الغرب يدق طبول الحرب.. قادة جيوش 10 دول يجتمعون بعمان لبحث ضرب سوريا.. ومخاوف من ضرب إيران لإسرائيل والأردن بالصواريخ.. وفرنسا: الرد على الأسد لن يتأخر وسيكون قاسيا.. وموسكو تدعو لـ"التعقل" قبل الحرب
الإثنين، 26 أغسطس 2013 - 00:49
طائرات إف 16
يبدوا أن الغرب يتخذ خطوات سريعة لضرب سوريا بعد استخدام السلاح الكيماوى بالدولة المنكوبة، حيث باتت لهجة قادتها أكثر تصاعدا وتقترب لدرجة دق طبول الحرب فى الوقت الذى تتصاعد فيه مخاوف من أن تنفجر حرب عالمية إذا اشتركت إيران وحزب الله وربما روسيا بشكل أو آخر.
وقالت وكالة الأناضول اتركية أن اجتماعا مغلقا بدأ فى العاصمة الأردنية عمان مساء يوم الأحد، مغلق لقادة جيوش 10 دول عربية وأوروبية وأمريكية؛ لبحث سيناريو توجيه ضربة عسكرية لأهداف استراتيجية للنظام السورى، بحسب مصدر عسكرى أردنى.
ويضم الاجتماع، وفقا للمصدر الذى طلب عدم نشر اسمه، قادة جيوش كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وتركيا والسعودية وقطر، إضافة إلى الأردن.
وقال المصدر العسكرى، إن "الاجتماع يناقش سيناريوهات ضرب مواقع للنظام السورى، ودراسة رد الفعل المتوقع من إيران (حليفة نظام بشار الأسد فى سوريا) على تلك الضربة".
وأضاف أن الأردن "أعرب عن بالغ قلقه من احتمال استهدافه من قبل سوريا وإيران حال تأكدهما من استخدام أراضى المملكة من قبل القوات الغربية".
ومضى قائلا إن "ما يخشاه المسئولون فى الأردن هو ردة فعل إيران على ضرب النظام السورى.. من المحتمل أن توجه طهران صواريخها اتجاه إسرائيل، وليس مستبعدا أن توجه صواريخا نحو الأردن أيضا حال استخدامت أراضى المملكة لضرب سوريا".
ورجح المصدر أن "يبحث الاجتماع أيضا سيناريوهات القضاء على المقاتلين الإسلاميين المتشددين التابعين لتنظيم القاعدة فى سوريا، حال نجحت الضربة العسكرية للنظام السورى". وليس معلوما متى سينتهى ذلك الاجتماع.
وقتل نحو 1400 مواطن سورى، وأصيب أكثر من عشرة آلاف آخرين، معظمهم من نساء وأطفال، فى هجوم تقول المعارضة أن النظام السورى شنه على منطقة الغوطة بريف دمشق فجر الأربعاء الماضى بالأسلحة الكيماوية والغازات السامة، بحسب تصريحات أدلى بها هشام مروة عضو اللجنة القانونية فى "الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية".
وتسبب ذلك الهجوم فى تزايد الدعوات الدولية من أجل تدخل خارجى فى الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من عامين.
وقال وزير الدفاع الأميركى، تشاك هيغل، أمس السبت، أن الجيش الأمريكى مستعد لعمل عسكرى لمعالجة الأزمة السورية، إذا قرر الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، ذلك.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها تعيد تمركز قواتها البحرية فى البحر المتوسط، بما يتيح لأوباما خيار توجيه ضربة عسكرية لسوريا.
قال وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، فى تصريح هو الأقوى من نوعه ضد نظام بشار الأسد فى سوريا، أن "الرد الدولى على استخدام الأسد الأسلحة الكيمائية ضد شعبه لن يتأخر، وسيكون قاسيا".
