⭕ لا تتخلّص من الإناء المكسور .
في الثقافة اليابانية يعتبرون الإناء الفخاري الذي انكسر مشروعاً لإناء أغلى وأكثر جمالاً ! فهم يقومون بإصلاح الجزء المكسور بلصقه بالذهب ، فيتحول الإناء العادي الذي انكسر لعمل فني فريد يسمى : Kintsugi أو : Kintsukuroi وتتضاعف قيمته الماديّة والجماليّة لأنه مكسور وليس العكس! بالتأمّل .. أجد أن هذه الفكرة وكأنها تستوحى من [ ذوقيات ] و [ أدبيات ] ديننا العظيم .
القرآن يعلّمنا .. أن المطلوب من العباد أن يبتعدوا عن المعاصي باتقاء أسبابها وسدّ ذرائعها . فإذا وقع العبد في الذنب [ انكسر ] . لكن الله لا يريد لعباده أن يبقوا مكسورين بذنوبهم .. إنما يريد لهم أن يحوّلوا هذا الإنكسار إلى [ قوة ] بالتوبة النّصوح .. فإذا تاب ، كانت النتيجة [ يُبدّلُ اللهُ سيّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ] . وقد وصف الله التائب بما يعظّم شأنه ( إنّ اللهَ يُحِبّ التّوّابِينَ ) .
هذه هي فكرة : تحويل الإنكسار من شيء لا قيمة له إلى شيء أغلى وأثمن .
في علاقاتنا الزوجية والأسريّة ، نمرّ بانكسارات عاطفية ونفسيّة ، وانكسارات في أمنياتنا .. ووقتها نتمنى لو أننا لم نختر قرار الارتباط بفلان أو بفلانة .. نتمنى لو أن ز جتي تعود كما كانت في أول أيامها .. أو أن زوجي يعود كما كان في أيام [ الملكة ] ..
ماذا لو فكّرنا بطريقة : تضبيط المكسور برقائق الذّهب ؟! كيف ستكون علاقاتنا ..!!
رقائق الذهب التي تمثّل : التسامح ، التعايش ، التطوير لا التغيير . أعتقد ستكون حياتنا أكثر إنجازاً وأجمل بتحدياتها ، وفرصة تنافسيّة لتحويل الإناء المكسور إلى إناءٍ أغلى وأجمل .
* نصيحة : لا تتخلّص من الإناء المكسور .
* في الحديث : ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلقاً رضي منها آخر ) .