الحرب على أولياء الأمور تبدأ مبكرًا بالعام الجديد.. ارتفاع بأسعار مستلزمات المدارس والمواطنون: الميزانيات لا تتحمل الزيادات الحالية.. والطلاب: لا نستفيد لأن الفصول مزدحمة والمدرسون لا يقومون بالتدريس
السبت، 21 سبتمبر 2013 - 00:07
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] صورة أرشفية
كتب محمد فهيم عبد الغفار
مع اقتراب العد التنازلى لموسم عودة المدارس، تحول سوق الفجالة برمسيس، الذى كان يشهد ازدحاما شديدا من المواطنين لشراء مستلزمات الدراسة فى السنوات السابقة وفى هذه الفترة بالتحديد، إلى معارض للفرجة فقط بعد الارتفاع الذى شهدته بعض أسعار الأدوات المكتبية بنسبة 25%، عن السنة الماضية وهو الأمر الذى أثار استياء أولياء الأمور.
أولياء الأمور ظهرت عليهم الهموم قبل استقبال العام الدراسى الجديد وسط عدة تخوفات، شارحين بعضها، حيث اشتكى عدد منهم من ارتفاع الأسعار هذا العام فى جميع مستلزماتهم ككل، وبصفة خاصة مستلزمات المدارس وأشاروا إلى عدم سعادتهم باستقبال هذا العام فى ظل الكثافة الطلابية للفصول فى المدارس الحكومية، فضلاً عن حصار المدرسين لهم أمام المساجد وفى الطرقات وعلى أسوار المدارس لمحاولة استقطاب أبنائهم للانضمام إلى مراكز الدروس الخصوصية.
كما أبدى بعض أولياء الأمر التخوف على أبنائه من انتشار ظاهرة الانفلات الأمنى وعدم وجود حلول سريعة قبل الدخول فى اليوم الدراسى الأول.
كما أكد بعض أولياء الأمور لـ"اليوم السابع" أن ميزانية الأسرة لم تعد تتحمل الأعباء الثقيلة لتلك المتطلبات التى تشهد سنويًّا زيادة غير طبيعية فى أسعارها، حيث تنفق الأسر ما يزيد عن متوسط 5000 جنيه كحدٍ أدنى للإنفاق على مستلزمات المدارس مع بداية كل فصل دراسى جديد، فضلا عن الحالة الاقتصادية المتردية التى لم تترك اليابس والأخضر فلقد ارتفع أسعار كل شىء بداية من السلع الغذائية بأنواعها والملابس والأجهزة الكهربائية.
من جانبه، قال صالح درملى، موظف، إن لديه 4 أبناء جميعهم فى المرحلة الابتدائية، وإن مستلزماتهم تحتاج إلى أكثر من 5000 جنيه وأضاف أنه قام بجولة فى عدد من المحال قبل عملية الشراء، محاولة منه لتفقد الأسعار.
وأوضح درملى لـ"اليوم السابع" أنه وجد فى المحال تفاوتًا كبيرًا فى الأسعار رغم أن المنتج واحد، واعتماد أغلب المحلات التجارية على المستورد الصينى، مضيفًا أن قيمة الحقيبة نفسها تختلف من محل لآخر، فهناك محال تبيع الحقيبة بمبلغ 95 جنيهًا ومحال تبيعها بـ180 جنيهًا.
بدوره، قال حسين فهمى (موظف) إن توالى المناسبات يخلق حالة من الإرباك لدى رب الأسرة ويشكل عاملاً ضاغطًا على موازنات الأسر.
كما أفاد جاب الله، وهو أب لستة أطفال يدرسون فى مراحل دراسية مختلفة، أن معاناة شراء مستلزمات المدرسة لا تنتهى مع انخراط الطلبة فى مدارسهم بل تستمر طيلة العام الدراسى، فما تم شراؤه فى أول العام تنتهى صلاحيته مع انتهاء النصف الأول من العام الدراسى، فالحقائب مثلاً لا تصمد طويلاً ويحتاج أبناؤه لتبديلها مرتين سنويًا، بسبب ثقل الكتب وعدم توافق عدد الكتب مع حجم الحقيبة، إضافة للسبب الرئيسى وهو الغش، فأغلب الحقائب تكون ردئية الصنع.
بدورها، أكدت مها قطب (ربة منزل) أن أسعار الكشاكيل ارتفعت بنسبة 25%، فيما ارتفعت أسعار الأدوات البسيطة من أقلام وأساتيك ومساطر لتصل إلى 40%، وارتفعت أسعار الملابس (الزى المدرسى) إلى الضعف، بينما ارتفعت أسعار الحقائب بنسب تتراوح بين 25% إلى 50% عن الأعوام السابقة.
وذكرت قطب أنها اشترت العام الماضى حذاء لابنتها من محل تخفيضات بمبلغ 55 جنيه، إلا أنها تفاجأت العام الحالى بزيادة سعر الحذاء فى المحل نفسه حيث وصل إلى 155 جنيها، ووصل سعر الحقيبة إلى 110 جنيهات بعد أن كان لا يزيد على 30 جنيهًا.
وأضافت قطب أنها صرفت مبلغ 600 جنيه على الكشاكيل، مشيرة إلى أن أطفالها يفضلون شرائها من المكتبات والتى تبالغ هى الأخرى فى أسعارها.
وتؤكد قطب أن جميع الأهالى يرضخون لطلبات أبنائهم، ويشترون ما يختارونه من حقائب. وتبحث أم حمد (موظفة) برفقة أبنائها عن أهم مستلزماتهم المدرسية وتشتكى من ارتفاع الأسعار، فتقول "إلى الآن صرفت 2500 جنيه فقط على حقائب أولادى، وأقلام وألوان رسم والكشاكيل والكراريس والأحذية".
