غدا توزع الجوائز
في أعظم مشهد إسلامي
أبو بكر جابر الجزائري
* بسم الله ولي المؤمنين ومتولي الصالحين !..
*بسم الله الرحمن الرحيم ورب العالمين !..
*بسم الله المنعم بأوسمة القبول على السابقين !..
يُعلَن لجماهير المتسابقين من المؤمنين والمسلمين أن غداً توزع فيه جوائز السابقين لَيَومٌ قريب !..
إنه يوم العيد السعيد الذي لم يبق عليه إلا أن تحترق فحمة آخر ليلة من ليالي السباق ... ليالي رمضان المشرقة العِذَاب ... ليالي الأنس والشوق إلى الحبيب القريب.
الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر
>أيتها الجماهير المتسابقة !
>أيتها الفئات المؤمنة الآملة !
>أيتها المواكب الراكبة إلى الله الراكضة !
>إلى المشهد ... إلى مصلى العيد ! ..
هلموا ... هلموا ... خذوا بطاقات الحضور من بيوت إماء الله تعالى وعبيده الفقراء والمساكين بدفع صدقات فطركم إليهم ، ثم يمموا المشهد آملين راجين وبذكر ملككم العظيم لاهجين :
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
لا تزالون مكبَّرين مهللين كذلكم حتى ساحة المشهد .. خذوا أماكنكم من قاعة المشهد مترنمين بتسبيح مليككم السبُّوح رب الملائكة والروح قائلين :
سبحان الله والحمد الله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
والآن معشر المتسابقين إليكم هذه القائمة بأسماء الفائزين في مسابقة شهر رمضان العظمى :
Û أسماء الفائزين في المسابقة :
*عبداللهالذي كان لا يشهد صلاة الجماعة صبحاً ولا عصراً ولا عشاء فأصبحلا تفوته أية ركعة منها .
*عبداللهالذي كان بينه وبين أحد أقربائهعداوة و شحناء فأزالها وصافى قريبه وبرَّهوأحبه في الله .
*عبدالله الذي كانيؤذي جيرانه فترك أذاهم وأبرَّهموأحسن إليهم تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى .
*وليُّ الله الذي كان يستهويه الطربفيسمع الأغاني ، ويقضي جزءاً كبيراً من يومه وليله حول المذياع يسمع أصوات الشيطان ومزاميره فتاب من ذلك واصبح إذا سمع صوت طرب أدخلأصبعيه في أذنيه كي لا يسمع تقرباً إلى الله تعالى .
*وليُّ الله الذي كان يأتي بيوت الله ورائحة فمه متغيره بنتنالتبغ والشيشة فاستحى من الله تعالى ، وترك ذلكتطهيراً لبيت ربهوتطيباً لفمه الذي يذكر به اسم ربه .
*ولي الله الذي كان بعض أصدقائه يدعوه إلى السمر علىلعب ( الكيرم ) والورق ، فكان بذلك يغضب مليكه ، وملائكته وصالحي اخوانهفعدل عن ذلك خوفاً من الله .
نكتفي بذكر هذه القائمة من أسماء الفائزين ونكبر الله :الله أكبر الله أكبر الله أكبرثم لنستمع لهذا الهتاف :
>هنيئاً لمن سابق فسبق !
>هنيئاً لمن تاب وأناب وقُبل!
>هنيئاً لمن أحب الله فأحبه الله !
وأنتم أيها المتخلفون عن ركب الفائزين لا تيأسوا ! من رحمة الله ، إن مليككم يقول :( قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53)وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ) إنه قد هيأ لكم فرصة أخرى للسباق والفوز فاهتبلوها ، إنها تبتدئ من يومكم هذا ولا تنتهي إلا بسبقكم وفوزكم ، فارموا إذاً بخيول العزم في ميدان السبق ، واستعينوا بالصبر والصلاة ، واستعينوا على ترك الآثام بخوف المقام ، وتقووا على الطاعة بذكر الساعة ، وتغلبوا على الرذائل بكرهها وحب الفضائل 0
ثم أحذروا أيها المتسابقون الأبطال من العائق الأكبر، احذروه أن يعوقكم كما عاق أمماً من قبلكم ،احذروه إنه :( حب الدنيا وكراهية الآخرة ) فأحبوا الآخرة بالإكثار من الزكاة والصلاة واكرهوا الدنيا بتقليل الرغبة فيها وبالتجافي عن الشهوات .
*وأخيراً إلى الأخوة هذين المثالين العجيبين :
المثال الأول : رجل شديدوسخ الجسم والثياب تفوح منه رائحة النتن والتعفن الكبير ، من رآه كرهه وفر منه ، ذهب إلى نهر عذبفغسل جسمه وثيابه وتطيب بأجود أنواع المسك والطيب ، فصارأحسن الناس هيئة ، وأجملهم منظراً ، وأطيبهم ريحاً ، ولم يلبث إلا يسيراً حتىرمى نفسه في حمأة منتنة فتمرغ فيها ، وعاد أقبح ما يكون منظراً ، وأنتن ما يمكن ريحاً .. وذلكمثل منترك المعاصي في رمضان توبة منه إلى الرحمن ، ولما أنقرض شهر رمضانعاد إلى معاصيه ، وراجع ما كان يأتيه فتهاون بالصلاة ، وغفل عن ذكر الله ... نسى الله فأنساه الله نفسه فكان من الفاسقين .
المثال الثاني :رجلعليل الجسم سقيم البدن ، شاحب الوجه ، مصفر اللون ، قد غارت عيناه ونضب ماء محياه ، ساقته عناية الله إلى مستشفى الأمراض المستعصيةفعالج أوجاعه ، وداوى أسقامه ، فعاد كأصح الناس جسماً ، وأنضرهم وجهاً غير أنه يتمتع بتلك الصحة ولم ينعم بذلك الكمال إلا أياماً معدودة حيثعاد إلى أسباب أسقامه وأوجاعه الأولى يتعاطاها ويجري وراءها حتى عاودته الآلام وأحاطت به من جديد الأسقام .. وذلك مثل من أناب إلى ربه ،وتاب في رمضان من ذنبه ، ولما خرج رمضانعاد إلى معصية الديان ، فزين بيته بالصور والتماثيل ، ونام عن صلاة الليل وترك مجالس العلم واقبل على مجالس اللعب واللهو ، فترك سماع القرآن وشغل سمعه بأصوات الشيطان .
فاحذر أيها المسابق الفائز سبيل هذين الرجلين ، واربأ بنفسك أن تكون من الخاسرين ، وسلام عليك في الفائزين الصالحين .
أبو بكر جابر الجزائري
المدرس بالمسجد النبوي الشريف
أيها المحب اعلم أن الله لا يضيع أجرك إن نشرتها .