من أوجاع الحياة تأليف الحسيني الطاهر
في ظل التطور التكنولجي الذي صبغ الحياة من حولنا بالآلات .فقد الإنسان صاحب هذه الحضارة كيانه المادي والمعنوي وأصبح كانه ألة من بين هذه الآلات ولكن برغم هذا الزخم المادي الذي يحيط بالإنسان ويحارب مشاعره وأحاسيسه تطل علينا روح الإنسان أبهى ما تكون في صفات طهارة القلب وسلامة الضمير لتصور لنا صورة إنسان أبهى ما تكون تتحدى الآلات .فنرى مثلا وجوها لذكور ولإناث عابسة متشققة من كثرة الهرولة ناحية السراب المادي العقيم الذي تنادي به رغبات الجسد وعلى الجانب الآخر نرى أيضا وجوه لذكور وإناث تطل منها روح بريئة ووجه ينطق بجمال هذه الروح الأمر الذي يجعلنا نتوقف طويلاً ونقرر أنه ليس بالجسد والماده وحده تستمر الحياه بل هناك الروح ساحرة الجسدا والتي تؤثر فيه أثر الكهرباء في المصباح فتجعله منيراً .هذه الروح الجميلة تطل علينا من شاب معتدل في مشيته متزن في كلامه متناسق في لبسه وهندامه حتى في قصة شعره نراه معتدلاً.
وتطل علينا أيضا من فتاه وجهها ينطق بالحق والبراءة تتزين بالصدق والطهارة والإخلاص بعيدةً عن التفاهات محتشمة في كلامها وفي مشيتها ومحتشمة في لباسها أيضاً.
وحقيقة أنني أرفع رايه التعظيم والإحترام لهذا الفتى أو تلك الفتاه اللذان يحملان عنوان أهليهما في ضميرهما وعلى جبينيهما.
وعلى النقيض هناك رسالة حزن وأسى وخيبة أمل أرسلها الى هذا الفتى وتلك الفتاه اللذان أدركا أنه هناك خلل في شخصيتيهما فبدلاً من معالجة هذا الخلل بالعودة الحميده الى طهارة النفس وسمو الذات راحو يعالجون هذا الخلل بقصة شعر غريبة أو لباس عجيب او مساحيق تجميل . وانكفأوا على تجميل الجسد ومداراة عيوبه تاركين التشوه الداخلي فيه.فتراهم كما أشبههم بمصباح لا تصل اليه الكهرباء فإنشغل صاحبه بتزيينه بدلا من أن ينشغل بتوصيل الكهرباء اليه.