كمال أبو رية يكشف أسرار كرهه لإنتاج «أوراق التوت»

عد غياب عن الدراما المصرية منذ أن قدم مسلسل «كان يا مكان»، قرر هذا العام العودة للدراما المصرية بمسلسل يعمل على محاربة التطرف والإرهارب. الفنان كمال أبو رية يشارك في بطولة مسلسل «أوراق التوت»، ويطل علينا ضيف شرف في مسلسل «ألف ليلة وليلة»، والذي كشف في حواره لـ«التحرير» عن الكثير من الأسرار والأسباب التي دفعته للمشاركة في المسلسلين، وكذلك كواليس تصويرهم، والأسباب التي منعت عرض «أوراق التوت» على القنوات الفضائية الخاصة

ما الذي جذبك للقيام ببطولة مسلسل «أوراق التوت»؟

هناك العديد من الأسباب منها؛ هدف العمل وفكرته، بالإضافة إلى أن السيناريو مكتوب بشكل جديد للغاية، كما أن الدور الذي أقدمه خلال السياق الدرامي للمسلسل جديد بالنسبة إلي، وهو دور «بن أحمد» طبيب مسلم، وعالم ماهر في مهنة الطب، وكذلك عالم مستنير في الإسلام، وكل أحكامه صحيحة معتدلة بعيدة كل البعد عن التطرف. تبدأ رحلة الطبيب بغرق السفينة التي يسافر بها إلى الهند، لكي يحصل على أعشاب تفيده في مهنته، ولحسن الحظ ينجو وعائلته، ويستقر على شواطئ إمبراطورية دراماهان، التي تحكمها الإمبراطورة ليلانتا، التي تجسدها الفنانة صابرين، وهي دولة وثنية لم يدخلها الإسلام بعد، إذ إنني أعمل بكل ما في وسعي لكي أدخل قيم الإسلام السمحة المعتدلة هذه البلدة، وبالفعل أستطيع خلال مدة وجيزة أن أثبت نفسي، وأن أقدم نموذجًا للمسلم الحق، ينشر الإسلام بسلوكه السليم، حتى أصبح محبوبًا للجميع، وهذه الفكرة الجيدة التي تحارب التطرف كانت وراء قبولي بشدة المشاركة في المسلسل، بالإضافة إلى وجود كوكبة من الفنانين كالفنانة صابرين والفنان القدير يوسف شعبان، والفنان أحمد ماهر والفنانة سميحة أيوب.

ما الرسالة التي يوجها المسلسل للمشاهدين؟

البُعد عن التطرف والإرهاب، فالدين الإسلامي أبعد ما يكون عن هذه الأفكار الهدامة التي تدمر الشعوب، فالإسلام دين الحب والمودة والرحمة، وليس دين الدم والتعصب والتكفير، فالعمل يلقي الضوء على صورة الإسلام الصحيحة التي تدعو للتعاطف والتسماح والعدل والتواصل مع الآخرين من جميع الشعوب والأديان، في ظل ما نواجهه من تطرف وإرهاب في الوقت الراهن.

ما هي أسباب منع عرض المسلسل على القنوات الفضائية الخاصة؟

تم منع عرض المسلسل على القنوات الفضائية الخاصة بسبب تعسف الشركة المنتجة للمسلسل مع القنوات الخاصة، إذ أنها حاولت فرض عليهم بعد إعطاء حق عرض المسلسل؛ بل وبعد إذاعة البرومو الخاص بالمسلسل، توقيتات محددة ومعينة، لكي توافق على عرض المسلسل، وهو ما تم رفضه من قبل القنوات، وردت على الشركة المنتجة أنها ليس من حقها فرض توقيت محدد لعرض المسلسل، وإنما من حق القناة تحديد التوقيت المناسب لها لعرض العمل على شاشاتها، ولم يتم التوصل لحد يرضي الأطراف، مما نتج عنه عدم إذاعة المسلسل على القنوات الخاصة، إلا أن القطاع الحكومي الممثل في قناة نيل دراما وافق على التوقيت الذي حددته الشركة المنتجة.

