمى لمؤسسة عاشت 60 سنة وأكثر لا يقترب منها الإعلام ولا ينشر أخبارها إلا بتصريح طبقا لما أقره القانون أو ما تقوله قوانين العالم أجمع بالنسبة للتعامل مع القوات المسلحة والجيوش.
ثانيا الضابط عمر تكلم عن تعامل الإعلام مع الأخبار التى تخص الجيش، وحينما طرح المثال، اختار المثال الأصح وتحدث عن مانشيت «ذعر فى الجيش»، وهى عناوين لا يمكنك أن تجدها فى صحف أمريكا أو غيرها، مهما كان السبب.
ثالثا لغة الضابط عمر والألفاظ التى استخدمها مثل الأذرع الترغيب والترهيب هى فى النهاية لغة ضابط لا علاقة له بالسياسة يتكلم فى لقاء خاص مع قائده العسكرى ويشرح له مخاوفه.
رابعا وهو الأهم رد الفريق السيسى على الضابط عمر نفى تماما فكرة اللجوء إلى الترهيب واستنكرها وتحدث الفريق السيسى معترفا بأن ثورة حصلت فى مصر وأن كل الأمور تغيرت ولن تعود إلى سيرتها الأولى، وأن الكرة الآن فى ملعب القوات المسلحة، عليها أن توفق أوضاعها وأن تبحث عن طريقة للتعامل مع الوضع الجديد الذى تنشر فيه الأخبار وتقدم فيه استجوابات داخل البرلمان، ورغم أن قوانين القوات المسلحة تمنح الجيش حق منع أى خبر عن الجيش حتى ولو كان عزاء فى صحيفة إلا بتصريح مسبق، فإن السيسى قال إن هذه الأمور لم تعد تصلح لفترة ما بعد الثورة.
وبعيدا عن تحليل ما ورد فى الفيديو تبقى عدة ملاحظات غاية فى الأهمية والخطورة:
1 - نحن أمام قضية أمن قومى شديدة الخطورة، لأن الفيديو المسرب يتضمن لقاء خاصا بين وزير الدفاع والضباط، والسؤال الآن من المسؤول عن تسريب هذا التسجيل؟ وهل وصلت درجة كراهية الإخوان لمصر وطنا وجيشا أن تنشر لقاءات خاصة بين قائد الجيش والضباط على الملأ؟ وهل هذه التسجيلات التى تقول شبكة رصد الإخوانية التى كان ينفق عليها خيرت الشاطر هى جزء من تسجيلات التجسس التى كان يهددنا بها الشاطر ومرسى وقيادات الإخوان؟ هل تؤكد هذه التسجيلات وظهورها على شبكة رصد أن الإخوان كانوا يتجسسون على الجيش ويتخابرون ويتآمرون على قيادات الجيش؟
2 - الواضح تماما من الفيديو طبقا للكلام وشكل الملابس تم تصويره قبل ثورة 30 يونيو، وهذا أمر يؤكد فكرة تجسس الإخوان على قيادات الجيش.
3 - واضح جدا من حوار السيسى مع ضباطه أن الوضع فى الجيش المصرى مطمئن، وأن قيادات الجيش تعمل وفق رؤية وخطط محترمة وليس بشكل عشوائى، السيسى تكلم عن خطط ورؤية للتعامل مع وسائل الإعلام من أجل التواصل مع الشارع، وهذا فى حد ذاته أمر يحسب للرجل، فهو يحاول أن يكسب ود الشارع، ويسعى لأن يتواصل مع العالم بشكل مختلف لتحسين صورة دولته، هذه الرؤية تعبر عن أن مؤسسة الجيش خرجت من حالة «التيبس» والجمود التى عاشتها فى ظل مجلس طنطاوى العسكرى وأصبحت تتمتع بوعى وإدراك كامل بأنها فى حاجة مستمرة إلى دعم الشارع.. وكل هذه التحركات تؤكد فى النهاية أننا أمام مؤسسة قوية تمتلك رؤية وبرنامجا محددا، وليس كما يروج الإخوان بأن المؤسسة منقسمة على نفسها ومفككة وتترنح.
4 - الفيديو يتضمن أهم اعتراف تحتاجه مصر فى الفترة الحالية وهو اعتراف السيسى بأن هناك ثورة قامت فى مصر ولم تعد الأمور كما كانت، وأن الثورة غيرت كل حاجة، وهو الاعتراف الذى تحتاجه القوى السياسية للانطلاق نحو فرض واقع جديد على جميع مؤسسات الدولة.
5 - الضابط عمر والفريق السيسى وغيرهم من الضباط تكلموا بمشاعر طبيعية لأفراد يبحثون عن طريق أفضل للحفاظ على مؤسستهم، المشكلة الآن متى تتحرك القوى السياسية والمدنية لفرض مظلة قانونية تضمن عدم تعارض مصالح هذه المؤسسة مع مصلحة الوطن العليا.
6 - آخر ما يمكن أن يقال عن الفيديو يتعلق بأكثر نقاطه إثارة وهى مسألة العقيد أحمد على والبنات، دعك من الإخوان والإخوة السلفيين الذين لم تمنعهم لحاهم من أن يقولوا بأن السيسى وضع خطة لفتنة نساء مصر بالعقيد أحمد على، لأن هذا الكلام الأهبل مازال يعبر عن العقد الجنسية القابعة فى مؤخرة عقول المتطرفين، كان واضحا أن الفريق السيسى يداعب الضابط عمر لهزيمة توتره وردع انتقاده اللاذع للعقيد أحمد على، ولكن تذكر عزيزى الشاب الثورى والناشط السياسى الغاضب من نكتة السيسى أنك أنت وجمهور الفيس بوك أول من نشرتهم هذا الأمر، وأول من بالغتم فى وصف الحالة النسائية تجاه العقيد أحمد على.
الخلاصة يا عزيزى:
الإخوان حفروا للسيسى حفرة الفيديوهات فسقطوا فيها.