مترجم: باسم يوسف والنظام الغذائي المبني على النبات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المقال الأصلي: Bassem Youssef : Exclusive Interview on his Plant Based Diet للكاتب Hana Zuhair
المصدر الأصلي للترجمة: ساسه بوست
بعيدًا عن كوني من أشد المعجبين بأعماله، أنا وملايين غيري بطبيعة الحال، ازداد إعجابي أكثر عندما علمت أن الساخر السياسي الأشهر والجراح السابق باسم يوسف مدافع قوي عن الطعام الصحي؛ إيمانًا منه بأنه العامل الأهم في الوقاية من الأمراض بل وفي علاجها.
صادفنا باسم يوسف منذ أكثر من سنة في ليلة افتتاح المطبخ النباتي، كصحفية لم أكن لأفوت فرصة الحديث معه. دهشت عندما علمت أنه يتبع نظامًا غذائيًّا مبنيًّا على النبات بالكامل. باسم يوسف نباتي! في حديثنا القصير أوصى حتى بقراءة بعض الكتب التي تشرح أن النظام الغذائي هو العامل الأهم في حياة الإنسان لكي ينعم بالصحة والرفاهية.
بعد ملاحظة كم كان شغوفا بالحديث عن النظام الغذائي، ومن شخص له خلفية طبية تقليدية، كان لا بد لي أن أجري معه لقاءً مطولًا لمدونة Healing Cairo حول هذا الموضوع. الإعلامي المصري الأكثر شهرة خصنا بهذه المقابلة الحصرية عبر الإيميل، حدثنا فيها عن نظامه الغذائي المبني على النبات وكان لديه الكثير من النصائح المهمة التي شاركها معنا.
نعلم أنك مدافع قوي عن النظام الغذائي المبني على النبات، هل تستطيع أن تخبرنا المزيد عن هذا الموضوع؟
للبساطة أقول إنني نباتي، مع العلم أن هذا الوصف ليس دقيقا. هناك الكثير من النباتيين، بمعنى أن غذاءهم خالٍ من اللحوم والألبان وجميع المنتجات الحيوانية ومشتقاتها؛ إلا أن غذاءهم في نفس الوقت مليء بالسكر والطعام المعالج والمقلي واللحوم الاصطناعية؛ لذلك أفضل أن أصف غذائي بأنه غذاء مبني على النبات بشكل كامل. بالإضافة لتجنبي للمنتجات الحيوانية، أحاول قدر المستطاع تجنب السكر (الشوكولاته والحلويات) والطعام المعالج وأي طعام معلب، مغلف، أو يشترى مخزنا بصندوق.
متى اتخذت هذا القرار الصارم بالتحول للنظام الغذائي المبني على النبات؟
في سبتمبر 2013، علمت أن صديقي “نادر منتصر” كان قد شُخص بمرض التصلب المتعدد قبل عدة سنوات. قابلته لأطمئن عليه ووجدت أنه بخير وأنه يتحسن. أخبرني أنه يُعالج عن طريق تغيير نوع غذائه. بما أنني طبيب فأنا لا أتبع إلا الحقائق العلمية؛ بحثت في الموضوع أكثر وقرأت الكثير من الدراسات ثم التقيت بأطباء مثل كولن كامبل، دين أورنيش، كولدويل إيزايليستين وغيرهم. قرأت أبحاثهم وشاهدت الأفلام الوثائقية التي أعدوها وكان من المدهش أن أتعرف على جانب من التغذية لم أكن أعلم أي شيء عنه.
كيف كان نظامك الغذائي قبل التحول؟
قبل أن أتبنى النظام الغذائي المبني على النبات، كنت مدمنًا للوجبات السريعة والأكل غير الصحي والأجبان. أي النظام الغذائي المعاكس تماما لما أنا عليه اليوم.
