یُقصد بعمى الألوان الخلل الذي يصيب الإنسان فيجعله يفقد القدرة على رؤية اللون الأحمر أو الأزرق أو الأخضر ، أو اللون الذي ينتج عن خلط الألوان السابقة مع بعضها البعض ، و هناك بعض الحالات النادرة التي لا يرى فيها الشخص ألواناً على الإطلاق . و من الممكن أن يُشكل هذا الأمر عائقاً للإنسان في تعلم القراءة و العمل بشكل جيد ، و لكن إذا استطاع الشخص التأقلم مع عمى الألوان ، فإنه سيقلل من المشاكل التي تواجهه .
أعراض عمى الألوان :
تختلف الأعراض من شخص لآخر ، و لكنهم غالباً ما يتفقون في بعض الأعراض مثل : قدرتهم على رؤية طيف من الألوان بصورة تختلف عن الآخرين ، كما أنهم غالباً يستطيعون رؤية ألوان محدودة فقط ، فلا يتمكنون من رؤية جميع الألوان ، و في بعض الحالات النادرة يرى المصاب ثلاثة ألوان فقط هم : الأسود و الأبيض و الرمادي .
أسباب الإصابة بعمى الألوان :
– العامل الوراثي : يوجد في شبكية العين ثلاثة أنواع من الخلايا المخروطية بحيث كل نوع مسؤول عن استقبال أحدى الألوان الاتية : الأحمر أو الأزرق أو الأخضر ، و تتم رؤية الألوان من خلال التقاط الخلايا المخروطية المستويات المختلفة لهذه الألوان الثلاثة ، و عند حدوث خلل في أحدى هذه الخلايا أو عدم عملها بشكل جيد ، فيصاب الشخص بعمى الألون .
يُمكن في هذه الحالة أن لا يستطيع الشخص رؤية أحد الألوان الثلاثة أو يُمكنه رؤية درجات مختلفة من اللون ، و في بعض الحالات قد يرى لوناً مختلف تماماً عن اللون الأصلي ، و هذا النوع من العمى يولد مع الإنسان و يبقى معه طوال حياته .
– العوامل المكتسبة : إذا لم يكن السبب وراثي ، فهناك عوامل أخرى مكتسبة قد تتسبب في الإصابة أهمها : التقدم في السن ، و حدوث بعض المشاكل في العين مثل : الزرق ، الساد ، اعتلال الشبكية السكري ، الضمور البقعي ، أو تعرض الشخص للإصابة في العين ، كذلك هناك بعض الأدوية التي تتسبب في ظهور عرض عمى الألوان .
علاج عمى الألوان :
ترجع احتمالية نجاح علاج عمى الألوان إلى السبب الذي أدى لحدوثه ، إذا كان وراثي فلا يُمكن تصحيحه و علاجه ، أما إذا كان مكتسب فتوجد بعض الحالات التي من الممكن علاجها مثل :
– إصابة العين بالماء الأبيض : يساهم هذا المرض في عدم قدرة الشخص على التمييز بين الألوان ، فإذا قام بإجراء جراحة لعلاج هذا المرض ، سيسترجع قدرته على رؤية الألوان .
– الأدوية التي تتسبب في عمى الألوان : إذا كان السبب في العمى هي أعراض أدوية معينة ، فعندما يتوقف الشخص عن تناولها ، فبالتأكيد سيزول معها عمى الألوان .
اختبار تحديد عمى الألوان :
يتم تحديد إذا كان شخص مصاباً بعمى الألوان أم لا من خلال القيام بعدة فحوصات ، يقوم الشخص بإجراءها للتمييز بين الألوان المتعددة ، و هناك أكثر من طريقة لعمل هذه الفحوصات مثل :
– الطريقة الأولى :
يطلب الطبيب من المريض أن يقوم بترتيب قطع لعبة ملونة بالعديد من الألوان ، و يجد المصابون بعمى الألوان صعوبة في القيام بذلك لعدم قدرتهم على رؤية الألوان فبالتالي لن يتمكنوا من ترتيب القطع بشكل صحيح .
– الطريقة الثانية :
يقوم المريض بالنظر إلى عدة نقاط ملونة بألوان مختلفة ، و يحاول تحديد الرقم أو الحرف الموجود في داخلها ، و يعمل هذا الاختبار على تحديد الألوان التي لا يستطيع المريض التعرف عليها و رؤيتها بوضوح .
نصائح للمصابين بعمى الألوان :
– ارتداء عدسات لاصقة أو عدسات لنظارات خاصة تساعد الشخص على رؤية الألوان و التمييز بينهم ، مع العلم أنها في الغالب لا تعطي ألواناً طبيعية للأجسام .
– ارتداء عدسات لاصقة أو نظارات تمنع الوهج و تخفف من أشعة الشمس ، لأن الإضاءة الغير قوية تساعد الأشخاص المصابين بعمى الألوان على الرؤية بصورة أوضح .
– إذا كان الشخص مصاب بعمى كلي للألوان ، فمن الممكن أن يستعين بنظارات ذات عدسات خاصة أو داكنة بها واقيات جانبية ستعمل على تحسين رؤية الألوان لديه ، أو يُفضَّل أن يستعين بعدسات ملونة .
– يجب أن يتعلم الشخص أن يتأقلم مع هذا الوضع و يدِّرب نفسه على استغلال درجة وضوح اللون ، أو مكانه لكي يتمكن من تحديده .