كما تدين تدان.............. بقلمي
حين توفيت جدته هرع للمطبخ وبعده لغرفته،
لحقت به أمه فوجدته يخبئ الأواني البلاستيكية التي كانت تستخدمها جدته في أكلها،
استغربت الأم تصرفه ذاك وسألته: لما تخبئ تلك الأواني؟ أجابها ببراءة: حتى أعطيك فيها الأكل حين تصيرين مثل جدتي
ذهلت الأم لإجابته تلك بل واستوقفتها براءته متأملة مدى بشاعة فعلتها تلك مع الجدة
فلكثرة الأواني الزجاجية التي كسرت جراء اهتزازات يديها اختارت البلاستيك حلا لها
دون أن تنتبه لأي مدى آذت فيه مشاعرها
دب الحزن في قلبها ودمعت عيناها وهي تراها تخرج جثة من المنزل لتشيع جنازتها دونما أن يتسنى لها الوقت لطلب السماح والمغفرة منها
------
ها هي الجدة رحلت عن الدنيا وخلفت وراءها حفيدا يأخذ بثأر تلك الأيام التي عاشتها منبودة في منزل ابنها
تتناول الطعام منعزلة عنهم وفي أوان غير أوانيهم فقط لأن يديها ترتعشان
ترى ابنها راض عن الوضع متناسيا أغراض كثيرة كسرها في صغره لرعشة من يده وقد كان همها ألا تؤديه قطع الزجاج المنكسر فهو الأغلى عندها
صارت ترى نفسها اليوم أقل قيمة عنده من أواني المطبخ
سيثأر الحفيد لها حتما فأنى لوالديه الآن نزع فكرة ارتباط البلاستيك بالسن؟؟
غريبة هي الدنيا فكما تدين تدان
-----
مساحة حرة لأقلامكم