وتجدر الاشارة في هذا المجال ، أن علي باشا وزير الخارجية (أصبح فيما بعد الصدر الأعظم ، قد شارك في بعثته الدبلوماسية عدد من اليهود في عام 1865م المرسلة الى الاقطار الأوروبية المسيحية).
إن اليهود تمتعوا بكافة الامتيازات والحصانات بموجب قوانين رعايا الدولة ووجدوا السلم والأمان وحرية الوجود
الكامل في الدولة العثمانية.
يهود الدونمة:
أطلق لفظ الدونمة منذ القرن السابع عشر على اليهود الذين يعيشون في المدن الاسلامية وخاصة في ولاية سلانيك,والدونمة لها معنى لغوي وعرفي,فاما معناها لغويًا: فهي مشتقة من الكلمة التركية (دونمك) التي تعني الرجوع أو العودة أو الارتداد,واما المعنى العرفي فإنه يعني اليهود المسلمين الذين لهم كيانهم الخاص, وأطلق العثمانيون اسم الدونمة على اليهود لغرض بيان وتوضيح العودة من اليهودية الى الاسلام ثم أصبح علماً على فئة من يهود الاندلس الذين لجؤوا الى الدولة العثمانية وتظاهروا باعتناق العقيدة الاسلامية .
كما واصبح هناك معنً دينيًا لهذة الطائفة كمذهب ديني جديد، دعا إليه الحاخام ساباتاي زيفي الذي أدعى بأنه المسيح المنتظر في القرن السابع عشر، حيث انتشرت في تلك الايام شائعة تقول أن المسيح سيظهر في عام 1648م كي يقود اليهود في صورة المسيح وأنه سوف يحكم العالم في فلسطين ، ويجعل القدس عاصمة الدولة اليهودية المزعومة وكانت فكرة المسيح المنتظر ذائعة عندئذ في المجتمع اليهودي ، وكانت الأوساط اليهودية القديمة تؤمن بقرب ظهور هذا المسيح. ولذلك صادفت دعوة شبتاي تأييداً كبيراً بين يهود فلسطين ومصر وشرق أوروبا ، بل أيدها كثير من اليهود وأصحاب الأموال لأغراض سياسية ومالية.
وذاع أمر شبتاي في أوروبا وبولندا وألمانيا وهولندا وإنكلترا وإيطاليا وشمال أفريقيا وغيرها.
وفي أزمير أخذ يلتقي بالوفود اليهودية التي جاءت من أدرنة وصوفيا واليونان وألمانيا، حيث قلدته هذه الوفود تاج "ملك الملوك" ثم قام شبتاي بتقسيم العالم الى ثمانية وثلاثين جزءاً ، وعين لكل منها ملكاً، اعتقاداً منه بأنه سيحكم العالم كله من فلسطين، حيث كان يقول في هذا المجال: (أنا سليل سليمان بن داود حاكم البشر وأعتبر القدس قصراً لي).