التليفزيون المصرى يفشل فى نقل الصورة للرأى العام الخارجى ويكتفى بالعبارة الإنجليزية.. ياسر عبد العزيز: ندفع ثمن تخاذلنا لمدة 3 عقود.. محمد شومان: لابد أن يكون للهيئة العامة للاستعلامات دور واضح
السبت، 17 أغسطس 2013 - 16:19
اتحاد الإذاعة والتليفزيون
كتب خالد إبراهيم
تواجه الدولة المصرية فى هذه اللحظة كما كبيرا من الضغوط الخارجية والداخلية، ففى الوقت الذى يحارب فيه الأمن والشرطة وقوات الجيش العناصر الإرهابية وأفراد جماعة الإخوان المسلمين وأنصار المعزول، فإن الدولة المصرية تلقى ضغوطا شديدة الوطأة من القوى الكبرى الخارجية، يأتى ذلك لمجموعة من الأسباب أهمها مصالح تلك القوى، وأيضًا الخطاب الإعلامى، الذى يصدر للعالم الخارجى، فالخطاب الإعلامى له تأثير كبير فى إيضاح الصورة وكيف تسير الأوضاع داخل مصر.
وكنوع من المشاركة فى تحسين صورة الوضع فى مصر، وأن ما يحدث بها محاربة للإرهاب وليس استخداما للقوة كنوع من القمع، قامت قنوات فضائية خاصة بتسخير قناة من شبكاتها لمخاطبة غير المصريين سواء كانوا فى مصر أو فى الخارج، حيث قامت قناة on tv بجعل إحدى قنواتها ناطقة باللغة الإنجليزية من خلال بعض المترجمين الفوريين، فى حين أن القناة الأخرى كما هى، يأتى ذلك فى إطار التدخلات الغربية فى الشأن المصرى واعتبار أن ما يحدث انقلابًا على الشرعية واستخداما للقوة المفرطة فى قمع المتظاهرين السلميين إلا أن القناة حملت على عاتقها منفردة مسئولية ولو بسيطة فى توصيل للعالم الخارجى أن ما يحدث محاربة للإرهاب.
نفس الأمر تبنته قناة المحور، حيث جعلت شبكة المحور إحدى قناتيها مترجمة للإنجليزية لنفس الغرض، يأتى ذلك فى إطار دخول التليفزيون المصرى الرسمى فى غيبوبة ونوم عميق، حيث اكتفت الشاشات الرسمية بعبارة واحدة باللغة الإنجليزية وهى "مصر تحارب الإرهاب" وكأنها توجه خطابها للعالم ووسائل إعلامه
وعلى الرغم من امتلاك التليفزيون قناة nile tv إلا أن أحدا لا يشعر بوجودها على الإطلاق وسط أداء مهنى ضعيف لا يستطيع المنافسة مع القنوات الفضائية الكبرى.
د. ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامى قال لـ"اليوم السابع" إن تليفزيون الدولة لابد وأن يبذل مجهودا أكبر من ذلك على المستوى العالمى، فما نراه الآن هو حصيلة 3 عقود من الفشل الإعلامى لتليفزيون الدولة، فقد طالبنا منذ فترة طويلة بإنشاء تعبير إعلامى دولى يخاطب الرأى العام الخارجى عن طريق وكالات دولية نتمكن من خلال من نقل الصورة إلا أننا ندفع ثمن تخاذلنا وعجزنا.
وقال عبد العزيز ولكى لا نجلد أنفسنا فإن الكثير من الحقائق البارزة والواضحة أن الدول الكبرى والرأى العام الخارجى ووسائل إعلامه تتغاضى عن تلك الحقائق البارزة لأسباب سياسية، حيث تم حرق الكنائس على مسمع الجميع، ولم يحرك أحد فى الخارج ساكنا، فى حيث إن وسائل الإعلام تلك تسخر أوقات البث الطويلة لحرق دار عبادة واحدة فى أى دولة أخرى، فالمسئولية تتقسم سواء فى الداخل أو الخارج، ولابد من العمل على حل سريع لتوضح المشاهد بالكامل للغرب، لأن الإعلام الدولى تعامل مع تظاهرات 30 يونيه على أنها لمؤيدين ومعارضين ومن هنا جاء التضارب، ولذلك يلجأ المشاهد الأوروبى لقنوات معروفة لها مصداقية يعتمد عليها فى المعلومات.
من جانبه قال د. محمد شومان، الخبير الإعلامى، أن هناك أهمية كبيرة للوظيفة الاتصالية والإعلامية الخارجية، ولكن حكومة الببلاوى فشلت فى ذلك وفى مخاطبة الرأى العام الخارجى، وأيضًا الداخلى، فمنذ فض الاعتصام لا يوجد اتصال مباشر بين الجماهير والقيادة السياسية، ورغم ذلك نجد أن الجماهير تدعم السلطة الموجودة حاليًا.
وقال شومان إنه إذا تم مخاطبة الجمهور وتعريفه بمخططات الإرهابيين اعتقد فى هذه الحالة أن الدعم الشعبى سيكون أضعاف ما هو عليه حاليًا، فهناك حالة من الارتباك وانعكست على الخطابات الإعلامية، وظهر ذلك جليا فى المؤتمر صحفى للمتحدث الرسمى باسم الحكومة، وأشار شومان إلى أن المشاهد الأجنبى لن يفتح قنوات مصرية خاصة لمتابعة الحدث، ولكنه سيتوجه لقنوات معروفة له، فلابد من إيجاد حل سريع، ففكرة إنشاء قناة تخاطب الرأى العام الخارجى فى هذه اللحظات مستحيلة، ولكن لابد من إيجاد بدائل منها على سبيل المثال المكاتب الإعلامية للهيئة العامة للاستعلامات عن طريق المقالات الصحفية المدفوعة الأجر أو غيرها.
وأوضح شومان أنه لابد من الاعتراف أن مصر خسرت معركة التعامل مع الرأى العام الخارجى، وأيضًا فى الداخل لأن الشعب المصرى يحتاج لقائد بخاطبه مثل رئيس الجمهورية، أو الفريق السيسى.