كان هناك طفلة , ولكن عاشت ما مر به شيخ ناهز التسعين عاما , عاشت في ظلام شديد السواد , عاشت في حزن , كأمرأه فقدت ابنها , كأب قتل ابنه بغير عمد , كقاضي حكم على
شخص بالاعدام ثم اكتشف انه بريء , كشخص فقد كل ما ملك , كأنسان اتهم وهو لا يستطيع الكلام , كأمرأه ممرضه في قسم التوليد وهي عقيم .
طفلة كانت تمرح وتغني وتطير فرح , كطائر النورس تحلق وتصدر ضحكات جمليه وبريئه , تضحك وتزهزه وتغرد كالعاصفير , وهي فرحه جدا لرؤيتها الشتاء , وتلعب وتركض هيه واعز
صديقاتها بشكل لولبي , تعبيرا عن فرحهم بقدوم الشتاء , ولكن فجأه بغير سابق انذار قد صدم بها شخص وهو يقود , وكلفها بصرها وفقدت القدره على الحركه , اختبأت خلف ستائر
غرفتها , وهي نائمه على سريرها ترفض رؤية احد , تخاف ان يشعر الناس عليها بالشفقه , او يضحكو عليها الناس ويتمتمون بين انفسهم , تخاف رؤية احد بعد ان كانت قويه جدا , كانوا
يقولون لها من سيقدر عليكي , ولا ينادونها الا بالقويه , وكانت ثقتها عاليه جدا بنفسها , وتعتبر نفسها اميره لا ملكه بل سلطانه , لكن لم تكن تتكبر رغم كل ذلك , لكن هذا الذي حدث
معها , فقدها كل شي , لم تعد تتذكر كيف يبتسم الانسان , ولا تتذكر ثقتها , فقط تريد العيش وحيده , نست احلامها , نست نفسها القديمه , واختارت ان تعيش في الحزن الابدي ,
يحاول الجميع اضحاكها , لكن بدون فائده , وحاولوا كثيرا ايجاد طرق لارجاع الامل لديها , وكانت احد فكراتهم , ان يبعثوا طفله اليها , لعل ببرائتها تعيد الامل اليها , لكن ما بدر من الطفله زاد
الامر سوءا , فقد قالت لها هي قومي لنلعب , لكن قالت لها لا اريد , واذ بطفله تمسك يدها وتجرها , فوقعت الفتاه عن السرير , ما فعلوه زادها قناعه بالعيش وحيده , كيف تعيش مع
اناس وهي لا ترى ولا تسطتيع الحركه .