: يومُ المُعلِّم
جَلستِ الصّديقتان في رُكْنٍ مِن أَركانِ الجامِعَة تُحَدِّقان بعيدًا في الأُفُق . و بَعدَ مُرورِ وَقتٍ مِن صَمتٍ طَويلٍ سَأَلَت آمِنَة : " أَتَدْريـنَ يـا سُمَيَّـة أنَّ هَذا اليَـوم يَومٌ يُمَجِّـدُ المُعَلِّـمَ ويُعلِنُ بِالصَوتٍ العَالِـي عَـنِ المَكانَـةِ السَّامِيَّـة الّتـي وَهَبَهـا اللهُ عَزَّ
و جَلَّ لَهُ ، كَيْف لا وهُوَ الّذي أَصَرَّ أنْ يَنشُرَ نُورَ العِلمِ في كُلِّ مَكانٍ و عَبْرَ كُلِّ زمانٍ؟ "
رَدَّت عَلَيها سُمَيَّة قائِلة :"هو ذلكَ ما كان يَشْغَلُ فِكْري مُنذُ الصَّباحِ، لاَزِلْتُ أَذكرُ يا صَديقَتي مَرْحَلَةً مَرَّت مِن حَياتي مُنذُ زَمنٍ ولازَالَت ذاكِرَتي تَحتفظُ بِشَخصٍ لَم أَلْتَقِ بهِ مُنذُ فَارَقْناهُ .
كَانَـت تِلكَ المَرحَلَـةُ يَومَ أَنْ كُنَّا صِغـاراً لا نُدْرِكُ شَيْئاً في الحَيـاة ولَكـِن مِـن أَوَّلِ يَومٍ وَلَجْنَـا فيه بـابَ المـدرسة إلـى أن خَرَجنا مِنها لَمْ نَشعُر إلاَّ و بِنُورِ العِلمِ يَسْطَعُ وَهَّاجاً في صُدورِنا لِيَمْحُوَ ظُلْمَةَ الجَهلِ مِن أَرْواحِنا . و كان ذلكَ الشَّخصُ مُعَلِّمَنا، المُعلِّمُ الّذي كُنَّا نَكبُرُ و يَكبرُ معنا حتَّى صارَ بِالنِّسْبَة أبانا الثّاني حتَّى أنَّنا كُنَّا نَقضي مَعهُ أَكثرَ أَوْقاتِنا.
الأسئلة
أسئلة الفهم:(3 نقاط)