وأضاف فابيوس، فى مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو فى مدينة القدس الغربية مساء أمس الأحد: "حين يقوم نظام الأسد بجريمة من هذا النوع لا يعقل أن تمر دون عقاب".
وتابع بقوله أن "النظام السورى مسئول عن استخدام الغاز (السام)، لذلك سيكون هناك رد دولى رد لن يتأخر، وسيكون قاسيا"، ورفض فابيوس الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول طبيعة ذلك الرد.
وكان "الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية" أعلن عن مقتل ما لا يقل عن 1500 شخص يوم الأربعاء الماضى، فيما قال إنه قصف بالأسلحة الكيماوية نفذته قوات النظام السورى على الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق.
وكان وزير الخارجية البريطانى وليام هيج قد قال أن الحكومة البريطانية ستجتمع الأحد وذلك لبحث سبل الرد على وقوع الهجوم الكيميائى الذى تعرضت له بلدة الغوطة القريبة من دمشق والذى يتهم الغرب الحكومة السورية بالمسؤولية عنه.
وأضاف هيج - فى تصريحات صحفية مساء اليوم الأحد: "لا أود أن أعرض الآن الخيارات المعروضة على الاجتماع غدا لأسباب واضحة وسنبحث مع الولايات المتحدة ومع دول أخرى الرد على هذا الهجوم".. وتابع قائلا: "من المهم أن نتحرك وفقا للقانون الدولى بالطبع حتى نحصل على دعم دولى واسع ونستطيع التأكد من أن الأسلحة الكيمائية لا يمكن استخدامها والإفلات من العقاب".
وأشار الوزير البريطانى إلى أن بلاده ستبحث الخيارات المتاحة خلال الساعات القادمة.. معبرا عن أن بلاده تظل على اتصال مع الشركاء الدوليين لاتخاذ قرار، متوقعا أن تشهد الساعات القادمة قرارات هامة فى هذا الأمر.
دعا الناطق الرسمى باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش كل من بإمكانه التأثير على التشكيلات المسلحة غير الشرعية فى سوريا إلى ممارسة الضغط عليها، مضيفا أن موسكو تدعو بحزم كل من يعلن عن إمكانية إجراء العملية العسكرية ضد سوريا بغية فرض نتائج التحقيق على مفتشى الأمم المتحدة بشكل مسبق، إلى تحكيم العقل وعدم ارتكاب أخطاء مأسوية.
وقال لوكاشيفيتش- فى بيان أصدره الأحد حسبما ذكرت وكالة أنباء نوفوستى الروسية- " أن موسكو لفتت الانتباه إلى البيان الذى أدلى به وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل عن الإجراءات التى اتخذها بتفويض من الرئيس الأمريكى فيما يتعلق بتأمين استعداد القوات المسلحة الأميركية، لأن تنفذ فى أى لحظة عملية عسكرية ضد سوريا ".
وأضاف قائلا " يجب رسم السياسة إزاء النزاعات المختلفة على أساس القانون الدولى والحقائق الموثوق بها، وعدم طرح الافتراضات والأفكار المغرضة فى خدمة المشاريع الجيوسياسية أحادية الجانب".. وتابع "كل ذلك يجبرنا على تذكر الأحداث التى حصلت منذ 10 أعوام حين أقدمت الولايات المتحدة، وبدون تفويض من الأمم المتحدة، على المغامرة التى باتت عواقبها معروفة للجميع وهى استخدامها كذريعة، معلومات مفبركة عن وجود أسلحة الدمار الشامل لدى العراقيين".
وأكد لوكاشيفيتش قائلا " ندعو بحزم إلى عدم تكرار أخطاء الماضى حتى لا تنسف جهود الأسرة الدولية الرامية إلى البحث عن حلول سياسية ودبلوماسية للنزاع السورى، ولا تقوض آفاق عقد مؤتمر (جنيف – 2) الذى اتفقنا مع الشركاء الأمريكيين على الإسراع فى التحضير له"..