ما هي التغييرات التي لاحظتها بعد التحول للنظام المبني على النبات؟
بعد فترة من اتباع هذا النظام، أستطيع أن أقول أن نومي تحسن بشكل كبير، كما أشعر بطاقة أكبر ومعدتي مرتاحة طوال الوقت. خسرت بعض الوزن بسهولة وبدون حساب السعرات الحرارية التي أتناولها يوميًّا. بشرتي أكثر صحية وكثر أخبروني أنني أبدو أصغر سنا. لا أزعم أنني كامل، ففي بعض الأحيان أغش وأقوم بتناول الحلويات أو الجبن؛ فتضطرب معدتي بشدة فأندم وأتذكر الأسباب الأساسية التي دفعتني لتبني هذا النظام.
هل كان الأمر بالصعوبة التي يبدو عليها؟ وماهي نصائحك لتحول أكثر سلاسة؟
في البداية لم يكن الأمر سهلًا؛ خاصةً وأن علاقتنا مع الطعام بشكل عام هي علاقة إدمان. لكل منا سمّه الخاص؛ فالكثير منا لا يستطيعون التخلي عن السكر، اللحوم، أو الأجبان. هذه المسألة ليست مسألة جوع بقدر كونها رغبة وإدمان. للسكريات والدهون أثار عميقة على الدماغ تتخطى آثارها على المعدة؛ لذلك فإن إقصاءها من نظامنا الغذائي ليس بالأمر السهل ويحتاج للصبر. بعد مضي بعض الوقت نعتاد على النظام الجديد الخالي من السكريات والدهون ونبدأ بتقديره أكثر.
لمن يرغب بتغيير نظامه الغذائي إلى النظام المبني على النبات
- أول وأهم خطوة هي أن تثقف نفسك حول هذا الموضوع. إذا لم تكن مقتنعا ومؤمنا بهذه الفكرة 100%، فلن تصمد طويلا.
- عليك أن تفهم دافعك لتبني هذا النظام وأن تفهم أثر البروتين الحيواني، الدهون، والسكريات على صحتك. كبداية أنصح بمشاهدة وثائقي “Forks and Knives” ثم القراءة عن الموضوع بشكل موسع أكثر، بعض الكتب المفيدة في هذا الصدد كتاب جون مكدوغال “The Starch Solution” أو كتاب “Eat to Live” لجويل فرمان و”The China Study” لكولن كامبل. بالإضافة لفيديوهات جون مكدوغال الرائعة على اليوتيوب.
- من المهم أن تأخذ الموضوع بسهولة في البداية وتستطيع أن تحتفظ بوجباتك المفضلة ثم تبدأ بإقصاء بعض الأكلات تباعًا.
- أنصح بتقليل السكريات أولاً ويمكن الاحتفاظ بالأسماك مثلا، لبعض الوقت.
- هذا النظام الغذائي ليس نظامًا قاسيًا ولا يجب أن تشعر بالجوع. دع وجباتك الخفيفة تكون فواكه أو مكسرات.
- كل أكبر قدر ممكن من الخضراوات.
- ابدأ أيضا بتغيير ترتيب تناول مكونات الوجبة. إذا كنت ستأكل وجبة دجاج أو لحوم؛ فيمكنك تناول كمية كبيرة من السلطة والخضر المطبوخة أولا، ثم بعض الرز، أخيرا اللحوم. بهذا ستأكل كميات أقل في كل مرة وستكتشف أن بإمكانك الاستغناء عن اللحوم في المرات القادمة.
هل تريد أن تضيف شيئا؟
أعلم بأن ما أقوله يمكن أن يثير الجدل. المشكلة أننا محاصرون بخدعة تسويق اللحوم والألبان، ونظن أنه لا توجد طريقة أخرى لأخذ الطاقة أو البروتين والكالسيوم خارج هذه المنتجات الحيوانية. في الواقع إذا ما أخذنا خطوة إلى الوراء وفكرنا جيدًا؛ سنرى أننا النوع الوحيد من الكائنات الذي لا يزال يتغذى على الألبان بعد فطامه عن حليب أمه. لا تستطيع أن ترى فيلًا ناضجًا يتغذى على الحليب وفي نفس الوقت لا تستطيع أن ترى فيلًا ناضجًا يعاني من نقص الكالسيوم. كذلك الحال بالنسبة للأحصنة، والغزلان فهم لا يحتاجون لتناول اللحوم للحصول على البروتين من أجل أن يكونوا أقوى وأسرع ولا أحد يفكر من أين حصلوا على هذه الطاقة.
