فاطمة الصفي.. الطريق إلى الأدوار الأولى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بين بدايتها في المعهد العالي للفنون المسرحية، وانطلاقتها في مسلسل الخراز عام 2007، والمرحلة الحالية، زمن قصير بحساب السنوات، ولكنه كثيف في حساب التجارب الفنية التي قدمتها، حيث الفنانة فاطمة الصفي، تنطلق بسرعة كبيرة، تلتهم الاعمال والشخصيات، وتحقق نقلات فنية لافتة.. ومهمة خلال الدورة الرمضانية الحالية، حاضرة بعملين، الاول مسلسل أمنا رويحة الجنة والثاني كضيفة شرف في مسلسل ذاكرة من ورق.
في أمنا رويحة الجنة تشتغل كثيرا على الشخصية التي تقدمها، وهي تلك المرأة المحبطة.. المدمرة.. التي اضطرت للذهاب الى الادمان وتخفيف ألمها... والتي ستكون امام كم من النقلات.. والمحطات.. والمتغيرات، اعتبارا من المواجهة مع ذاتها الى الاهتمام بالآخرين. عبر نص ثري صاغته هبة مشاري حمادة، والتي تمنح جميع الشخصيات، الاحساس بالبطولة.. والاهمية، حيث لا هامش عند هبة مشاري حمادة، حتى الاطفال في هذه التجربة يتحركون بلغة ولياقة عالية، ويمثلون حالة من الاكتشاف والاضافة للدراما الكويتية. حتى الحلقة العاشرة، تبدأ المتغيرات في الشخصية التي تقدمها (فوزية) والتي تذهب الى آفاق من التضحية.. وايضا الكينونة.
وهي حاضرة، كضيفة شرف في ذاكرة من ورق تأليف عادل الجابري واخراج علي العلي، ورغم مساحة الحضور، الا ان جملة ضيفة شرف تبدو قليلة امام كمية الجهد وبالذات، المشاهد التي صورت في برلين، ومفصلية الشخصية واثرها بالغ في الحدث الدرامي.
وفي هذه الشخصية وايضا (فوزية) نحن امام حالة من التطور في الاداء، وايضا النضج في تقديم حلول تحمل الاجتهاد.. وان ظل الطموح بالمزيد.
ان الخطوط البيانية التي تتحرك بها الفنانة فاطمة الصفي، هي بلا ادنى شك، خطوط صريحة، مقرونة بالاشتغال والاختيارات وايضا التغيير.. في كل شيء.. حتى اللوك.
كل تلك المعطيات، باتت تمهد الطريق الى الادوار الاولى، وهي مرحلة باتت قريبة جدا، وان جاءت مفرداتها الاولى مع مجموعة اعمال ومنها صديقات العمر وانيسة الونيسة وهذا الاخير اسس لعمل ثان يتم كتابته بعنوان انيسة الونيسة.. والايام التعيسة.
امام تلك الحيثيات، وعلاقتها المتميزة مع اكبر عدد من المنتجين، وفي مقدمتهم صباح بكتشرز (عامر صباح)، فإن الفنانة فاطمة الصفي مطالبة بالذهاب الى مناطق جديدة في الاداء، بل والذهاب الى شخصيات جديدة، في ذات المرحلة العمرية التي تمثلها، وضمن مضامين تفجر طاقاتها الكامنة، والتي يعرفها اهل المسرح، حيث ذهبت في المسرح، الى فضاءات لم تبلغها حتى الآن في الدراما التلفزيونية، لطبيعة الاداء التلفزيوني.
كما ان عليها، تجاوز الكثير من الهوامش، في عدد من التجارب، مثل تجربتها في العم صقر وصديقاتي العزيزات والتي تبدو بعيدة عن الطموح في سياق مسيرتها.. وطموحاتها خلال مسيرة الفنانة الصفي، ثمة مجموعة من النقلات المهمة، لعل ابرزها أم البنات وزوارة الخميس وبوكريم برقبته سبع حريم وصديقات العمر وانيسة الونيسة وفي هذا العمل بالذات، استطاعت ان تستثمر الفرصة باقتدار.
ولا يمكن بأي حال من الاحوال، ان نختصر مسيرة الفنانة فاطمة الصفي بالدراما التلتفزيونية، وهي الحاضرة دائما عبر اعمالها المسرحية الاكاديمية والنوعية والتي جعلتها تحلق في فضاءات المسرح العربي والعالمي، وهكذا الاعمال المسرحية الجماهيرية، خصوصا، تلك التي قدمتها مع الكاتبة هبة مشاري حمادة.
كل تلك المعطيات، شكلت حالة من الثراء الداخلي والعمق الابداعي والرصيد الفني الثري، الذي يمنحها الزاد.. والقيمة.. لذا فإن مفردات المطالبة بالمزيد من التجدد.. والتألق.. والبحث.. تأتي من الامور الاساسية، خصوصا، وهي تضع قدمها على الطريق الى الادوار الاولى... وهنا التحدي الجديد.