وفي ظلام الليل...!
"من وحيي خيالي"
وفي تلك الليلة المظلمة بين طرقات قطرات المطر المتسارعة و صوت الرعد الجامح بالخوف وأنوار الرعد التي كانت تغطي السماء ... كنت جالسه لوحدي في المنزل .. منزلنا ذاك الذي يقع في أحدى القرى القديمة والتي لا يسكنها إلا القليل و كانت قريتنا تعرف عند الجميع بأنها مسكونة .. وكلما سئل أبي عن سبب إقامتنا في هذا المكان يجيب الجميع :“لن اترك يوما منزل ابي اللذي ولدت وترعرت به“ .. حقا المكان الذي كنت به مخيف وما يجعله أكثر خوفاً أو إثارة بالنسبة لي أصوات الرعد وأنوار البرق .. لا تستغربوا هذا فلطالما خرج أهلي من المنزل و أصر على الجلوس وحيده لأتلاعب بكتبي التي اخبأها عن الجميع ولا يعلم بها سوى صاحبتي رنا !!
مللت من الجلوس هكذا و سماع أصوات الرعد و طرقات المطر .. اتجهت إلى غرفتي لأتلاعب بكتبي المحببة و أتلاعب مع من يسكن بها !! أشعلت الشموع و رسمت خطوطاً كما هي التي مرسومه في هذا الكتاب.. وعندما هممت بالبدء راودتني فكره أن اتصل برنا لنتسلى معاً رفعت الهاتف وبعد فتره قصيرا جدا أجابتني رنا: ”اهلا يا مي كيف حالك“.. أنا:“بخير ولكني سئمت الجلوس وحدي تعالي إلى منزلي لنلهو قليلاً فالأجواء مناسبة جداً .. رنا:“حسناً فأنا جالسه أيضا لوحدي انتظري دقائق قليله فأنا قادمة الآن .. أنا:“حسنا إلى اللقاء“.. أقفلت الهاتف و هممت بتجهيز الغرفة وتهيئتها فكتبت باللون الأحمر على الجدار عبارات كتبت في إحدى الكتب والتي تعني بأسماء الجن وقبائلهم.. وما أن انتهيت إلا بطرق الجرس فذهبت إليه مسرعه !!
أنا:“اهلاً رنا تفضلي“ .. رنا:“اهلاً بك هل كل شي جاهز ”.. أنا:“بالطبع هيا بنا“ .. ذهبنا الى غرفتي التي كانت أشبه بمكان لايحتضن الا الجن .. وبدأنا بوضع بعض المساحيق التي تبين اننا لسنا بشراً لنبدأ بالأستهزاء الذي لم نكن نعلم انه سوف يصبح حقيقه مرعبه!!
جلسنا وتمسكنا بأيادي بعض وبدأت كل منا بقرائه جزئيتها من الكتب التي كانت امامنا وبعد محاولات فاشله منا سئمنا الوضع واغلقنا الكتب و هدمنا كل شيئ بعصبيه لكون لم يخرج لنا ولا حتى اصغر جني وبدأنا بالسخريه على تلك القصص التي يرويها الجميع الى أن غالبنا النعاس و خلدنا في نوم عميق !!
فزعت من نومي ولأول مره افزع هكذا وكأن كان احداً يخنقني او يريد سلب روحي فكان العرق يملئ جسدي على الرغم من بروده الجو وكانت قدماي ساخنتان وكأنهما وضعتا وسط النار .. تحسست جانبي ولم اجد رنا مع يقيني انها كانت بقربي نائمه فتراود في ذهني انها ذهبت دون ان تخبرني لكي لا تزعجني .. وما ان عدت مره أخرى محاوله النوم الا بتهيئي لإمرأه كانت تجول الهواء بسرعه حتى يصعب على رؤية اصغر جزئ منها.. فهممت بتغطية رأسي بالغطاء اللذي كان يغطيني الا بإحساسي وكأن هناك من يشده بقوه يصعب علي مقاومتها .. حاولت ذكر القرآن فعجز لساني .. وبعد محاولات عاجزه للتمسك بالغطاء ففلت مني ومالي الا ان ارى ذاك الرجل الذي يحمل على عاتقيه افعى كبيره يصعب على احد حملها!!
بدأت بمحاولات الصراخ ولم استطع وكأنما احد أختطف صوتي .. حاولت الهرب فما ان وصلت الى باب الغرف الا بيده تمسكا قدمي وبالافعى التي يحملها تبدأ بالقدوم ناحتي وما اثبت لي انهم ليسوا من البشر شيئ انه كان واقف عند سريري اللذي يبعد عن الباب مايقارب المتران او اكثر فكيف وصلت يداه لي .. حاولت مقاومة يده قبل وصول الافعى لي وبعد عناء وبكائي اللذي لايخرج منه الا الدموع تلك التي ملئت وجهي .. فهممت بالفرار ومع كون قدماي ثقيله وكأنما يجتذبهما احد استطعت الوصول الى الطابق الارضي .. اقتربت من الهاتف لأتصل لأمي فمالي الا بتلك اليد التي تمسك يداي وما رفعت وجهي الا بتلك العجوز التي لا يبان من مملامحها الا القليل مع بروز عيناها الحمروتان .. افلت يدي من يديها واتجهت نحو الباب ولكن!!
ما أن فتحت الباب إلا برؤيتي لجثه مرمية عند الباب و يملئ المكان دمها اقتربت منها والخوف يملئ قلبي ولأول مره اشعر به .. رفعتها من شعرها الملطخ بالدم إلا بها أنها صاحبتي رنا كيف لا مستحيل وما ان ازدادت دموعي إلا بذلك السواد الذي ينثر على وجهي و الأصوات المخيفة التي تملئ مسمعي ولم اشعر بجسدي بعدها !!
وما إن استردت وعي إلا وانأ على سرير المستشفى وأهلي من حولي و الجروح والكدمات تملئ جسدي ...!
ومنذ ذلك اليوم أحرقت تلك الكتب وهجرت غرفتي ولم اعد أستطيع البقاء وحدي في مكان حتى وان كنت في غرفه و المنزل ممتلئ و أصبحت أخاف حتى من ظلي !!
بقلمي أحل نقلها لكن لا احل نسبها لغيري او نقلها دون ذكر اسم الكاتبه