المشكل لغة التدريس(الجزء الأول) - واقع التعليم الأولي وآفاق تطويره
[rtl]بقلم: نهاري امبارك[/rtl]
[rtl]مقدمة:[/rtl]
[rtl]من المعلوم أن العملية التربوية ترتكز وتتأسس على مجموعة من العناصر والمكونات، تتميز مواقعها وتتكامل أدوارها ووظائفها، من لغة تدريس وبرامج ومناهج وطرائق بيداغوجية وتلاميذ وأطر إدارية وتربوية وفضاءات تربوية ووسائل ومعينات بيداغوجية ونظام التقييم التربوي والامتحانات ومنظومة التوجيه التربوي وغير ذلك ، وتقوم على التواصل بين أطر إدارية وتربوية أساتذة ومربين ومدرسين، ومتعلمين أطفال وتلاميذ وطلبة، وذلك منذ التعليم الأولي إلى التعليم الجامعي مرورا بسلكي التعليم الابتدائي والثانوي، باعتماد لغة أو لغات رسمية تحددها النصوص والتشريعات.[/rtl]
[rtl]وقد حدد الدستور المغربي الجديد في فصله الخامس اللغة العربية كلغة رسمية للدولة التي تعمل على حمايتها وتطويرها وتنمية استعمالها، كما حدد اللغة الأمازيغية كلغة رسمية للدولة باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء. ودعا الدستور إلى صيانة الحسانية وحماية اللهجات والتعبيرات الثقافية المستعملة في المغرب، كما دعا إلى تعلم وإتقان اللغات الأجنبية الأكثر تداولا في العالم: الفرنسية والأنجليزية والإسبانية وغيرها.[/rtl]
[rtl]وقد نصت الإصلاحات التعليمية، الميثاق الوطني للتربية والتكوين منها على الخصوص، على ضرورة تمكن المغاربة من اللغة العربية كلغة للتدريس والتواصل والتعبير والكتابة، مع إتقان لغات التدريس الأجنبية والتفتح على الأمازيغية، لعدة اعتبارات دستورية وطنية وثقافية وقومية، إقليميا ودوليا.[/rtl]
[rtl]كما نص الميثاق الوطني للتربية والتكوين على ضرورة إحداث طور للتعليم الأولي ضمن هيكلة منظومة التربية والتكوين، ضمانا لتكافؤ الفرص لجميع الأطفال منذ سن مبكرة من أجل تمكينهم من المبادئ التربوية والتعليمية الأولية الهادفة إلى تشبعهم بالقيم الدينية والثقافية والاجتماعية النبيلة وانفتاحهم على بيئتهم ومحيطهم واكتسابهم قدرات ومهارات ومعارف أساسية وإعدادهم للاندماج في سلك التعليم الابتدائي مؤهلين وقادرين على التأقلم والتكيف مع متطلبات هذا الطور التعليمي في حياتهم الدراسية.[/rtl]
[rtl]لكن علت، مؤخرا، أصوات جاهرة بضعف الكفايات اللغوية والتواصلية عند التلاميذ تحصيلا وتعبيرا وكتابة، حيث أصبحوا لا يتقنون أي لغة وطنية كانت أو أجنبية.[/rtl]
[rtl]ولما كان التعليم الأولي أهم محطة تربوية وتعليمية في حياة الطفل، فما هو واقع هذا الطور التعليمي والتربوي؟ وما هي المؤسسات المحتضنة لهذا الطور التعليمي؟ وما نوع البرامج والمناهج المعتمدة لتربية وتعليم الأطفال في سن مبكرة؟ وما هي الاختلالات التي تطال العملية التربوية والتعليمية بهذا الطور التعليمي؟ وما مستوى الخطاب الشفوي المتداول والمعتمد في التواصل اليومي مع الأطفال؟ وما هي آثار هذا الخطاب على الأطفال تربويا وتعليما؟ وهل يمكن الجزم أنه ومنذ طور التعليم الأولي يضعف التحصيل الدراسي عند التلاميذ في اللغتين العربية والفرنسية ومنه على امتداد الأسلاك الدراسية المقررة بمنظومتنا التربوية والتكوينية؟[/rtl]
[rtl]سنحاول مقاربة إشكالية ضعف التلاميذ في اللغتين العربية والفرنسية، قدر الإمكان، من خلال مجموعة من الأجزاء، أولها واقع التعليم الأولي المتمثل في مختلف العوامل والمعيقات والمشاكل والصعوبات التي تطال هذا الطور التعليمي، والتي قد تؤدي، لاحقا، إلى تدهور التحصيل الدراسي عند التلاميذ وعلى امتداد مختلف الأسلاك الدراسية إلى غاية حصول الطلبة على أعلى الشواهد الجامعية.[/rtl]
[rtl]لا يختلف اثنان حول أهمية التعليم الأولي في الحياة التربوية والتعليمية للطفل، ذلك أنه يعتبر المرتكز الأساسي لدمج الأطفال في السلك التعليمي الابتدائي وقد تسلحوا بالمبادئ الأولية من أبجديات التعلم والاستئناس بمفردات ومصطلحات أولية لبناء المعرفة وألفة المناخ المدرسي والتعليمي، وتمكنوا من اكتساب معارف ومهارات تعبيرية ولغوية، كما يمكنهم من الانفتاح على محيطهم التربوي والاجتماعي والثقافي، والتشبع المبكر بمختلف القيم النبيلة السائدة، ليكبروا ويترعرعوا ضمن أحضانها وليصبحوا مواطنين صالحين مندمجين وفاعلين في المجتمع.[/rtl]
[rtl]إلا أنه يتم تسجيل، وعلى الصعيد الوطني، عدم تعميم التعليم الأولي إرساء وموارد بشرية ومؤسسات ومقررات ومناهج وطرائق بيداغوجية، وفي ما يلي سنتناول واقع هذا الطور التعليمي مع التركيز على أنواع المؤسسات والمقرات وأنواع الخطاب التواصلي والتربوي والتعليمي والمؤهلات المهنية للمربيات والمربين وأثر هذه التنوعات والاختلافات وعدم توحيد مكونات مختلف العمليات على التنشئة الاجتماعية للأطفال والعملية التربوية، وذلك من خلال الفقرات التالية:[/rtl]
- أنواع التعليم الأولي، المؤسسات والمقرات:
- أنواع الخطاب التواصلي التربوي والتعليمي: