الدراما الخليجية تغرد بعيدًا عن هموم الشارع الخليجي
سهى الوعل – جدة
ما زالت الأعمال الخليجية منغمسة في نفس مشكلاتها، وما زلت تغرد بعيدًا عن هموم الشارع الخليجي وعن واقع مجتمعه، وللأسف فإن من يقود هذا الركب الدرامي بعيدًا عن الشارع الخليجي فنانون كبار يلحقهم نجوم صاعدون همهم الأول الشهرة ومن ثم الفن!
يأتي الموسم الرمضاني الحالي حاملاً خيبة أمل كبيرة للمشاهد الخليجي، وبالرغم من أنه شعور ليس بجديد يعيشه المشاهد الخليجي إلا أن ما تقدمه الدراما الخليجية في الموسم الحالي استمرار للكثير من خيبات الأمل لسنوات سابقة.. وأمام ما تحصده الدراما العربية من ثناء وإعجاب دون أن ننكر طبعاً أن هناك أيضاً عددا من الإخفاقات تحصد الدراما الخليجية الكثير من النقد اللاذع.
لا يمكن أن نقف أمام كبار نجوم الدراما الخليجية غير منبهرين بالأداء، فخبرتهم وعظمتهم أمام الكاميرا ما زالت تخطف الأنفاس، ولكن لم يعد هذا وحده كافياً، فالدراما منغمسة حرفياً بالـ "حزن” برغم أن الشعب الخليجي أصبح معروفاً بحس الفكاهة والقدرة على التعاطي مع المعضلات الصعبة بسلاسة و”طولة بال” والسيناريو ما زال بدائياً مع تزايد أعداد كتاب "الصدفة” وغياب الأسماء الكبيرة المخضرمة عن الورق، وعلى سبيل المثال هناك مسلسل "أمنا رويحة الجنة” الذي تتقدم قائمة أبطاله الفنانة القديرة سعاد عبدالله، فبالرغم من أنها قادرة بقوة على حملنا على الابتسام والبكاء بوقت واحد إلا أننا نستغرب موافقتها على نص ركيك كنص هذا العمل، والذي قالت عنه الكاتبة الإماراتية شهر زاد: "للأسف حوار المسلسل به أخطاء لم يعد من الممكن تجاهلها”.
هناك أيضاً "فال مناير” للعظيمة حياة الفهد، فالبرغم من أنه كسر القاعدة وقرر أن يحملنا إلى الضحك بدلاً من الحزن السائد على 90% من أحداث المسلسلات الخليجي إلا أن العمل يعاني الجرعة الزائدة في كل شيء؛ الأحداث, الإبهار, الألوان , وهنا يقول الإعلامي الكويتي بشار جاسم الكندري: "قصة وأحداث مسلسل "فال مناير” تحتاج رؤية إخراجية أبسط من (الأفورة) التي نراها بالعمل من فلاتر وألوان” … وهي الرؤية التي قال عنها مخرج العمل منير الزعبي: "الخطوط الدرامية المتشابكة بالمسلسل هي عامل الجذب الرئيسي الذي اعتمدته بالعمل” وبرغم ذلك طالت الانتقادات عامله لجذب المشاهدين ووصفته بالمبالغ به!
"ذاكرة من ورق” أيضاً عمل درامي حاول الخروج عن المألوف بالتصوير في الخارج وطرح قضية إنسانية قد تكون مستهلكة ولكن برؤية مختلفة، الاختلاف في هذا العمل كان بأخذ فريقه إلى الخارج بدافع حملهم إلى الإبداع والتأثر بالبيئة الفنية الإيجابية هناك، ولكن ما زال العمل "خليجي” بامتياز من ناحية المبالغة في كل شيء، كالعقوق والصراع النفسي والمرض والفراق والحزن، وهنا يقول الإعلامي السعودي فهيد اليامي: "المسلسل يعطي مفهوم اخر لتطور الدراما الخليجية، فالتصوير والأحداث في ألمانيا، والممثلون كأنهم أتراك يعملون هناك”! ويبقى الانتقاد الأبرز بالعمل على بطلته شجون الهاجري؛ حيث أجمع النقاد على أنها وبرغم اجتهادها في الدور إلا أنها فقدت مهارتها في نطق النص بإحساسها القديم، فأصبحت تتحدث بشكل أسرع ومعظم كلماتها غير واضحة للمستمع غير الخليجي!
هذه رؤية شاملة حاولنا أن نستخدم بها أكثر الأعمال الخليجية مشاهدة بحسب إحصاءات "ترند تويتر” لكي نقرَب وجهات النظر بين من يعمل في هذه الأعمال الدرامية ومن يتلقاها كمشاهد ومن يكتب عنها ليرثى حالها.. ولكن تبقى هناك النظرة الختامية التي ستكون أكثر شمولاً في الأسابيع القليلة القادمة.