عقاب فلبيني
العقاب الفلبيني، المعروف أيضا باسم العقاب آكل القردة، عقاب يعيش في غابات الفلبين، له ريش ملون باللونين البني والأبيض، وله ريش أشعث على رأسه، طوله يتراوح ما بين 86 إلى 102 سم، وكتلته 4.7 إلى 8 كغم. تم اختيار العقاب الفلبيني ليكون الطائر الوطني للفلبين، وهو من الحيوانات المهددة بالانقراض، والسبب الرئيسي لذلك هو ما لحق بموطنه من ضرر وخراب، نتيجة قطع الأشجار في مناطق عدة يعيش فيها، ويعتبر قتل عقاب فلبيني جريمة تستحق العقوبة في القانون الفلبيني، وهذه العقوبة هي السجن مدة اثني عشر عاما مع غرامات باهظة.
عندما اكتشف العقاب الفلبيني للمرة الأولى، سمي العقاب آكل القردة، لأنه كان يظن أنه لا يفترس إلا القردة، إلا أن الدراسات اللاحقة أثبتت أنه يفترس حيوانات أخرى مثل الأفاعي الضخمة وقط الزباد والورل (حيوان زاحف) إضافة إلى بعض الطيور الكبيرة، وهذا كان السبب لتغيير اسمه إلى العقاب الفلبيني في عام 1978، وأصبح الطائر الوطني للفلبين عام 1995.
إضافة إلى اسميه السابقين: العقاب الفلبيني والعقاب آكل القردة، فإنه يسمى أيضا العقاب الفلبيني العظيم، وله أيضا العديد من الأسماء المحلية، كالطائر الملك (هارينغ إيبون).
الغذاء
تتكون الفلبين من جزر عدة، ويعيش العقاب الفلبيني على أكثر من جزيرة منها، ويختلف غذاؤه حسب الجزيرة التي يعيش عليها، فبعض الفرائس المتوفرة بكثرة على جزر معينة غير موجودة على جزر أخرى. أما غذاؤها الأساسي في جزيرة لوزون الفلبينية فهو القردة والطيور والثعالب الطيارة وبعض الزواحف كالأفاعي والسحالي الكبيرة، كما تأكل العقبان بين فترة وأخرى الثديات الصغيرة والطيور كالبوم والزواحف كالأفاعي، وأحيانا تأكل صغار الخنازير والكلاب الصغيرة. كما تتعاون أزواج العقبان أحيانا لصيد قطعان القردة، فيقوم أحدها بالجلوس عاليا قرب القطيع لإلهاء القردة، بينما يقوم الآخر بالانقضاض عليها ببطء وحذر فيفترسها.
التكاثر
عقاب فلبيني بنى عشه وجلس فيه منتظرا قدوم الزوج
تبلغ مدة التكاثر عند العقبان الفلبينية عامين، إذ تنضج أنثى العقاب في سن الخامسة، وينضج الذكر في سن السابعة، وكمعظم العقبان، فإن العقاب الفلبيني أحادي الزوج، أي يتزوج الذكر أنثى واحدة فقط ويبقى معها من لحظة الزواج حتى يموت أحدهما، وعند موت أحد الزوجين، فإن الزوج المتبقي يبدأ بالبحث عن رفيق جديد له يحل محل الزوج المفقود.
يبدأ الزواج ببناء العش وبقاء العقاب بالقرب من العش، ثم يبدأ الذكر بلحاق الأنثى والتباهي بمخالبه، حيث يقوم بعرض مخالبه خلفها، فتقوم الأنثى بالالتفاف في الهواء وعرض مخالبها، وتكون موافقة العقاب على الزواج بإحضار أدوات تعشيش للعش الذي قام العقاب الأول ببنائه.
يكون التزاوج بين عقبان من جزر مختلفة، وعادة يكون أحدها من جزيرة مندناو والآخر من جزيرة لوزون. وعندما تصبح الأنثى جاهزة لوضع البيضة فإنها تتوقف عن تناول الطعام وتبدأ بشرب كميات كبيرة من الماء، ثم تقوم بوضع بيضة واحدة غالبا في وقت الغسق أو المساء المتأخر، كما يمكن أن تضع الأنثى بيضتين دفعة واحدة، فإذا فشلت عملية فقس البيضة أو مات الصغير في وقت باكر فإن الوالدين يقومان بوضع بيضة أخرى في السنة التالية، ويقوم العقاب باحتضان البيضة 58 إلى 68 يوما بعد وضعها، حيث يساهم كلا الأبوين باحتضان البيضة، إلا أن الأم تقوم بالقسم الأكبر من الاحتضان نهارا، وتقوم بالاحتضان وحدها ليلا.
عندما تفقس البيضة يتعاون الأبوان بإطعام الصغير الجديد، كما يتناوبان لحراسته وحمايته من حر الشمس ومن المطر حتى يصير عمره سبعة أسابيع. ينبت ريش الصغير عندما يصبح عمره أربعة أشهر أو خمسة، ويبدأ باصطياد الفرائس بعد سنة تقريبا من ولادته، ويظل الأبوان كلاهما يعتنيان بالصغير لعشرين شهرا تقريبا.
الحفظ والحماية
يعتبر العقاب الفلبيني من الحيوانات المهددة بالانقراض كثيرا، حيث يعتقد أن عدد العقبان الفلبينية المتبقية في الفلبين 180 إلى 500 عقاب فقط، فقد تعرضت مواطنها للفساد والدمار بوساطة شركات التحطيب وقطع الأشجار، كما أثرت عليها عمليات التعدين والتلوث والصيد الجائر والتعرض للمبيدات الحشرية التي أثرت على قدرتها على الإنجاب، كما وقع بعضها في فخوخ موضوعة لصيد الغزلان وضعها صيادون محليون.