kafka عضو جديد
عدد المساهمات : 3 نقاط : 9 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 18/02/2018
| موضوع: الإصلاحات التعليمية :الذهاب نحو الجذور الأربعاء مايو 30, 2018 4:04 am | |
| [size=37]التعليم كما عايشته(51) :[/size] [size=37]الإصلاحات التعليمية :الذهاب نحو الجذور[/size] " و ماذا تعني الجذور حينما لا تتسامح معها التربة ؟" كارين تويل [size=35]الإصلاح التربوي هو نضال تربوي يومي لا يهتم بمداعبة الجذوع ثم بعد ذلك يأكل الفواكه ..بل يذهب مباشرة إلى الجذور .[/size] [size=35]يجب على من نصبوا أنفسهم مصلحين أن يعرفوا أن التربية هي السبب الجدري و لكل المشاكل من داخل التعليم و من خارجه .و غيابها يعكس كليا ما نحن عليه في الوقت الحاضر .[/size] [size=35]نحن نمارس التعليم لكننا لا نمارس التربية .[/size] [size=35]إذا كنا أصبحنا نتوفر على تعليم فاسد و سلوكيات فاسدة ، وجب علينا نزع و عزل البذور الفاسدة ، و فحصها من الجذور لتوفير الدواء اللازم لمعالجتها من الميكروبات و الطفيليات العالقة .و سنبحث عن جميع العلاجات الممكنة لأنه لا حاجة لنا للتخلي عن هذه البذور المريضة أو إعدامها .[/size] [size=35]الإصلاحات الجديدة هي دائما شيء جديد و مقلق أو حتى مؤلم للجسم التعليمي و لكن الصواب يستدعي منا علاج الجرح قبل غرزه و ترتيقه .و إذا لم نفعل ذلك سنكون مجبرين على إعادة الشيء نفسه : الفشل و مسبباته .و ستكون كل خطواتنا تضحية عديمة الجدوى ،و لن يتذكرها لا التاريخ الشخصي للمعلم بل حتى تاريخ التعليم و ذاكرته الجماعية .[/size] [size=35]تقريبا معظم المصلحين للتعليم في المغرب كانوا فلاحين فاشلين : بسرعة يسمدون (من السماد) الجدع من أجل تخصيبه ، و عوض أن يتركوا النبتة لتلبية احتياجاتها الطبيعية الأولى من شمس و ماء و تربة ،فإنهم يتدخلون لتحديد قياسات طول النبتة لتمطيطها أو تقليصها حسب المعايير الموحدة الاقصائية , ثم يجلسون تحت الشجرة متهافتين لأكل الثمار التي لن تكون بالطبع ،إلا فاسدة .[/size]
[size=35]أن تكون تربويا و تطبق التربية هو محاربة للظلام على محمل الجد ، و هو النضال اليومي الحقيقي الذي مطلوب منا ممارسته ليس داخل "أسوار المدرسة " بل خارجها أيضا ، النضال التربوي يجب أن يحظى بالدعم على كل المستويات ، انه نضال يسخر من الاديلوجي و الحزبي و النقابي و التعصبي و المذهبي ...هؤلاء الحمقى و السطحيين الذين هم الآن يسخرون منه و يتطاولون على اختصاصات التربية في تأطير المجتمع .
