مكافأة الامتحانات تثير أزمة بالوزارة.. والمعلمون: المكافأة إهانة وضياع لحقوقنا
كتب ـ آية دعبس و محمود طه حسين | منذ 44 دقيقة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]صورة أرشيفية
تأتى الامتحانات ويبدأ كل معلم فى التفكير فى "المكافأة"، الذى يعتبره هو الحل لجميع مشاكله فى الحياة من الناحية المادية، رغم أنها مبلغا قد يراه بعض المعلمين زهيدا مقابل ما يقدمونه من خدمات ومجهود مبذول خلال فترة الامتحانات، والتى تستمر لما يقرب من شهرين متواصلين لمراحل التعليم بدءا من النقل وحتى الثانوية العامة، ولا تتناسب وكرامة المعلم وبمقارنته بالفئات الأخرى داخل المجتمع وأيضا مقارنة بوضع المعلم فى الدول الخارجية، لكن المكافأة وقرار صرفها كان مختلفا خلال هذا العام، عقب زيادة نسبة الـ30% على المرتبات، حيث صدرت مجموعة من التصريحات من جانب مسئولى وزارة التربية والتعليم، والخاصة بصرف المرتبات طبقا للمرتب الأساسى الجديد أم القديم، أم الاثنين معا، حيث أرسل الدكتور فياض عبد المنعم، وزير المالية، فاكسا للدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم، يطالبه بصرف المكافأة بدءا من الأول من سبتمبر الماضى، وحتى 30 يونيو 2013، أى تقسيم المكافأة على 10 أشهر بواقع 20 يوما لكل شهر، بواقع 200 يوم بنسبة 5 % من أساسى المرتب، وفى المقابل أرسلت وزارة التربية والتعليم خطابات للمديريات التعليمية، يفيد بصرف المكافأة على الأساسى الجديد، الأمر الذى أدى لتنظيم مجموعة من العاملين بالمديريات التعليمية لوقفات احتجاجيه، كمحافظة الجيزة وأسيوط والغربية"، والتهديد بالتصعيد والاعتصام، والامتناع عن أعمال التصحيح، فى حالة صحة تلك القرارات.
وأخيرا، مقاضاة نقابة المهن التعليمية لوزارة المالية، واتهامها بوقف صرف مكافأة الامتحانات، استنادا لما يقره القرار رقم 150 لسنة 2005 والخاص بتحديد مكافأة الامتحانات والذى ينص على صرفها وفقا لآخر أساسى يتقاضاه المعلم أى على أساس شهر مايو جاء.
لكن المعلمين أنفسهم يرون الأمر من منظور آخر، تمثل فى أن المعلم أكثر الفئات تهميشا وإهمالا، ووقوف الوزارة والنقابة ضد صالحهم، لعدم وضوح رؤى الطرفين، واتخاذ إجراءات ومواقف واضحة للحفاظ على أحد حقوقهم المادية، والتى اعتبروها بالاستهانة بكرامة المعلم، لتعرضه للإهانة والسب من جانب الطلاب وأولياء أمورهم.
وقال حسين إبراهيم شارك بأعمال الإمتحانات كملاحظ بأحد مدارس محافظة القاهرة، أن المكافأة ليس لها أى علاقة بأعمال الامتحانات، لكنها سميت نسبة لموعد صرفها بعد امتحانات العام الدراسى، لكنها فى الأصل يتم صرفها كتقدير من الوزارة للمعلم عن جهده وإخلاصه فى العمل عن فترة عشرة أشهر، بداية من شهر سبتمبر، وحتى شهر يونيو، بقيمة 200 يوم، مضروب × 5% من الأساسى، وأضاف أن البدل المقابل للاشتراك فى أعمال الامتحانات " الكنترولات العامة سواء الاعدادية أو الثانوية العامة أو الثانوى الفنى" هناك تباين كبير بين كل هذه العناصر.
وأشارإبراهيم إلى أنه يشارك بأعمال الامتحانات منذ ما يقرب من 15 عاما، موضحا أن مكافأة الامتحانات كانت فى التسعينيات تقدر بـ 180 يوما فقط، أما مع بدايات عام 2001 زادت إلى 200 يوم، وظلت النسبة كما هى حتى يومنا هذا، بنسبة 5% من أساسى الراتب، وإن كان أكبرها من حيث القيمة هو مقابل العمل فى كنترول الثانوية العامة أو الدبلوم الفنى ذلك لكونهم أطول مدة فى العمل، ويتم احتساب اليوم مضاعف.
