"رابعة العدوية" من تشييع جنازات المشاهير لاعتصام الإخوان.. مؤيدو مرسى تظاهروا بالميدان للتصويت بنعم على الدستور العام الماضى.. ويعتصمون الآن لعودة المعزول.. وسكان المنطقة يطالبون بفض المظاهرات
السبت، 20 يوليو 2013 - 22:39
اعتصام رابعة العدوية
كتب رامى نوار
قبل نهاية العام الماضى بأسبوعين اختار أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، وتحديداً يوم 14 ديسمبر 2013، ليكون من أوائل الفعاليات التى تنظمها الجماعة لمساندة محمد مرسى رئيس الجمهورية فى تلك الفترة، والترويج للتصويت بنعم فى الاستفتاء على الدستور قبل يومين من التصويت.
فى تلك الأثناء كان أعضاء القوى الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وذراعها السياسى حزب الحرية والعدالة، والجماعة الإسلامية وذراعها السياسى حزب البناء والتنمية، يرددون هتافات منددة بالإعلام وشخصيات إعلامية، والمطالبة بتطهير الجهاز الإعلامى، وهتفوا: "طهر طهر ف الداخلية..أنت رئيس ومعاك شرعية ـ قوة عزيمة إيمان مرسى يضرب فى المليان ـ عاش الريس مرسى عاش ـ نعم نعم للدستور ـ الله اكبر الله اكبر".
واليوم 20 يوليو 2013 يواصل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين اعتصامهم فى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى، رداً على قيام الجيش بعزله من منصبه على خلفية خروج المصريين فى تظاهرات تطالب بإنهاء حكم محمد مرسى لمصر.
"اليوم السابع" تنشر عدداً من المعلومات عن مسجد وميدان رابعة العدوية الذى يتخذه أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وعدداً من الأحزاب الإسلامية المؤيدة للرئيس المعزول، مقراً لاعتصامهم الذى طالب سكان المنطقة بإنهاء الاعتصام نظراً لأنه يسبب لهم متعب كثيرة.
مسجد رابعة العدوية بحسب المعلومات التى تنشره الموسوعة الحرة "ويكيبيديا"، هو أحد أشهر المساجد بالقاهرة، يقع المسجد بحى مدينة نصر بشرق القاهرة تقاطع طريق الأوتوستراد مع الطيران، وترجع شهرة المسجد الكبرى لخروج جنازات المشاهير منه وذلك لقربة من مقابر شرق القاهرة، وتم إشهار جمعية مسجد رابعة العدوية فى 1993، وتعد الجمعية أحد أهم الجمعيات العاملة فى مجال العمل الخيرى والتنموى بالقاهرة، تم بناء مستشفى الجمعية الكبير فى 1997 والمستشفى يقدم جميع التخصصات وبه وحدة للطوارئ وعيادات خارجية ووحدة للغسيل الكلوى، وقاعة للمناسبات يتم استقبال العزاء بها، ومركزاً للثقافة الإسلامية، ومستشفى متطورة من رعاية وحضانا وعيادات خارجية.
أما عن اسم المسجد "رابعة العدوية"، فهو يعود للسيدة رابعة بنت إسماعيل العدوى، ولدت فى مدينة البصرة، ويرجح مولدها حوالى عام (100هـ = 717م)، من أب عابد فقير، وهى ابنته الرابعة وهذا يفسر سبب تسميتها رابعة فهى البنت "الرابعة"، وتوفى والدها وهى طفلة دون العاشرة ولم تلبث الأم أن لحقت به، لتجد رابعة وأخواتها أنفسهن بلا عائل يُعينهن على الفقر والجوع والهزال، فذاقت رابعة مرارة اليتم الكامل دون أن يترك والداها من أسباب العيش لهن سوى قارب ينقل الناس بدراهم معدودة فى أحد أنهار البصرة كما ذكر المؤرخ الصوفى فريد الدين عطار فى (تذكرة الأولياء).
كانت رابعة تخرج لتعمل مكان أبيها ثم تعود بعد عناء تهون عن نفسها بالغناء، وبذلك أطلق الشقاء عليها وحرمت من الحنان والعطف الأبوى، وبعد وفاة والديها غادرت رابعة مع أخواتها البيت بعد أن دب البصرة جفاف وقحط أو وباء وصل إلى حد المجاعة ثم فرق الزمن بينها وبين أخواتها، وبذلك أصبحت رابعة وحيدة مشردة، وأدت المجاعة إلى انتشار اللصوص وقُطَّاع الطرق، فخطف رابعة من قبل أحد اللصوص وباعها بستة دراهم لأحد التجار القساة من آل عتيق البصرية، وأذاقها التاجر سوء العذاب، ولم تتفق آراء الباحثين على تحديد هوية رابعة فالبعض يرون أن آل عتيق هم بنى عدوة ولذا تسمى العدوية.
شخصية رابعة العدوية.
اختلف الكثيرون فى تصوير حياة وشخصية العابدة رابعة العدوية فقد صورتها السينما فى فيلم سينمائى مصرى، والذى قامت ببطولته الممثلة نبيلة عبيد والممثل فريد شوقى فى الجزء الأول من حياتها كفتاة لاهية تمرّغت فى حياة الغواية والخمر والشهوات قبل أن تتجه إلى طاعة الله وعبادته، فى حين يقول البعض أن هذه صورة غير صحيحة ومشوهة لرابعة فى بداية حياتها، فقد نشأت فى بيئة إسلامية صالحة وحفظت القرآن الكريم وتدبَّرت آياته وقرأت الحديث وتدارسته وحافظت على الصلاة وهى فى عمر الزهور، وعاشت طوال حياتها عذراء بتولاً برغم تقدم أفاضل الرجال لخطبتها لأنها انصرفت إلى الإيمان والتعبُّد ورأت فيه بديلاً عن الحياة مع الزوج والولد.