في خمسينيات القرن الماضي ومع ارتفاع أعداد مطاعم الوجبات السريعة وظهور ما يعرف بـ” الهرم الغذائي”؛ بات النظام الغذائي الغربي مركًزا على إضافة المزيد من البروتين لكل وجبة. 20-25% من النظام الغذائي الغربي مبني على البروتين الحيواني مع أن هناك العديد من الدراسات التي تثبت أننا لا نحتاج لهذا الكم من البروتين. نحتاج إلى 7-10% من البروتين في غذائنا، والتي يمكن أن نحصل عليها من النباتات وحدها. منذ ذلك الحين بدأت الأمراض المزمنة بالظهور مثل السكري وأمراض القلب والسرطان وأمراض نقص المناعة. المثال الأوضح هو سكان الخليج، كانوا فيما مضى إما من البدويين البسطاء، الصيادين، أو البحارة ولم يكونوا يعانون من أي أمراض مزمنة. الآن وبعد عدة عقود فقد تفاقمت الأمراض المزمنة لما يؤهلها للمقارنة مع الأمراض الموجودة في المدن الغربية الصناعية.
إن المثال الخليجي مثال مثير للاهتمام جدا؛ كون سكان الخليج لم يتعرضوا لطفرات وراثية هائلة، أو لتغييرات جذرية في الطقس، أو كم غير اعتيادي من التلوث، المتغير الوحيد هو العامل الغذائي ونمط الحياة. ويمكننا القول إن الحالة في مصر مشابهة فالآن مرض السكري منتشر بشكل كبير. أنصح بقراءة البحوث والتاريخ للتأكد، قديما كان الآسيويون يتبعون نظامًا غذائيًّا مبنيًّا على النباتات وكانوا حينها لا يعانون من الأمراض المزمنة. عندما سافر بعضهم إلى الغرب، نرى أن الجيلين الأول والثاني تمسكوا بعاداتهم الغذائية أما الأجيال التي تلت فاعتمدت على النظام الغذائي الغربي المبني على البروتين الحيواني؛ فأصبحوا يعانون من السمنة المفرطة والأمراض المزمنة الأخرى، وهناك الكثير من الأمثلة الأخرى. من الجدير بالذكر أن العوامل الوراثية هي عوامل مساعدة، قد يكون بعض الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالمرض الفلاني، أما العامل الأساسي للإصابة بأغلب هذه الأمراض هو النظام الغذائي الذي نتبعه.
نقطة أخيرة، لا أريدكم أن تكافحوا، تستطيعون أن تأكلوا منتجات حيوانية مرة في الشهر أو مرة في الأسبوع، لكن أي قرار تتخذونه فيما يخص نظامكم الغذائي هو أفضل مما نفعله الآن. نحن نتغذى على المنتجات الحيوانية ثلاث مرات في اليوم: البيض في الفطور، واللحوم في الغداء، أما منتجات الألبان ففي العشاء. وجباتنا الخفيفة ما بين الشوكولاته والطعام المعلب والبيتزا. ما نفعله باختصار هو التعريف المبسط للموت البطيء، والأسوأ أننا نجر أطفالنا معنا إليه.
غيروا نظامكم غيروا حياتكم. ستشعرون بشعور أفضل وصدقوا أو لا تصدقوا ستتمكنون من النجاة بدون شطائر اللحمة!
كونوا أنتم المسيطرين على حياتكم واختاروا الأفضل. أردنا أن نأكل كما يفعل الغرب، فأصبنا بأمراضهم وحان الوقت لتغيير ذلك.