نبلة التعليم الموقوتة بالمغرب
[rtl]ليس من الضرورة في شيء أن يكون المرء متضلعا في نظم التربية والتعليم، أو خبيرا متمرسا بها، حتى يكون بمقدوره تكوين رأي خاص، أو استخلاص حقائق ثابتة عن ما آل إليه واقع التعليم بالمغرب،[/rtl]
[rtl]بعد عقود جعلت منه، وأيضا من المغرب بشرا وحجرا، حقل تجارب بامتياز.[/rtl]
[rtl]والواقع أنه بعد أكثر من خمسين سنة من "الاستقلال"، بتدافعاتها وارتجاجاتها، والاحترابات الظاهرة والمبطنة التي طاولتها وواكبتها، لم يوفق المغرب في استنبات منظومة في التربية والتعليم متكاملة الأضلع، متناسقة الصيرورة، مؤسسة في فلسفتها على مرجعية محددة، مبنية على تصور، خاضعة لعمليات في التقييم بأفق الإصلاح والتقويم.[/rtl]
[rtl]إنه لم يوفق إلا في إعادة إنتاج الأمية والجهل في أعلى مراتبهما، ولم يوفق إلا في إفراز الفشل المدرسي بكل أشكاله وتفرعاته، ولم يوفق إلا في الدفع بالآلاف إلى سوق في البطالة واسع موسع، فأضحى بالتالي وكأنه ماكينة حقيقية لتفريخ الجهلة والعطلة والفاشلين، حتى باتت المنظومة برمتها معطوبة، مهترئة، غير قادرة على ضبط مسارها، منخورة بسرطان من نوع خاص، تتكاثر بصلبها الخلايا دونما موجه أو ناظم أو ضابط للإيقاع.[/rtl]
[rtl]إن مناسبة هذا الكلام لا تستدعيها هنا رغبة ما من لدننا في تشريح منظومة التربية والتعليم، بالمعطيات والإحصاءات[/rtl]
[rtl]والوقائع المعاشة، وهي دامغة بكل المقاييس، ولا يمكن أن يغض الطرف عنها إلا مكابر، أو جاهل، أو متملق، أو صاحب مصلحة ذاتية ضيقة وعابرة.[/rtl]
[rtl]المناسبة هنا إنما التذكير بتقرير للبنك الدولي صدر منذ مدة عن التعليم ببلدان "شمال أفريقيا والشرق الأوسط"، وضع المغرب بالرتبة الحادية عشرة (ضمن أربع عشرة دولة) كاد أن يكون بالمؤخرة المطلقة لولا ثلاث دول، اثنتان منها تحت نير احتلالين، دمر مقومات الحياة بإحداهما، وأعاد الأخرى إلى "عصور ما قبل التاريخ"، بعدما كانت نموذجا في التربية والتعليم والبحث العلمي، نال بها شهادات دولية معتبرة.[/rtl]
[rtl]وأيا ما يكن موقفنا من تقارير البنك الدولي، وهو الذي لطالما نصح المغرب ووجه سياساته العامة وأيضا القطاعية، فإننا لا يمكن أن ندعي تحيزه بالمطلق، أو عدم مصداقية أطروحاته، لا سيما وأن الوقائع على الأرض تساير استخلاصاته، لحد التطابق في أكثر من جانب وزاوية:[/rtl]
[rtl]-يوجه النقد "لمنظومة التربية والتكوين" بالمغرب بجهة عدم تناسقيتها، وضعف نجاعتها، وعدم قدرتها على التكيف، وتردي الإنتاجية المترتبة عنها، ليخلص للقول إن الإصلاحات كانت "سطحية وعديمة"، غير مؤطرة بتصور ناظم، غير محكومة بروابط مع الاقتصاد والمجتمع والمحيط العام، متجمدة، لا تساير التحولات، وغير ذات فعالية بالقياس إلى معايير الجودة والمردودية، المفروض توفرها في مخرجات العملية بمحك السوق وقطاعات الإنتاج.[/rtl]
[rtl]-يشير بالإصبع إلى تسلسل الفشل المدرسي وتراكميته، لدرجة لا يدرك مستوى الباكالوريا معه إلا 13 طفلا من أصل 100، وضمن هؤلاء الـ13 من هو أو كان مكمن رسوب واحد على الأقل، ولكأن ماكينة الفشل تشتغل تلقائيا بمجرد ما يضع الطفل قدميه بالفصل، وإلى حين تخرجه[/rtl]
[rtl]من الجامعة.. هذا إذا لم تدركه إحدى عجلات الماكينة، فتقصيه ببداية الطريق أو بوسطه.[/rtl]
[rtl]- يضع اليد ليس فقط على نسبة الـ40% من الأمية التي باتت عاهتنا دون منازع، بل يضعها أيضا على نسب تجهيز[/rtl]
[rtl]المدارس بالقرى، وبالمرافق الأساسية كالكهرباء والماء والصرف الصحي وشروط التطبيب، والتي يبلغ الخصاص بها مجتمعة أكثر من 75%، ولكأنما المغرب حقا وحقيقة، بجانب التعليم بالبادية، بإزاء نكبة أو نكسة، أو بجزء من الكوكب ضربه الطوفان، فاستفاق ليعاود عملية الترميم من الصفر.[/rtl]
[rtl]إن تقرير البنك الدولي عن "الطريق غير المسلوك"، لا يحاسب خمسين سنة من "السياسات التربوية والتعليمية" المعتملة بالمغرب، بل يحاسب تحديدا عشرية ميثاق "وطني" في التربية والتكوين، تمت المراهنة عليه لعلاج مكامن الخلل بأفق إصلاح المنظومة برمتها، فإذا به يفرز فظاعات، يكاد الم[/rtl]