واستنكر صرف المكافآت للعاملين بديوان عام وزارة التربية والتعليم، بواقع 900 يوم مضروبة فى 7% من أساسى الراتب، قائلا " وزارتنا المبجلة هى الوحيدة فى العالم التى تمنح موظفى ديوانها العام مكافأة توازى ثلاث سنوات... بالإضافة إلى تحديد موعد الصرف مع بداية شهر مايو من كل عام، أما بالنسبة لباقى معلمى مصر فيتم الصرف مع بداية شهر يونيو، وفى القاهرة دائما تتأخر لشهر يوليو أو أغسطس.
أما عن طبيعة مشاركته كملاحظ، فقال إن العمل فى الملاحظة على أعمال الامتحانات هو العمل الذى يتم من خلاله دائما إهانة المعلم به، لافتا إلى أن المعلمين أنفسهم يساعدون الحكومة على هذه الإهانة، لقبولهم بأسوأ الأوضاع وأقلها شأنا بداية من عدم ثقة الحكومة بهم وإرسالهم خارج محافظتهم لمسافات تصل إلى 500 كيلو، والمبيت فى استراحات، لاترقى إلى الاستخدام الآدمى والتعرض لأبشع أنواع الاستغلال والقهر، سواء من الطلبة أو من الأهالى فى بعض الأحيان، وأضاف " أن المقابل المادى الذى يتم صرفه عن الاشتراك فى أعمال الامتحانات.. يكون احتسابه حسب عد أيام العمل الفعلية ... لكنها فى النهاية مها زادت فهى أقل بملايين المرات بل ولن تعوض ذرة واحدة من كرامة المعلمين التى تهدر يوميا فى هذه اللجان، وأن الحكومة "الإخوانية" لم تصدق فى وعد من وعودها، والوزارة جزء من الحكومة، لذلك فاعلم أنها لن تصرف الآن، لكنها لا يمكن أن تضيع أبدا على المعلمين، فما يتم إقراره لموظف الحكومة هو دين فى رقبة الحكومة ولابد من سداده .. إن آجلا.. أو عاجلا".
وقال إبراهيم سعد وكيل إدارة الحوا مدية التعليمية أن مكافأة الامتحان تعتبر هى المصدر الاساسى للغش داخل اللجان، ويتحقق ذلك فى أن المدرس يرى أن مبلغ المكافأة لا يتناسب مع المجهود الذى يبذله داخل اللجان، لافتا إلى أن المعلم يتعامل مع الامتحانات باعتبارها واجبا وطنيا يؤديه فقط، دون النظر إلى مكافأة الامتحانات.
وأوضح إبراهيم أنه نظرا لارتفاع الأسعار وتدنى المرتبات والمكافآت والتى يتم منحها للمعلمين يستغل الطلاب الحالة المادية لبعض المعلمين خاصة المغتربين منهم، ويتم إغراؤهم، بمنحهم بعض الوجبات ومستلزماتهم "سجائر"، وهو ما يترتب عليه صعوبه منع الطالب من الغش داخل اللجان.
وقال سيد الشيتى موجه أول لغة انجليزية ومصحح بكنترول قطاع المنصورة القطاع الثالث لامتحانات الثانوية العامة، أن مكافأة امتحانات الثانوية العامة لا تتناسب مع المشقة والتعب وعدد ساعات العمل التى يبذلها المصححون بامتحانات الثانوية، لافتا إلى أنه يتم احتساب ورقة الإجابة ب بـ" ثلاثة جنيهات ونصف فى الوقت الذى يؤدى فيه المصحح وقتا يقدر بـ 10 أيام أو أكثر أو اقل، وأضاف الشيتى أن وزارة التربية والتعليم تتجاهل حقوق المعلمين على مدار العقود الماضية، وأوضح الشيتى أن قطاع المنصورة باكمله ألغى نظام السلفة والتى يتم منحها للمراقبين والملاحظين.
