نقش على جدار الثقافة
قالوا: الـمثقَّفُ قلت: ليس مثَقفا .... من يمنَح الأخلاقَ والدِّين القَفا
ليسَ الـمُثقَّفُ منْ إذا سمِعَ الهَوى .... لبَّى وإِن سَمِع الأذانَ تخَلَّفا
ليسَ الـمـثقَّفُ من تَراهُ مُبجِلاً .... كتُبَ الضَّلالِ ولا يُبجِلُ مُصحَفَا
ليسَ الـمُثقَّفُ من يُعَاقر كَأسهُ .... لا نفسُهُ رضِيَتْ ولا عَقلٌ صَفَا
يَمشِي كمَا يمْشِي الغُرابُ مُقَلِّدا .... فيُضِيعُ مِشيتهُ ويَنسَى الـمَوقِفا
يَرنُو إلى الفِكرِ الدَّخيـل ِفـقـلَبُهُ .... بوَلائِـهِ للغَـربِ أصبَـحَ أجْـوفـا
ليسَ الـمثقَّفُ من إذا بَرَزَ الهُدى .... والحق في الدُّنيا تَراجَعَ واخْتَفى
وإذَا بَدتْ رُوحُ الضَّلالِ تحَرَّكتْ .... أشواقُهُ فَسَعى إليهَا واحْـتَـفَـى
ليسَ الـمثقَّفُ منْ يذُمُّ دُعَاتَنا .... وشُيوخَنا ظُلماً، ويَمدحُ أُسْقُفا
ويَرى حُدود الشَّرع فينَا قَسوة .... تُؤذِي الـمشاعِر والحِجابُ تخَلُّفا
ويظلُّ ينسُجُ منْ هَواهُ قَمِيصهُ .... دَنَساً ، ومن سوء الطوية معطفا
يرتـادُ أوْكـارَ الفسَـاد مُجـاهـرا .... مُتلبِّسـاً بضَـلالِـهِ مُـتـلـفـلِفـا
ليسَ الـمُثقَّف من يَـزورُ سِـفـارة .... غَـربـيَّـةً مُـتـودِّداً مُـتـلطِّـفـا
يُهدِي لهَا الأسرَار من أوْطَانِهِ .... مُتجاوِزاً في قولِهِ مُتَعَسِّفَا
ليسَ الـمثقَّفُ من يصُوغُ رِوَايةً .... تَطوي الرَّذيلةُ في مَداها الأحرُفا
يَرمي بهَا حِصن الفَضِيلة والتُّقى .... مُتَباهِياً بضَلالِهِ مُتَطرِّفَا
ينسَاقُ في دَرِبِ الضَّلالِ مُجادلاً .... مُتلوَّناً ( مُتَحامِلا ً) مُتفلْسِفا
ليسَ الـمُثقَّفُ من يَبيعُ صَلاحهُ .... ويظَلُّ في طُرُق الضَّلالةِ مُسْرفَا
إنَّ الـمثقَّفَ من يُوطِّئُ نفســه .... لله يحفَظُ باليقِيـنِ الـمـوقِـفَـا
إنَّ الـمُثقَّف منْ يعزُّ بدينِــهِ .... عِزَّاً ينَالُ بهِ الـمَقامَ الأشـرَفـا
إنَّ الـمُثقَّف من يُضِيءُ حياتهُ .... بالحَقِّ يَبقـى صَادقاً مُتعفِّـفـا
يَحمِي حِمَى الأَوطَانِ من أعْدَائِها .... ويصُدُّ عنهَا الكاذِبَ الـمتَزَلِّفا
إنَّ الـمُثَقَّفَ منْ يُعـطِّـرُ فِـكــرهُ .... بتُقَاهُ ، يتبَّعُ النَّبيّ الـمُصطفَـى
عبدالرحمن بن صالح العشماوي