[size=35]طيب ،و ماذا يعني الذهاب إلى جذور المشاكل ؟ يعني المعرفة الحقيقية للاحتياجات الشخصية للكائن الصغير للتعامل معها و ليس التعامل مع أشياء غريبة عن الطفل و لا أهمية لها من ناحية وجدانه و عواطفه و وسطه الطبيعي و علاقته بمجموعته و تفاعله و تعايشه مع المجموعات الأخرى المكونة للنسيج المجتمعي .[/size] [size=35]إعطاء الكائن الصغير التعليم فقط و حرمانه من التربية انه كمثل أعطاء الإذن بالإقصاء من المجموعة و إعطاء الإذن بالحرمان و التهميش و خلاصة القول إعطاء للإذن بالقتل البطيء طوال حياة الفرد .[/size] [size=35]الصورة الجدارية : الطفل أعزل إلا من براءته واقفا أمام فريق الإعدام و قد وجهت فوهات البنادق الإصلاحية إلى صدره .و مطلوب من الطفل أمام فريق الإعدام أن يستحضر الخوف في كل لحظة ،التجرد من إنسانيته من مشاعره و عواطفه التنكر لاحتياجاته الشخصية لصالح احتياجات البالغين ...ان أراد أن يسمح له البالغ للارتقاء الى مستوى موالي .[/size] [size=35]و جرائم برمجة التعليم غير معاقب عنها . و حينما يراد للتعليم العمومي أن يدخلوه إلى قفص الاتهام ، فأول شيء تقوم به الحكومة هو توجيه الاتهام للمدرسين .و تهمة المدرس جاهزة و صالحة في كل الأحوال لإبعاد الرأي العام عن الفاعلين الحقيقيين لهاته الجرائم .[/size] [size=35]إذا كنا في إصلاحاتنا لا نذهب إلى الجذور و ننكب على الجذوع غير ملتفتين إلى ما يحدث في الأسفل سنكون مثل الكومبارس أو المهرجين الذي يريدون أن يخطفوا الأضواء في مأدبة الأيتام الصغيرة . كل ما نفلح فيه هو ان نقدم للطفل قائمة طويلة من الممنوعات كما يراها البالغ (و البالغ هنا ليس الا السلطات الاقاصادية و الاجتماعية و الاعلامية ..) و كما يريد أن يجعلها "الطريق المستقيم " الذي لا يجب على الكائن الصغير أن يحاذي عنه .[/size] [size=35]هناك مجموعات تسيطر على الإصلاحات التربوية برمتها مستخدمة مؤسسات و ادارات و أحزاب و نقابات ...و لانها غير مختصة لا بالتربية و لا بالتعليم، بل هناك من مقرريها و مخططيها من لم يسبق له أن مارس مهنة التدريسو ليس له دراية أو اختصاص تربوي ، مما يجعل اصلاحاتها تقتنى من الخارج كما تقتنى الثياب الجاهزة التي تمت حياكتها وفق مقاييس غربية تلبي حاجيات الطقس و الوسط و التحرر ... [/size] [size=35]و غالبا ما تهبط الاصلاحات كالمظلة فوق رؤوس المعلمين التي عوضا ان تمنحهم الطمأنينة و الامل لاخراج الاطفال من المستنقع الآسن فانها فقط تمنحهم مزيدا من القلق و الضياع و عدم الثقة في المستقبل ..كل الاصلاحات كانت وصفات خارجية لمعالجة التعليم بمهدئات و مسكنات لا تستطيع أن تستر و تغطي هذا التردي في الحقل التعليم و لن تكون مستقبلا قادرة على إسكات الاحتجاجات على الظروف الكارثية للتربية و التعليم الذي يعيشونها المواطنون الصغار .[/size]
[size=35]التعلم هو السطح الظاهر من الحياة ،أما التربية هي جوهر هذه الحياة .و من الخطأ جدا أن نعتقد أن التركيز على تعلم العلوم و الرياضيات و اللغات وحدها سيكون حلا للتقدم في المستقبل و الخلاص نحو الرخاء ، لان أفرادا بارعين في العلوم و المعادلات الرياضية و رغم التحصيل العلمي و الأكاديمي الذي وصلوا إليه يجدون صعوبة كبيرة في التعايش مع مجتمعهم و وسطهم الطبيعي و الثقافي ، بل يفشلون في إقامة صلات مع أفراد مجتمعهم ,لأنهم ببساطة لم يحصلوا على تربية في دراستهم ما حصلوا عليه هو تعليم أكاديمي تقني يستجيب للاقتصاد و الشركات أكثر مما يستجيب إلى الحياة و التعايش فيها .[/size][/size] |
|