دارين شبير
يغيب فنان الكوميديا الإماراتية الأول الفنان جابر نغموش هذا العام عن الشاشة التلفزيونية، تاركاً مكانه خالياً، بحثنا عن جرعة الكوميديا التي كان يضخها في عروقنا، فلم نجدها إلا عبر مسلسله الإذاعي «حليس»، ولكننا رغم ذلك نفتقده، فوقع إطلالته التلفزيونية مختلف، وظهوره محبب ذو نكهة خاصة، ولم يعوض هذا الغياب سوى حضور الفنان عبدالله زيد، الذي يعتبره الكثيرون النسخة الجديدة من نغموش، وبين غياب الأول وحضور الثاني بدأت المقارنات بين هذا وذاك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومُطالبات جادة بعمل كوميدي يجمعهما معاً، كونهما النجمين الأكثر تميزاً في الكوميديا المحلية، والعملة الصعبة التي لا تكتمل مسلسلات رمضان إلا بها.
ومع النجاحات الكبيرة التي حققها الكاتب جمال سالم بتعاونه مع نغموش في الأعمال السابقة كـ«حاير طاير» و«حظ يا نصيب»، وتعاونه الحالي مع عبدالله زيد الذي يطل في شخصية «يعروف» بمسلسله «شبيه الريح»، تساءلنا: هل سحب زيد البساط من تحت قدمي نغموش؟ ولأي مدى يعوض حضور الأول غياب الثاني؟
إطلالة نجم
«البيان» تواصلت مع نجمي الكوميديا، تسللت نحو جابر نغموش، ذلك الشخص الذي لا يستفزه أي سؤال، وجهنا له سؤالاً مباشراً يقول: أطل عبدالله زيد على ساحة الكوميديا التلفزيونية وتوَّجه الكثيرون نجماً للكوميديا بحصوله على لقب أفضل فنان في استطلاعات رأي الجمهور العام الماضي، ويطل هذا العام أيضاً بإطلالة نجم، هل يمكنه أن يسحب البساط من تحت قدمي جابر نغموش؟
فوراً أجابني وبلا تفكير: «ما في شي اسمه يسحب البساط» هذا سوء فهم، أنا فنان ولي طريقتي الخاصة، وهو أيضاً فنان له طريقته الخاصة، ولكل منا جمهوره، وأتمنى لأي شخص على أرض الإمارات سواء كان عبدالله زيد أو غيره النجاح والتألق، فليخرج جيل يقدم للفن إبداعات جديدة، وأقول لعبدالله زيد أتمنى الخير لك ولزملائك.
فضول
فضول في داخلي دفعني لسؤاله عن رأيه في مسلسل «شبيه الريح» فأجاب: شاهدت حلقتين منه، وأنا لست ناقداً، ولو كان لدي تعليق فأحتفظ به لنفسي. لم تكن إجابته شافية بالنسبة لي، فأطلقت نحوه رصاصة مباشرة علها تنتزع الإجابة صريحةً وتعود إلي، قلت له: يبدو أنه لم يعجبك؟
وعادت لي رصاصتي بالإجابة رافعةً شعار النصر، حيث أجابني قائلاً: لا بالعكس، أعجبني، ومن أكون حتى لا يعجبني، أنا إنسان عادي، وبالنهاية لو أردنا تقديم عمل سواء في الإمارات، أو على مستوى الخليج أو الوطن العربي، فلنقدم حكايات حتى ولو كانت عادية مستوحاة من الشارع، بشرط أن يكون لها هدف وفيها «زبدة».
بديل
بقي حواري مع جابر نغموش يطاردني تلك الليلة، يطرح في داخلي أسئلة أخرى، ووجدت نفسي أنطلق في رحلة أخرى، بطلها هذه المرة عبدالله زيد. اتصلت به، فاستقبلني بترحاب يشوبه بعض الحذر، وبدأ المكالمة بشقاوته المعهودة، وبعبارة لا أزال أضحك منها حتى هذه اللحظة، إذ قال: «اللهم اجعله خيراً»، أعجبتني صراحته، فقررت أن أكون أكثر صراحة منه، سألته: هل تعتبر نفسك بديلاً لجابر نغموش في ساحة الكوميديا؟
فأجاب: أنا لست بديلاً لأحد، جابر نغموش أستاذ ومعلم له باع طويل في مجال الكوميديا، ونتشرف بوجوده، وهو قامة إماراتية نفخر بها، ويبقى معلمنا.
نجومية
لمحت طيف جمال سالم، الذي أثمر تعاونه معه ومع نغموش نجاحاً كبيراً، فسألته بكل صراحة: هل صنع جمال سالم منك نجماً؟
لم يتردد عبدالله زيد للحظة، وأجاب بكل ثقة: نعم، جمال سالم هو من صنع نجوميتي في التلفزيون، وهو قلم نادر في الخليج، وكاتب يعرف كيف يصنع الابتسامة ويرسم النكتة على الورق، وكيف يقدم طرحاً محلياً بحتاً، وهو الأقدر على الوصول إلى قلوب الجمهور عبر كتاباته، وبالنسبة لي فهو معلم في مجال الكوميديا، وخبرته الطويلة تشهد له.
سألناه عن جابر نغموش، وما إذا كان قد سحب هو البساط من تحت قدميه، فأجابني إجابة تشبه إجابة جابر، إذ قال: ليس هناك ما يسمى بـ«سحب البساط»، فلجابر جمهوره ومحبيه، وأنا كذلك، والساحة تتسع للجميع ولكل مجتهد نصيب، وعبر زيد عن سعادته بـ«شبيه الريح» وبالأصداء التي أحدثها بين الجمهو