وقفت تنتظر اقباله ، لم يعد هناك شيئ مهم لتخسره بعده،تعبت الانتظار في كل محطات حياتها ، لا أمل اذن .
بدأ الحلم ، لتجد نفسها تسبح في خيالها اليه ، الى بيته وعطره الذي كان اوفى منه ، التصق بها و أصبحت لا تشتم غيره.بيته الريفي بحديقته الواسعة ؛ وقططه وكلابه وحتى دجاجاته.واشتاقت لصهيل فرسه سمرا الهستيري حين ترى تعبانا ، والأمير مهره وحركاته كلما تتبع خطوات امه للمرعى.
كان كل شيئ جميلا هناك . اعطته تلك الارض هوية الانتماء والسعادة وحرمها هو هنا هوية الحب ، وجد الاستقرار هناك ؛ وهي هنا مات فيها الحلم.
أهداها يوما سمفونية جميلة تراقصت على انغامها واستمتعت حتى النهاية وكانت نهاية حكايتها معه .
" يا ويح قلبي وعقلي ،كيف اجعل أنا لحبه نهاية."
_هممت بيه فخذلني .ام فقط عاقبني لان وطني عاقبه قبلا .
يلا قيظ ملل الانتظار ،يا لمرارة الحب ،يا لصقيع رياح الغياب ، يا لعتمة كل امسياتي بدونه.
وميض شوقي اليه جننني ،ابحث عنه في تواريخ الايام ، بين ملامح الطرقات ومفترقاتها . اين اركن ذكرياتي معه ، افتني يا بائع
النسيان ،
_ هل احرق ذاكرتي، لا .... لا .. سأجعل لذاتي نهاية وينتهي مني وانتهي منه .
سمعت قدومه السريع ، رمت جسمها النحيل تحت سكته الحديدية ،كان صفير القطارو هو يسحق عظامها كأنه بنعيها الى السماء عروسا.