وكيف كانت تتعامل الشركة المنتجة مع القائمين على المسلسل؟

الشركة السعودية المنتجة لمسلسل «أوراق التوت» كانت تتعامل مع الفنانين وكل العاملين في المسلسل؛ سواء فنيين إضاءة أو عاملين في التصوير وكل من يتواجد داخل موقع التصوير، وكأنها تمنّ وتعطف عليهم، فهذا العمل على الرغم من جودة السيناريو إلا أن الشركة المنتجة للعمل كانت تتعامل باستعلاء شديد على الفنانين، فأنا «اتبهدلت معاهم أوي»، كنت أقوم بتصوير المسلسل 16 ساعة يوميًا تقريبًا، وفي النهاية «ما فيش حمد ولا شكرانية» من منتج المسلسل، الذي يعد في حقيقة الأمر ممثل مغمور بالنسبة للفنانين المصريين، ولولا التليفزيون السعودي الذي أمده بالمصاريف الإنتاجية الخاصة بالعمل؛ لما كان يستطيع إنتاج هذه العمل.

غابت المسلسلات الدينية عن شهر رمضان في الأعوام الأخيرة.. ما السبب في رأيك؟

السبب الأساسي هو أن التليفزيون المصري والقطاع العام يعاني الفترة الأخيرة من بعض الأزمات والمشاكل المالية؛ لذلك أصبحت المسلسلات الدينية غائبة خلال الفترة الأخيرة، حيث كان القطاع العام له السبق في إنتاج مثل هذه الأعمال الدينية، بل ويعد هو الممول الوحيد تقريبًا، وذلك لأنه من الصعب قيام القطاع الخاص بإنتاج أعمال دينية، لأنها لا تأتي بربح كبير للمنتج يرضي طموحه في ظل تكليفاتها الإنتاجية المرتفعة.

حدثنا عن ظهورك خلال حلقات مسلسل «ألف ليلة وليلة»..

ظهوري خلال السياق الدرامي لأحداث المسلسل لتقديم شخصية ساحر طيب، الذي يجعل من الصعب على أي فنان رفضه؛ لأنه ليس عمل عادي، بل مختلف بكل المقاييس في كل شيء، فعلى الرغم من تقديم الكثير والكثير عن حكايات «ألف ليلة وليلة» إلا أن هذا العمل نقلة كبيرة في هذه النوعية من المسلسلات الأسطورية الفانتازية، إذ أن مخرج العمل رءوف عبد العزيز قد استخدم تقنيات عالية للغاية في تصوير هذا العمل؛ من جرافيك وكاميرات تصوير وخدع بصرية وغيرها، حتى يخرج المسلسل للمشاهدين على درجة عالية من الكفاءة والتقنية، وذلك بسبب وجود شركة «سنرجي» المنتجة للمسلسل والتي لم بتخل من قريب أو بعيد بأي مصاريف على إنتاجه.

هل يوجد لمسلسل أسطوري خيالي كـ«ألف ليلة وليلة» هدف؟

بكل تأكيد فلأي عمل فني ناجح هدف ورسالة، يحملها في مضمونة للمشاهدين سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة. «ألف ليلة وليلة» مسلسل أسطوري، يحمل في مضمونه صراع قوي بين الشر والخير الموجود في الواقع الحالي، ولكنه يصوغه ويصوره للمشاهدين بأسلوب جديد وغير تقليدي، فهو يصور للجمهور كيف أن الخير لا يجني إلا الخير وأن الشر لا يجني من خلفه سوى الدمار والخراب للبشر.

ثمة انتقادات للأعمال التي تعرض حاليًا لاحتوائها على ألفاظ وصفها النقاد أنها لا تعبر عن المجتمع المصري. كيف ترى هذه النوعية من المسلسلات؟

هذه الألفاظ كانت وراء مشكلة حدثت لدي بالفعل، إذ أنني كنت في أحد المطاعم، وفجأة وجدت مجموعة من المعجبين يعبرون لي عن استيائهم الشديد من بعض الأعمال الفنية، التي يتم عرضها حاليًا، لما تتضمنه من مفاهيم قد تضر بالمجتمع المصري، وطالبوني كما لو كنت مسئول عن هذه الأعمال أنه لابد من وقف هذه المسلسلات، لكونها لا تحترم عقل الشارع المصري. ولكن من وجهة نظري أن صُنّاع مثل هذه الأعمال «مش وخدين بالهم» أن الدراما «مش كده»، فلابد من خلال الدراما أن يقدم الكاتب وجهة نظره في هذا الواقع، وكيف يكون تطوريه وتغييره، وإذا كان ما يحدث صح أم لا، ولكن لا ينقل كما هو بكل ما فيه من ألفاظ أو خلافه، لأنه بذلك يضر الناس