الأخ الشقيق في الإسلام
علّمني الله تعالى في كتابه الكريم
كيف أحب أخي وكيف يكون الحب والعطاء بين الإخ وأخيه
وهذا في قول الله تعالى: *
{(وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي *
وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً *
إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبي حَمْزَةَ أَنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه خادِم رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال :
'لا يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حتى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسه'. رَواهُ البُخاري ومُسلم
ولو نظرنا إلى الآية الكريمة والى الحديث الشريف
ستجد نفس المعنى *نبي الله موسى عليه السلام
كيف أحب لأخي الخير كما أحبه لنفسي * وكيف أشارك أخي في كل ما نالني ؟
وكيف أقوى بأخي سندي وكيف أتحد معه على الخير لا على الشر
وهنا الآية الكريمة تتكلم عن ربٍّ عظيم * ورسالة عظيمة وتكليف عظيم
.بل أعظم تكليف في الكون .
كيف لإنسان أن يذكر أخاه في هذه الحالة العظيمة والشرف المجيد بين يدي الله *
والله العظيم يكلمك ولأول مرة تجد نفسك بين كل هذه المعجزات
وبالرغم من حالة الخوف والإنبهار والفرحة والعزة وكل هذه المفاجئات
لن ينسى سيدنا موسى عليه السلام أخاه.نبي الله هارون عليه السلام
وتَذَكّره هذا * تسبب أن جعل الله أخيه نبي كريم.
ما هذاالحب ؟ ما هذا العطاء؟
واذا نظرنا إلى سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ
مَنْ نَشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيم
رفع الله درجة الرضا عن سيدنا يوسف وآراد أن يقر عينه ويكافئه على صبره
واحتسابه ولم يجد أفضل من شقيقة . لكي يبدأ به رحلة العطاء
لسيدنا يوسف عليه السلام
بعد ماناله .الغدر والظلم والحقد من باقي اخوتهِ الغير أشقاء
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم
حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه والإمام أحمد في
مسنده و الترمذي في سننه وغيرهم ولفظه في البخاري
عن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال:
رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟!
قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.
والله أعلم
ماذكرناه اعلاه يعلمنا كيف يحب الأخ أخيه وكيف يأخذ بيده
وكيف يرتقي به إلى الجنان .
وكيف يحب له كما يحب لنفسه
وكيف يقوى به
واليوم ونحن على أرض الواقع الأليم
نرى الإخوة تتسارع من أجل ميراث
ومن أجل قليل من المال تتقاتل
نرى الأخ لا ينظر إلا ما في يد أخيه
ولا يطمع إلا في أخيه
ولا يحقد إلا على أخيه
ولا يعادي إلا أخيه
واذا اتحدوا لا يتحدون إلا على الشر والظلم والعدوان
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وفي الأخير أسأل
هل هذا الحب للأنبياء فقط؟
وأين هو الأب الذي زرع بين أضلع أولاده هذا الحب وهذا العطاء؟