"الإندبندنت" تكشف عن إدارة بريطانيا لمحطة سرية لمراقبة الإنترنت والمكالمات بالشرق الأوسط.. وتؤكد: المعلومات يتم معالجتها للتعامل الاستخباراتى وتمرر للمخابرات البريطانية ووكالة الأمن القومى الأمريكى
الجمعة، 23 أغسطس 2013 - 12:49
مبنى المخابرات البريطانى
كتبت ريم عبد الحميد
كشفت صحيفة "الإندبندنت" عن أن بريطانيا تدير محطة سرية لمراقبة الإنترنت فى الشرق الأوسط لاعتراض ومعالجة كمية هائلة من بيانات البريد الإلكترونة والمكالمات الهاتفية والمرور الإلكترونى نيابة عن وكالات المخابرات الاستخباراتية الغربية.
وأوضحت الصحيفة، أن تلك المحطة قادرة على الاستفادة من واستخراج البيانات من كابلات الألياف المبصرية الموجودة فى أعماق البحار والتى تمر عبر المنطقة، ثم يتم معالجة المعلومات من أجل التعامل الاستخباراتى ويتم تمريرها إلى جهاز المخابرات البريطانية "GCHQ" ومشاركتها مع وكالة الأمن القومى الأمريكى.
وتدعى الحكومة البريطانية أن المحطة هى عنصر أساسى فى حرب الغرب على الإرهاب وتقدم نظام تحذير مبكر حيوى لأى هجمات محتملة حول العالم، ولم تكشف الصحيفة عن الموقع المحدد للمحطة المذكورة، إلا أنها تقول إن المعلومات الخاصة بأنشطة تم تضمينها فى الوثائق التى سربها إدوارد سنودن، الذى قام بتسريب وثائق سرية خطيرة تخص وكالة الأمن القومى البريطانى.
وكانت صحيفة الجارديان قد نشرت هذه الوثائق فى الأشهر الأخيرة مما أثار جدلا بين الحكومة الريطانية وخبراء المخابرات البريطانية المشرفين على تدمير الأجهزة التى تحتوى على هذه المعلومات.
وتعتبر محطة الشرق الأوسط ذات قيمة خاصة للبريطانيين والأمريكيين لأنها يمكن أن تصل إلى الكابلات البحرية التى تمر عبر المنطقة. ويتم نسخ كل الرسائل والبيانات التى يتم تمريرها ذهابا وإيابا على الكابلات فى مخازن كمبيوتر عملاقة ثم إجراء عملية فلترة بيانات ذات أهمية خاصة.
ووردت المعلومات الخاصة بهذا المشروع فى 50 ألف وثيقة خاصة بجهاز المخابرات البريطانى "جى سى إتش كيو" التى حملها سنودن خلال عام 2012. ومن بينها معلومات من موقع مشابه لويكبيديا يسمى "جى سى ويكى"، والذى تم تصنيفه باعتباره سرى للغاية أو ربما أعلى من هذا.
ويأتى هذا الكشف مع إعلان شرطة لندن عن أنها ستجرى تحقيق خاصة بالإرهاب فى المواد التى تم إيجاها على جهاز الكمبوتر الخاص بديفيد ميراندا، الشريك البرازيلى لصحفى الجارديان جلين جرينوالد، الذى يقف فى قلب الجدل الذى أثاره سنودن.
وتقول الإندبندنت، إن عملية جمع المعلومات جزء من مشروع خاص بالإنترنت بقيمة مليار جنيه استرلينى لا يزال يتم تجميعه من قبل الجى سى إتش كيو، وهو جزء من برنامح مراقبة ويسمى "تيمبورا" هدفه الأكبر هو اعتراض الاتصالات الرقمية على مستوى العالم.
والدخول إلى المرور الإلكترونى الخاص بالشرق الأوسط أصبح مهما للمخابرات البريطانية والامريكية فى مرحلة ما بعد 11 سبتمبر. وقد ضعطت وكالة الأمن القومى الأمريكية والبنتاجون من أجل مزيد من التعاون ومشاركة التكنولوجيا بين المخابرات الأمريكية والبريطانية.
وتم تأسيس محطة الشرق الأوسط وفق لمذكرة وقعها وزير الخارجية البريطانى السابق ديفيد ميلر تخول جهاز "جى سى إتش كيو" بمراقبة وتخزين البيانات التى تمر عبر شبكة الكابلات التى تمثل أساس الإنترنت حول العالم، غير أن الشهادة التى تمنح لجهاز الماخبرات البريطانى هذه الصلاحيات يجب أن يتم إعادة إصدارها أو تجديدها كل ستة أشهر وربما يتم تغييرها من قبل الحكومة. ويحق لمسئولى المخابرات البريطانية بعدها استهداف أى شخص فى الخارج أو يتواصل مع الخارج بدون ضوابط لو اعتقدوا إنه يقع ضمن شروط الشهادة الحالية.