ومن جانبه وصف ثروت محمد موجه أول بإدارة باب الشعرية وأحد المراقبين بلجنة مدرسة الدقى الإعدادية النموذجية بامتحانات الثانوية العامة، حق المعلم بالضائع والمهضوم وذلك فى ظل غياب دور النقابة العامة والتى من شأنها الدفاع عن حق المعلم، لافتا إلى أنه بعد أن تم أخونتها من الجماعة الحاكمة أصبح حق المعلم مهدرا وضائعا بكل المعايير والمقاييس.
وتابع ثروت أن قرارات الوزارة بشأن مكافأة الامتحانات سواء ما يتعلق بصرفها على الأساسى القديم أو صرفها باحتساب الزيادة الجديدة وهى الـ 30% كلها قرارات روتينية بحتة الهدف منها تسكين وامتصاص غضب المعلمين، مشيرا إلى أنه من الصعب احتساب مكافأة امتحانات الثانوية العامة على المرتب الاساسى نظرا للمجهود الذى يبذل من جانب المعلمين والمراقبين، بالإضافة إلى أنه فى حالة ارتكاب أحد من أعضاء الثانوية العامة سواء كان ملاحظا أو مراقبا أو رئيسا لجنة امتحان لأى أخطاء يتم توقيع أقصى الجزاءات عليه وهى حرمانه من مكافأة الامتحان لافتا إلى أنها قد تصل إلى حد الخصم من المرتب، وأوضح ثروت أنه منتدب من القاهرة إلى الجيزة للعمل كمراقب للجان الثانوية ومع ذلك فإن المقابل الذى يحصل عليه لا يكفى المواصلات والأكل والمصروفات الشخصية.
أما هانى مهنى معلم أول لغة انجليزية، ويشارك كملاحظ بأعمال الامتحانات، قال إن نسبة المكافأة ما تعادل 3 أيام للكنترول داخل اللجنة، واليوم يحتسب بيومين للملاحظين، وأكد أن المكافأة زادت عما كانت عليه خلال السنوات الماضية، حيث كان يحسب اليوم الواحد بـ6 جنيهات، وأضاف أنه يرى أن قيمة المكافأة مناسبة بشكل كبير فى مقابل المجهود المبذول وخصوصا فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد،لافتا إلى وجود بعض المشاكل التى تخص بدل المبيت نظرا لعدم وضوح طرق حسابه، وقيمته.
وعن صرف المكافآت عقب حالة التخبط التى أوضحتها موجه التصريحات الإعلامية من جانب مسئولى الوزارة، فقال إن هناك حالة من التخبط فيما يخص صرف المكافأة و يتضح ذلك فى انه كل يوم يصدر قرار ثم يلغى بقرار آخر، لافتا إلى احتمالية التأخر فى الصرف ستتأخر لأن ديوان الوزارة وبعض المحافظات كانت تصرفها فى شهر مايو، والى الآن لا يوجد بوادر للصرف وخصوصا فى ظل غياب قرار واضح و صريح، وشدد على أحقية المعلمين فى الصرف على الأساسى الجديد طبقا للقانون الذى يؤكد على أحقية الصرف على أخر أساسى قبل انتهاء أعمال الامتحانات وهو ما يعنى صرفها طبقا لـما قبل 30 يونيو الجارى.
محمود عبد الله، ملاحظا بأحد مدارس محافظة الدقهلية، أشار إلى أن قيمة المكافأة لا تناسب الجهد المبذول بالامتحانات، وطالب الدكتور إبراهيم غنيم، وزير التربية والتعليم، بمساواة المعلم بعمال مصانع الكهرباء، مشيرا إلى أن إجمالى ما يحصل عليه المعلم من كادر وحوافز ومكافآت لا يساوى ثلث مرتب عامل واحد، مستنكرا التفرقة بين المعلم بالمراحل الأولى من التعليم، ومدرس الجامعة، حيث يصرف مكافأة 500 يوم مقابل 200 لمعلم المرحلة الثانوية.
وأشرف فوده، عضو بكنترول قطاع الزقازيق، فقال أن المكافآت تصرف بواقع 7% لجميع الامتحانات العامة، ماعدا الابتدائية والإعدادية بـ 5% فقط، وأوضح أنه شارك بأعمال الامتحانات 9 سنوات متصلة، ولا يجد فارقا كبيرا بين كل عام سواء فى تنظيم اللجان أو الاستراحات، مؤكدا على ثقته الكاملة فى صرف المكافآت فى مواعيدها، فقال " لا يجرؤ كان من كان ألا يصرفها".