وأضافت أم حمد أنها اشترت ثلاث حقائب من النوعية الجيدة العادية وليست الفاخرة بمبلغ 700 جنيه كما كلفها شراء أحذية رياضية لأولادها مبلغ 600 جنيه، هذا إضافة إلى الأحذية اليومية وهى مكلفة أيضًا، ولا تقل قيمتها عن 100جنيه، وهناك الزى المدرسى الذى يكلف أكثر من 300 جنيه، فقيمة البنطلون المدرسى وحده يصل إلى 95 جنيها.
وأوضحت أن صديقة لها اشترت منذ أسبوع حقيبة فاخرة من أحد المحال الشهيرة بمبلغ 500 جنيه، وبررت ذلك التصرف برغبة الأهالى فى إيجاد سلع ذات جودة عالية تبقى لفترة أطول، مبينة أن المعروض فى السوق من أدوات مدرسية لا يلبى معيار الجودة المطلوبة.
فيما أوضح بعض المتسوقين "الأسعار فى الأعوام السابقة كانت أفضل فى شارع الموسكى بالعتبة، ولكن فى ظل المنافسات الحالية بين أصحاب المتاجر الكبرى وجدنا أن الأسعار أقل من الموسكى بما جعلنا نذهب ونقارن بين المكانين ثم نتخذ بعد ذللك أمرًا للشراء".
وأوضح أولياء الأمور أنهم يلجأون لتخصيص ميزانية خاصة من الرواتب الشهرية من أجل "الدروس الخصوصية" والتى قد يصل سعر الحصة فيها إلى 50 جنيها، وبعد كل هذا وذاك تخرج علينا المؤشرات بأن مصر تحتل الترتيب الأخير فى مستوى العملية التعليمية، مشيرين إلى أن بعضًا من هؤلاء المدرسين يعمدون إلى إجبار الطلاب بل والتعنت معهم من أجل أن يأخذ الطالب درسا خصوصيا، أو يشترك فى المجموعة، وهذا غالبا يحدث فى المدارس الابتدائية والإعدادية.
أما بالنسبة لطلاب الثانوى فلكى يأتى الطالب بمجموع يؤهله لدخول الجامعة يلجأ إلى أخذ دروس خصوصية فى جميع المواد مما يؤدى بصب راتب ولى الأمر فى جيب مجموعة من المدرسين الخصوصيين والدخول فى دوامة القروض والديون من هنا وهناك.
وأشار بعض الآباء إلى أنه لا مفر من الدروس الخصوصية لأن بعض المدرسين يلجأون إلى خصم الدرجات وتوجيه انتقادات لاذعة للتلميذ الذى لا يستجيب لدعوات الدروس والمجموعات الخصوصية.
ومن جانبه أكد محمد، وهو طالب بالصف الثالث الإعدادى عدم رضائه عن الدروس الخصوصية فى المراكز التى يُعلَن عنها، حيث إن الاستفاده منها دائما ما تكون بسيطة، وذلك لكثافة الطلاب بها مما يجعله يستقبل المعلومة بصعوبة.
وقال طالب آخر "أنا اسمى إيهاب وبدرس بالصف الثانى الإعدادى ولجوئى للدروس الخصوصية ليس بإرادتى حيث إن المدرس (بيغلس) عليا ويقوم باضطهادى داخل الفصل عن طريق سؤالى بأسئلة صعبة ولا أستطيع إجابتها، فمن هنا يأتى الضغط علينا، كما أنه لا يحق لنا أخذ دروس عند مدرس خارج المدرسة لأن المدرس بتاعنا بيقول إنه هو الأكثر خبرة".
وقال هيثم على، طالب يدرس بالصف الثالث الثانوى إنه دأب على الالتزام بالدروس فى المراكز الخصوصية فى العديد من المواد التى يصل سعر الحصة فيها إلى 25 جنيها والتى أيضا يصعب عليه استيعابها داخل المدرسة، وذلك لضيق وقت الحصة والكثافة العددية للطلاب، مشيرا إلى عدم الاهتمام من مدرس المدرسة بتعليمه مثلما يقوم فى المراكز الخصوصية.
وبدعاية تفوق مرشحى الانتخابات، بدأ أباطرة الدروس الخصوصية ملاحقة الطلاب بمختلف المراحل، وحاصروا أولياء الأمور أمام المساجد وعلى أسوار المدارس، بإعلانات وعروض، هدفها الأول جر الأسرة المصرية، إلى شباك "سنتر الدروس".
"المدرسين بتوع المدرسة مبينفعونيش"، بهذه الكلمات، تحدث أحد الطلاب، يدعى عبد الرحمن لـ"كايرو دار"، قائلاً "باخد 7 حصص فى الأسبوع لكل مادة، والحصة بـ25 جنيها.. مدرسين المدرسة مبيفدونيش، ومبيدوناش المعلومة كاملة زى ما بيكونوا فى الدرس".
وفى جولة بمنطقة المنيرة، رصدت كاميرا "كايرو دار" توزيع إعلانات الدروس أمام المساجد، فى محاولة لجذب زبائن جدد من الطلاب وأولياء الأمور، فيما انتشرت الإعلانات على جدران المدارس، وحملت أسماء وأرقام تليفونات للمدرسين.
ولم تختلف الأمور كثيراً بين المدرسين المنفردين، أو مراكز الدروس الخصوصية، إلا أن الأخيرة لجأت للدعاية بمنطق "احصل على مادة مجاناً"، حال أخذ دروس فى جميع المواد، داخل المركز.