متفوقو الثانوية العامة يعلنون تمردهم على قرار توزيع درجات الأسئلة
كتبت: أمنية فايد | منذ 16 دقيقة
صورة ارشيفية
امتحان اللغة العربية كان يوما عاديا بالنسبة لهم، ولكن غير العادى من وجهة نظر كل المتفوقين هو إعادة توزيع الأسئلة الخاصة بهم، ما يعنى عدم تكافؤ الفرص بين من اجتهد جدا طوال عامين كاملين ومن ذاكر للنجاح.
المتفوقون "تاهوا" فى زحمة الاعتراضات والشكاوى التى خرجت من وسائل الإعلام وجاء القرار للتهدئة، واعتبروا أنهم "كبش فداء" لهذه التهدئة، اجتهدوا واستطاعوا حل الأسئلة الصعبة حتى يتميزوا، وكل هذا التميز سوف لا يقدر من أحد.
الدكتورة نبيلة السعدى، أخصائية التواصل بالمركز المصرى للاستشارات الأسرية والزوجية، تعبر عن حال الطلاب المتفوقين قائلة: "التميز لم يأت بالسهولة التى يظنها البعض، فهو طريق طويل يحفر فيه الطالب العديد من الممرات عن طريق المذاكرة والقراءة فى المراجع والكتب المختلفة حتى يضيفوا إلى أنفسهم العلم الذى يجعلهم يتميزون عند الضرورة، وبالفعل ظهر فى امتحان اللغة العربية طلاب نفتخر أنهم من أبناء مصر لأنهم عرفوا معنى التميز ووضعه بطريقة علمية فى ورقة الإجابة، حتى يغيروا شكل الامتحان والتعليم فى مصر.
ومع ثورة الأهل والأبناء الذين لم يستطيعوا أن يجيبوا عن أسئلة اللغة العربية على القنوات الفضائية ومختلف الجرائد والمواقع الصحفية، استطاعوا أن يضغطوا على الحكومة حتى يأخذوا هذا القرار، بالإضافة إلى تغيير شكل الامتحانات التى تلت اللغة العربية، حيث لاحظ سهولة مبالغ فيها فى امتحان اللغة الانجليزية، التفاضل والجغرافيا، هذا ما يجعلنا نتوقع سهولة لباقى المواد فى الامتحان، حتى تسيطر الحكومة على غضب الأهل والطلاب فى هذه المرحلة الحرجة، والتى تعد من المراحل المصيرية والتى تحدد مستقبلهم.
وتضيف: يسيطر على الطلاب المتفوقة بعد هذا القرار حالة من الإحباط لأنهم يشعرون بمساواتهم بمن لم يجتهدوا مثلهم طوال العام، مما قد يجعله فى حالة انفعالية سيئة طوال الوقت.
وتشير نبيلة، إلى أهمية إحكام العقل فى هذه الفترة وأهمية دور الأسرة، حيث يقوم الأهل أو أحد المقربين ممن يستمع إليهم الطالب بإجراء حوار هادئ معه، من خلال هذا الحوار نفهم الطالب المتفوق أن التميز لن يظهر فى امتحان للثانوية العامة، الذى يعتمد على قياس مدى حفظ الطلاب وليس فهمهم، وفى حالة مساواته بالطلاب العاديين واستطاعوا أن يدخلوا سويا إلى كلية واحدة، خاصة الكليات العملية، سوف يظهر تميز الطالب المتفوق منذ اليوم الأول، فهو يعتاد على التميز، وعالم الجامعة واسع المجال يمكن أن يبدع ويعتمد فيه على مراجع علمية أجنبية أو عربية عن أساتذة مختلفين عمن يدرسون فى الجامعة، وهناك أبحاث، فالمتميز فقط هو من ينجح فى هذا العالم الكبير وليس الطالب العادى، بجمل بسيطة يمكننا أن نحول الطاقة السلبية التى تملأ المتفوق إلى طاقة وروح إيجابية تجعله يقبل على باقى الامتحانات وعلى المستقبل بنفس الشجاعة والإقدام.
وتؤكد نبيلة، أن الطلاب يقعون فى خطأ كبير وهو التفكير فى كل ما سبق أثناء مذاكرتهم للمادة الجديدة وهذا خطأ بالغ الصعوبة، وعلينا السيطرة عليه بكل السبل، حيث يعتاد الطالب الذى يريد التفوق ألا يفكر فيما شاهده من المواد التى انتهى من امتحانها، فهى ذهبت بكل ما حدث فيها سواء سيئ أو رائع الجمال، بالإضافة إلى تقوية الجانب الإيمانى، وعلينا أن نعلم أبناءنا فى هذه المرحلة أن اختياراتهم قد تحتمل الخطأ والصواب، ولكن اختيار الله له لا يحتمل أى خطأ، فغالبية الطلاب يحلمون بالالتحاق بكلية علمية، إلا أن الله قد يختار كلية بسيطة أخرى لأحدهم، لأنه يرى أنك سوف يكون لك شأن وحياة أفضل فيها، لهذا علينا التميز فى مجال يمكن أن نلتحق به فيما بعد هذه المرحلة.