وزير الخارجية الأسبق: فض الاعتصام قرار سيادى.. وانعقاد مجلس الأمن سذاجة وليس دوره مناقشة مشاريع الإخوان.. والجماعة أصبح رصيدها صفرا والعنف سيستمر..استقالة البرادعى تخاذل
الأحد، 18 أغسطس 2013 - 07:11
السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق
كتب رأفت إبراهيم
انتقد السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، رئيس حزب المؤتمر، الدعوات الخاصة لمجلس الأمن للانعقاد لمناقشة ما يحدث فى مصر قائلا"إن هذه سذاجة سياسية لأن مجلس الأمن وفق الميثاق ينعقد لبحث موضوعات وقضايا تهدد الأمن والسلم الدوليين وما حدث لا تنطبق عليه دعوة الانعقاد ولا يهدد تركيا ولا قطر، لأنه تم اتخاذ إجراءات سيادية للحفاظ على الأمن والسلم، وعندما يتحقق الاستقرار فى مصر فإن هذا يؤدى إلى تعزيز الأمن والسلم للعالم، وبالتالى من الأفضل ألا تلتفت الحكومة إلى مثل هذه الإجراءات المغرضة أو ردود الفعل المنفعلة والمرتبطة بأجندات شخصية ومشاريع خاصة بكل طرف فى أشارة إلى مشاريع الإخوان .
وشدد على أن مواقف واشنطن وتركيا وغيرهما من الدول يرتبط بمشاريع كانت لها مع جماعة الإخوان وفشلت وكشفها الشعب المصرى بصحوته يوم 30 يونيو لافتا إلى أن الجماعة أصبح رصيدها صفرا، وأنهم أصبحوا غير مقبولين فى الشارع المصرى نتيجة الزج بعمليات عنف مسلح فى عموم مصر.
وأشار فى حواره مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إلى أن ما اتخذته الحكومة المصرية هو قرار سيادى لحفظ السلم والأمن، لافتا إلى أن فترة ما بعد فض الاعتصام هى الأصعب، وكما يقال" انتهينا من الجهاد الأصغر وانتقلنا إلى الجهاد الأكبر، حيث إن عملية الفض إجراء قانونى بوليسى تم،" قائلا "ونأسف على الخسائر التى وقعت من الجانبين، والفترة القادمة هى الأصعب" لأنه ستحدث أعمال إرهابية منظمة لفترة طويلة، وهذا يتطلب إعادة التلاحم إلى المجتمع المصرى وتضامنه وتماسكه، كما سيحدث تغيير فى الخريطة السياسية بشكل حاد، وهناك تحالفات جديدة سوف تظهر وأخرى تتفكك وشخصيات تظهر وأخرى سوف تختفى، وبالتالى ما يجرى الآن من إعداد لكتابة الدستور هو البداية الأولى التى نخطو بها إلى المستقبل، وأن يكون الدستور محكما يرضى به الجميع ويتجنب أى تمييز لجماعة أو طائفة على حساب الدولة.
وحول كيفية انتهاء حالة الاحتقان فى الشارع المصرى قال العرابى :" هذا هو المدخل لتحقيق الاستقرار، وأن الفترة القادمة يجب أن تشهد حلا لجماعة الإخوان ولحزب الحرية والعدالة بتركيبته الحالية، ومصادرة لأموال الحزب والجماعة، وأن يأخذ شباب الصف الثانى القيادة لبناء الحزب من جديد، لافتا إلى عودتهم ولكن بشروط المجتمع مع كتابة وثيقة لنبذ العنف والإرهاب، وأن يعالج الدستور موضوع الأحزاب بمعنى تحجيم تأسيس أى أحزاب على أساس دينى، وهذا يتطلب موافقة من الجميع، مع التوضيح بأننا لسنا ضد التدين وسوف ستظل مصر متدينة قبل وبعد الإخوان.
ونوه العرابى إلى أن الفرص انتهت وأصبحت خارج الزمن، وإذا كان الدكتور مرسى يستحق منصب رئيس الجمهورية ورجل دولة وطنى كان عليه أن يوقف بمبادرة منه كل التداعيات التى حدثت، ويحقن الدماء بتخليه عن السلطة طواعية، خاصة عندما يرى أن شعبه يقتتل، لكنه لم يصل إلى هذا المستوى من المسئولية ويعيش فى زمن آخر، وبذلك هو يثبت للجميع أنه لا يمكن أن يكون رئيسا لمصر.
وأكد العرابى أنه ليس مع الوقوف كثيرا أمام هذه استقالة الدكتور محمد البرادعى من منصب مستشار رئيس الجمهورية قائلا "فالرجل جاء إلى مصر وحرك المياه الراكدة قبل 25 يناير، وكلنا نعترف بهذا الدور، ولكن أرى أن الاستقالة فى المرحلة الراهنة والظرف الراهن نوع من التخاذل فى تحمل المسئولية خلال فترة دقيقة تمر بها مصر، ولكنى ضد الهجوم على شخص البرادعى رغم اختلافى معه".
وحول استغلال الغرب لاستقالة البرادعى بشكل خاطئ أكد :"أن الغرب لم ينتظر استقالته، وهو كدبلوماسى دولى له وضعه، والحياة الدبلوماسية فى مصر ليست ملائمة مع تكوينه ونظرته للأمور، ونشكره على ما قام به من أجل مصر وانتهت القصة عند هذا الحد" لافتا إلى أنه من حقه أن يعد نفسه للترشح، ومن حق المواطنين انتخاب من يرونه مناسبا لحكم مصر".