[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يقف على عتبات معبده يحرس جنباته بما يقدمه من أداء في الأعمال التى يخوضها بخوف يجعله يسعى بقوة لأن يضيف تفاصيل على كل شخصية يجسدها، ويضع تصوره ويرسم الملامح و"يهضمها جيدًا"، وينسى من هو ويتذكر فقط أداءه والشخصية.
عام بعد عام يثبت الرجل الذي لا يخشى الدخول فى عمل أو اثنان يعرضان فى نفس الوقت بكل ما يحمله هذا الأمر من خطورة على أى ممثل خوفا من الوقوع فى فخ التكرار.. لكن ليس صبرى الذى يحمل قدرته الخاصة وملكته الأهم وهو لبس الشخصية حتى النخاع للحد الذى يشعر معه المتابع الجيد لاعماله انه لا يعرف ملامحة، فقط ملامح ما يقدمه من شخصيات.
البعض يقول أن اداء الشخصيات المركبه هو الأصعب، لكن الأصعب بحق هو أن يقدم ممثل أداء مركب في أعمال منفصلة، يكفى النظر لمحروس فى "بين السرايات"، و"الضوى" فى "العهد" لتعرف جحم وكم الجهد الذى يبذله ممثل ينتمى لمدرسة التقمص فى التنقل بين شخصيتين قمة فى الأختلاف يجسد كلاهما فى توقيت واحد تقريبا، الدخول فى عباءه الضوى بكل شراسته وذكاءه وسطوته وكلمته التى تجلس وتخلع وتقتل الملوك، انانيته المفرطه أمام الحق الذى يراه فى عينية والعطش للسلطة، التى يتحرك كل جسده ووجهه وعينية ليعبر عنها مستغلا كل ما تقع علية يداه وعلى راسها عصاه التى يطوحها فرحا لتبدو معه العصا وكانها سعيدة لسعادة سيدها فى إحدى اللحظات النادرة فى حياته بالمسلسل.
حتى عندما تغلب الضوى -وما ادراك ما الضوى فى الكفور الثلاثة- مشاعره وتهم أن تفلت منه دمعه وهو يشعر بالانكسار بين ابن وزوجه فى غيبوبه وعهد ضائع يخطة من جديد، ينجح صبرى فى التعبير عن هذه الحاله تلمع عيناه تشعر معه بقرب سقوط دمعه لكنه الضوى، تقسى عضلات الوجه من جديد وتختفى الدمعه، ويصبح الوجه وكانه قلب الضوى الذى قد من حجر، على العكس تماما محروس الأخ الأكبر لمخلص، الأخير هو الأنجح والأكثر مالا، والأول تابع جبان يصل لما يريد بطرق ملتوية، يسير فى الظلال ولا يواجه، يصرخ اخاه الأصغر فى وجهه بعد اكتشافه عمله السرى يرفع يداه ليدافع لا يهاجم، وتخرج كلماته منكسره ذليله، يتحرك جسده للالتصاق بالحائط ويداه أمام وجهه، وكلامه يخرج مضطرب، يستخدم صبرى كل ادواته ليدفع بشخصية محروس فى اتجاه معاكس للضوى، مع انها نفس الأدوات لكن صبرى مختلف.
التقمص عند صبرى فى هذه الحالة يجرى كمن يخلع عباءه الضوى ويلبس قميص محروس، وهو نفسه غير موجود، ومع التدقيق ومع طابع كل شخصية منهما الثابت الذى يعرف شفراته صبرى، تشعر انك أمام 3 شخصيات مختلفين حتى فى ملامحهم الفرعان منفصلين تماما عن بعضهم البعض وكلاهما منفصلين عن الأصل.