سلسلة تضحية في سبيل العلم
التضحية اسمُ لطالما ارتبط في الاذهان
بدماء الحروب ومنابر السياسيين وصفوف المجاهدين والأشخاص الذين جندوا انفسهم لخدمة القضايا الانسانية
و ابتعد كل البعد عن المختبرات العلمية على الرغم إنها شهدت هي أيضا كماً ليس ببسيط من التضحية
شغف العلماء لا ينتهي دائماً بالجوائز والتقدير وتصفيق الجماهير
ففي مرات متكررة من التاريخ أهين العلماء وكانت لاكتشافاتهم عواقب وخيمة ورفض من المجتمع
أخرون خاطروا بحياتهم من اجل اكتشافاتهم وقضوا لحظاتهم الأخيرة في مختبراتهم
وكنوع من التقدير لهذه الجهود العظيمة وهذه التضحية
ابدأ الجزء الاول من السلسلة
(تضحية في سبيل العلم )
قصة 20 عالم
و
المحاكمات التي كانت توجهها الكنيسة الكاثوليكية للعلماء بتهمة الهرطقة
ولنبدأ بأشهرهم
١
جاليليو جاليلي
تعريف
ولد في عام ١٥٦٤
وإحدى أهم اكتشافاته ابتكار لا يزال يستخدم حتى الان وهو التليسكوب الذي اخترعه ما بين عام ١٦٠٩ و١٦١٠
الذي اثبت من خلاله نظرية نيكولاس كوبرنيكوس التي تتركز على ان الشمس هي المركز وليس الارض
جاليليو ايضا كان يصنف اول عالم تجريبي حقيقي وقد طور الكثير من الادوات الاخرى
محاكمته
في عام ١٦٣٢ عندما نشر كتابه
dialogues on the two chief world systems
او
اراء في نظامي العالم الرئيسيين
طلبه مكتب محاكمات التفتيش في روما
في ابريل ١٦٣٣ حكم عليه بتهمة الهرطقة
لقوله وتعليميه وإصراراه على رأيه بما يقول به كوبرنيكوس بأن الشمس هي مركز الكون
وأن الارض تتحرك وتدور
هذا المذهب وهذه الاقوال كانت محظورة في روما
ومحاكمته قامت في كنيسة سانتا مارينا
ومع ضغط الكنيسة تبرأ مما قاله وقال نصا وهو راكعا على ركبتيه
لقد تمت محاكمتي بشبهة الهرطقة بعد إصراري على اعتقادي ان الشمس ثابتة وهي مركز الكون
وأن الارض ليست بمركز مثلها وأن الارض تتحرك ،واتمنى ان ازيل هذا التصور المنطقي والقوي
ضدي من عقول سادتكم ومن كل المؤمنين المسيحيين ،فأنا انكر بقلب صادق وإيمان بلا رياء وألعن
وأبغض هذه الأقوال الخاطئة وهذه الهرطقة وبشكل عام كل خطأ وهرطقة يخالف الكنيسة
الكاثوليكية المقدسة
كان محكوما عليه بالسجن لكن بعد اعترافه هذا خففوا الحكم إلى الإقامة الجبرية في منزله
التي استمرت لثمانية سنوات
حتى وفاته في عام ١٦٤٢
لماذا يعتبر قوله هرطقة ؟
سألت نفسي هذا السؤال ووجدت ان تفسير رفضهم لنظريته لأن سقراط وبطليموس أكدوا على مركزية الارض ولأن الكاثوليك يؤمنون أن يسوع
والذين يعتقدون انه ابن الاله تجسد في الارض
(تعالى الله عما يصفون)
تأكد عندهم هذا الاعتقاد اكثر
اعتراف الكنيسة بخطئها
في عام ١٩٩٤ في عصر جون بولس الثاني او يوحنا بولس الثاني
اعترف الفاتيكان رسميا بخطئهم تجاه جاليليو