منطق – المماثلة الاستقرائية الاحتمالية للصف الثالث الثانوى 2016

يمكن توضيح جوانب المماثلة الاستقرائية الاحتمالية من خلال النقاط التالية :

مفهوم المماثلة الاستقرائية :

تشبيه شيء بشيء آخر قريب منه .

مثال : إذا لم تكن تذوقت طعم سمك السالمون فإن مذاقه يشبه إلى حد كبير سمك البوري .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذًا ( المماثلة ) حجة استقرائية تعني التشابه أو التناظر بين أمرين أو أكثر .

والهدف من المماثلة هو محاولة شرح أمر غير مألوف ( لا نعرفه ) بالإشارة إلى بعض الصفات التي يشترك فيها مع شيء آخر ( نكون على ألفة به ) نعرفه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فالمماثلة حجة استقرائية نستخدم فيها تماثلاً بين شيئين لاستنتاج أن الشيئين يتماثلان في جوانب أخرى غير التي نعرفها .

مثال :

إذا كان لدينا شيئان ( أ ) و (ب) .                 وعرفنا أن :-

( أ ) يتسم بالخصائص ( ج ، د ، هـ ، و ) .

(ب) يتسم بالخصائص ( ج ، د ، هـ ) .

فإننا نستنتج استقرائيا أن (ب) يتسم بالخاصية ( و ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أمثلة لمفهوم المماثلة الاستقرائية الاحتماليـــة :

أ- التفكير مثل الغوص ، فكما أننا نحتاج إلى قوة فيزيائية كبيرة ، لكي نغوص إلى القاع، فكذلك التفكير يحتاج إلى قوة ذهنية لينتقل من السطحية إلى عمق المشكلات التي يدرسها.

ب- حدث وأن اشتريت سيارة عالمية الصنع من وكالة (ص) واكتشفت بعد فترة من استعمالها أنها ممتازة ميكانيكيا وقليلة الأعطال وتوفر في استهلاك الوقود . وقطع غيارها ذات سعر معتدل ، وانتهيت إلى تعميم استقرائي يقول إن السيارات عالمية الصنع ممتازة وموثوق فيها، ولذا عندما استشارني أحد الأصدقاء المقدمين على شراء سيارة اقترحت عليه شراء سيارة عالمية الصنع .

يمكننا صياغة هذه الحجة الاستقرائية كما يلي :

 مقرر الفلسفة والمنطق يقوم بتدريسهما الأستاذ محمود هذا العام

حصل كل طلاب الأستاذ محمود على الدرجة النهائية العام الماضي

يقوم الأستاذ محمود  بالتدريس لي هذا العام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 إذن سوف أحصل على الدرجة النهائية في الفلسفة والمنطق

تقييم ( الحجج المماثلة ) يعتمد على قوة العلاقة بين العناصر المتماثلة (المتشابهة) بمعنى أنه (كلما زادت قوة المماثلة) بين عدة عناصر مشتركة بين شيئين (زادت قوة الحجة) وعند اختبار (الحجج المماثلة ) يجب مراعاة الآتي : -

أ- عدد الحالات التي يمكن مقارنتها :

إذا رجعنا إلى المثال (ب) الخاص بالسيارات عالمية الصنع ودرجة الوثوق فيها ستجد أنه كلما (زاد ملكية عدد السيارات عالمية الصنع) التي يثق بها الآخرين – (ازدادت قوة حجتي) عند تقديم النصيحة لصديقي بأن سيارته يجب أن تكون عالمية الصنع .

إذن في ( صحيح المماثلة )

( كلما زاد عدد الحالات التي يمكن مقارنتها أصبحت الحجة أكثر قوة )

إذن كل حالة إيجابية لسيارة عالمية الصنع تزيد من قوة حجتي .

هذا الأمر يتصل بالقاعدة التي تشير عن ضرورة زيادة حجم العينة حتى تزداد درجة تمثيلها (سيأتي ذكره) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ب- الحالات المتشابهة ذات الصلة :

كلما زادت الحالات المتماثلة أو المتشابهة زادت قوة الحجة منطقيا ، ومن ثم زاد احتمال صدق نتيجتها .

ففي مثالنا السابق (ب) كان عدد الحالات المتشابهة التي نستطيع مقارنتها هي :

السيارة عالمية الصنع – السيارة أوتوماتيك – السيارة من نفس الطراز – السيارة من نفس الوكيل

بيد أن هناك أوجه تشابه أخرى كثيرة لها أهمية بقوة الحجة ، كأن تشترك السيارتان في نفس اللون ، أو أن يكون بهما راديو كاسيت متماثل … إلخ . فمثل هذه العناصر المتشابهة لا علاقة لها بقوة السيارة  من الناحية الميكانيكية أو بدرجة اعتماديتها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جـ- عدد الحالات المختلفة ذات الصلة :

قد تختلف أحيانا بعض الأشياء التي نقارن بينها في عناصر عديدة ، وقد تؤدي بعض العناصر المختلفة إلى زيادة قوة الحجة ، بينما يؤدي بعضها الآخر إلى إضعافها أو إبطالها ، وهذا ما يتضح من خلال المثالين التاليين :

المثال الأول :

لنفترض أنني أعرف أشخاص آخرين مختلفين :

- أكدوا لي أن هذا النوع من السيارات وفقا لخبرتهم قليل الأعطال ويعتمد عليه .

- ذكروا لي أنهم يفحصون سياراتهم عند (وكالات مختلفة في مدن مختلفة) ، وأنهم يحصلون على سعر منخفض لقطع الغيار وللصيانة ، سوف تزيد هذه الشهادات من قوة الحجة .

وبالتالي يمكن القول : قد تؤدي بعض العناصر المختلفة إلى زيادة قوة الحجة .

المثال الثاني :

لنفترض أنني أقود سيارتي بنفسي طوال الوقت ولا أسمح لآخرين بقيادتها .

- أما صديقي الذي أقدم له النصيحة (سوف يتبادل قيادة السيارة مع ثلاثة إخوة له) ، وأنهم جميعا سيستقلون السيارة يوميا إلى العمل ، واحتمال سفرهم بالسيارة خلال الإجازات إلى أماكن بعيدة في الصحراء لا أرتادها بسيارتي .

- بالطبع مثل هذه ( الاختلافات ) ستغير من قوة الحجة ؛ لأن صديقي ربما يحتاج إلى سيارة أخرى قوية ذات مواصفات خاصة ، ولن تكون نصيحتي له بشراء سيارة مماثلة لسيارتي ذات أهمية في هذه الحالة وتؤدي أوجه الاختلاف إلى إضعاف الحجة.

[url=http://cairodar.youm7.com/flashes/PDFfiles/logic ch 1 l 2.pdf] لتحميل الدرس بصيغة PDF اضغط هنا..[/url]