وضعية الشغل في الجزائر
عرفت الجزائر وتيرة تشغيل مرتفعة في فترة السبعينات مـع بدايـة تطبيـق المخططـين
الرباعيين الأول و الثاني. فعلى سبيل المثال نسبة اليد العاملـة مـن إجمـالي الـسكان فـي سـنتي
1967و 1974هي على التوالي %70و . %82,05كما أن الوتيرة السنوية لتوفير مناصب الشغل
كانت بـ 43.000منصب شغل بين سنتي 68و ،69وبلغت 135.000منصب شغل سنوياً بين الأعوام
1974و .1978غير انه مع بداية الثمانينات شهدت وتيرة التشغيل تراجعاً ملحوظاً نظراً لانخفـاض
حجم الاستثمارات، فقد انخفضت وتيرة توفير مناصب الشغل من 120.000منصب شغل سنة 1985
إلى 100.000منصب شغل سنة 1986إلى 90.000منصب شغل سنة ،1987في حين كـان عـدد
مناصب الشغل المبرمج تحقيقها هي 180000منصب شغل في السنة.
هذا التراجع أدى إلى بداية ظهور أزمة في التشغيل أي بداية ظهور مشكلة البطالة. حيـث
استمر معدل البطالة في الارتفاع بداية من سنة .1984
2000 1987 1986 1985 1984 السنوات
30 18,2 17,4 16,9 16,4 (%)معدل البطالة
و من مميزات هذه البطالة الناشئة أنها :
• تصيب بدرجة أكثر فئة الشباب، حيث %55,6من الأشخاص الذين يبحثون على مناصب الشغل
أعمارهم تقل عن 30سنة. بينما %8,6منهم تقل أعمارهم عن 20سنة.
• تنتشر هذه البطالة أكثر في الوسط الريفي و المدن الصغيرة، حيث % 57,3من البطالين هم من
الوسط الريفي.
• البطالة أصابت حتى الفئة المتعلمة و الحاملة للشهادات.
• أكثر من نصف البطالين ) (%50,5هم أرباب أسر. و لنا أن نتصور مشاكل هؤلاء فـي تلبيـة
الحاجات الاجتماعية لعائلاتهم.
للمطالعةالمصدر: الديوان الوطني للإحصائيات )بتصرف(
========================
) (IIتحليلات إحصائية مختلفة عن مشكلة البطالة
من خلال أشكال وأنواع البطالة نجد أن البطالة في الدول المتقدمة هي من النوع المؤقت
الذي يرجع إلى تعطل نسبة من طاقات الإنتاج القائمة نتيجة تراجع أو انكماش الطلب )طلب
المؤسسات لليد العاملة( بسبب ظروف الركود الاقتصادي والعوامل العارضة فإذا ما زاد الطلب مرة
أخرى تراجعت نسبة البطالة.
أما بطالة العالم النامي فهي من النوع المزمن الذي يرجع إلى قصور و عجز الطاقات الإنتاجية
القائمة. فالمشكلة هنا تكمن في جانب العرض وليس في جانب الطلب )يوجد عدد كبير من الأشخاص
الذين يبحثون على عمل( حيث يعجز الجهاز الإنتاجي عن توفير فرص العمل اللازمة لاستيعاب
القوى العاملة.
و من خلال حديثنا عن البطالة في الدول المتقدمة والنامية سوف نتحدث أيضاً عن بعض الإحصائيات
الخاصة بمشكلة البطالة.
نورد هنا من خلال بعض الإحصائيات معدل البطالة أو نسبة العاطلين عن العمل إلى
إجمالي القوى العاملة في بعض البلدان المتقدمة و ذلك خلال الفترة من سنة 1988إلى سنة 1989
كما هو موضح بالجدول الآتي :
1989 1988 الدولة
الولايات المتحدة %5.2% 5.4
اليابان %2.3% 2.5
ألمانيا %7.9% 8.7
فرنسا %9.5% 10
السويد %1.6% 1.7
إيطاليا %12% 12
المملكة المتحدة %6.3% 8.4
كندا %7.6% 7.6يتبين من الجدول السابق أن الأحوال الاقتصادية وبالتالي فرص التشغيل لا تتناسب بشكل
سريع أو ملحوظ مع صور البطالة مما يجعل الصورة غير مشرقة حيث أن أعداد ومعدلات البطالة
مرتفعة منذ بداية السبعينيات وحتى الآن.
أما في البلاد النامية التي تعاني من تعثر عمليات التنمية فيها فإن البطالة فيها أكثر تفاقماً
وحدة حيث يزيد عدد العاطلين في هذه الدول على المائة ) (100مليون فرد كما أن نمو معدلات البطالة
فيها أكبر من المعدلات التي تنمو بها فرص التوظيف الناتجة عن عمليات التنمية في هذه البلاد كما
تشير الإحصاءات الحديثة إلى أن هناك تخوفاً من أن يصبح عدد العمال العاطلين في هذه البلاد إلى
حوالي مليار فرد عام .2000
و في البلاد المتقدمة نجد أن ظاهرة البطالة قد تطورت في السنوات الأخيرة لكي تصبح
مشكلة هيكلية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بخصائص هيكل اقتصاديات هذه البلاد.
أما بالنسبة للوطن العربي فنجد أنه قد بلغ حجم البطالة ما يقرب من خمسة ) (5ملايين،
والنظرة الشمولية إلى هذا الحجم على المستوى العربي منسوباً إلى إجمالي قوة العمل العربية فإن
معدل البطالة لا يتجاوز %8وهو لم يصل إلى الدرجة الخطيرة لو استخدمت كل الموارد العربية بما
فيها القوى البشرية في إطار مشترك في حين أنه مازالت الظاهرة خطيرة عند النظر إليها داخل كل
دولة عربية. و ما زال الأمل معقوداً للاستفادة المشتركة والواعية من القوى العاملة في إطار
إستراتيجية عربية شاملة الاستخدام